الباحث القرآني

شرح الكلمات: بما أراك الله: أي بما علمكه بواسطة الوحي. خصيماً: أي مخاصماً بالغاً في الخصومة مبلغاً عظيماً. تجادل: تخاصم. يختانون أنفسهم: يحاولون خيانة أنفسهم. يستخفون: يطلبون إخفاء أنفسهم عن الناس. وهو معهم: بعلمه تعالى وقدرته. يبيتون: يدبرون الأمر في خفاء ومكر وخديعة. وكيلا: الوكيل من ينوب عن آخر في تحقيق غرض من الأغراض. معنى الآيات: روي أن هذه الآيات نزلت في طعمة بن أبيرق وإخوته وكان قد سرق درعاً من دار جارٍ له يقال له قتادة وودعها عند يهودي يقال له يزيد بن السمين، ولما اتهم طعمة وخاف هو وإخوته المعرة رموا بها اليهودي وقالوا هو السارق، وأتوا رسول الله ﷺ وحلفوا على براءة أخيهم فصدقهم رسول الله ﷺ وهم بقطع يد اليهودي لشهادة بني أبيرق عليه وإذا بالآيات تنزل ببراءة اليهودي وإدانة طعمة، ولما افتضح طعمة وكان منافقاً أعلن عن ردته وهرب إلى مكة المكرمة ونقب جدار منزل ليسرق فسقط عليه الجدار فمات تحته كافراً.. وهذا تفسير لآيات قوله تعالى: ﴿إنَّآ أنْزَلْنا إلَيْكَ ٱلْكِتابَ﴾ أي القرآن، أيها الرسول ﴿لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنّاسِ بِمَآ أراكَ ٱللَّهُ﴾ أي بما أعلمك وعرفك به لا بمجرد رأي رآه غيرك من الخائنين وعاتبه ربه تعالى بقوله ﴿ولا تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً﴾ أي مجادلاً عنهم، فوصم تعالى بني أبيرق بالخيانة، لأنهم خانوا أنفسهم بدفعهم التهمة عنهم بأيمانهم الكاذبة. ﴿وٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ﴾ من أجل ما هممت به من عقوبة اليهودي، ﴿إنَّ ٱللَّهَ كانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ فيغفر لك ما هممت به ويرحمك ﴿ولا تُجادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتانُونَ أنْفُسَهُمْ﴾ حيث اتهموا اليهودي كذباً وزوراً، ﴿إنَّ ٱللَّهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ خَوّاناً أثِيماً﴾ كطعمة بن أبيرق ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنّاسِ﴾ حياء منهم، ﴿ولا يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ﴾ ولا يستحيون منه، وهو تعالى معهم في الوقت الذي كانوا يدبرون كيف يخرجون من التهمة بإلصاقها باليهودي البريء، وعزموا أن يحلفون على براءة أخيهم وإتهام اليهودي هذا القول مما لا يرضاه الله تعالى.. وقوله عز وجل: ﴿وكانَ ٱللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً﴾ فما قام به طعمة من سرقة الدرع ووضعها لدى اليهودي ثم اتهامهم اليهودي، وحلفهم على براءة أخيهم كل ذلك جرى تحت علم الله تعالى والله به محيط، فسبحانه من إله عليم عظيم. وقوله تعالى: ﴿هَٰأنْتُمْ هَٰؤُلاۤءِ﴾ أي يا هؤلاء ﴿جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وكِيلاً﴾ هذا الخطاب موجه إلى الذين وقفوا إلى جنب بني أبيرق يدفعون عنهم التهمة فعاتبهم الله تعالى بقوله: ﴿هَٰأنْتُمْ هَٰؤُلاۤءِ جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ﴾، اليوم في هذه الحياة الدنيا لتدفعوا عنهم تهمة السرقة ﴿فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وكِيلاً﴾ يتولى الدفاع عنهم في يوم لا تملك فيه نفس لنفس شيئاً والأمر كله لله فتضمنت الآية تقريعاً شديداً حتى لا يقف أحد بعد موقفاً مخزياً كهذا. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ. ٢- لا يجوز الوقوف إلى جنب الخونة الظالمين نصرة لهم. ٣- وجوب الاستغفار من الذنب كبيراً كان أو صغيراً. ٤- وجوب بغض الخوّان الأثيم أيّاً كان. ٥- استحباب الوعظ والتذكير بأحوال يوم القيامة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب