الباحث القرآني

شرح الكلمات: ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل: أي جعلنا للعرب في هذا القرآن من كل مثل من الأمم السابقة. لعلهم يتذكرون: أي يتعظون فينزجرون عما هم فيه من الشرك والتكذيب إلى الإيمان والتوحيد. قرآناً عربيا غير ذي عوج: أي حال كون المثل المجعول قرآنا عربيا لا لبس فيه ولا اختلاف فلا عذر لهم في عدم فهمه وإدراك معناه وفهم مغزاه. متشاكسون: أي متنازعون لسوء أخلاقهم. ورجلا سلما: أي خالصا سالما لرجل لا شركة فيه لأحد. هل يستويان مثلا: الجواب لا الأول في تعب وحيرة والثاني في راحة وهدوء بال. الحمد لله: أي على ظهور الحق وبطلان الباطل. إنك ميت: أي مقضي عليك بالموت في وقته. وإنهم ميتون: أي كذلك محكوم عليهم به عند انقضاء آجالهم. عند ربكم تختصمون: أي تحتكمون إلى الله في ساحة فصل القضاء فيحكم الله بينكم. فيما كنتم فيه تختلفون: أي من الشرك والتوحيد والإيمان والتكذيب. معنى الآيات: قوله تعالى ﴿ولَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ فِي هَٰذا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ يخبر تعالى بما من به على العرب لهدايتهم حيث جعل لهم في القرآن الكريم من أمثال الأمم السابقة في إيمانها وتكذيبها، وصلاحها وفسادها ونجاتها وخسرانها وكل ذلك بقرآن عربي لا عوج فيه أي لا لبس ولا خفاء ولا اختلاف، فعل ذلك لهم لعلهم يتذكرون أي يتعظون فيؤمنون ويوحدون فينجون من العذاب ويسعدون. وقوله تعالى ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشاكِسُونَ ورَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ﴾ إلى آخر الآية، هذا مثل من جملة الأمثال التي ضرب الله للناس لعلهم يتذكرون وهو مثل للمشرك الذي يعبد عدة آلهة. والموحد الذي لا يعبد إلا الله فالمشرك مثله رجل يملكه عدد من الرجال من ذوي الأخلاق الشرسة والطباع الجافة فهم يتنازعونه هذا يقول له تعالى والآخر يقول له اجلس والثالث يقول له قم فهو في حيرة من أمره لا راحة بدن ولا راحة ضمير ونفس. والموحد مثله رجل سلم أي خالص وسالم لرجل واحد آمره وناهيه واحد هل يستويان أي الرجلان والجواب لا إذ بينهما كما بين الحرية والعبودية وأعظم وقوله تعالى ﴿ٱلْحَمْدُ للَّهِ﴾ أي الثناء بالجميل لله والشكر العظيم له سبحانه وتعالى على أنه رب واحد وإله واحد لا إله غيره ولا رب سواه. وقوله ﴿بَلْ أكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ أي بل أكثر المشركين لا يعلمون عدم تساوي الرجلين، وذلك لجهلهم وفساد عقولهم. وقوله تعالى ﴿إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَّيِّتُونَ﴾ نزلت لما استبطأ المشركون موت الرسول ﷺ أي لا شماتة في الموت إنك ستموت يا رسولنا ويموتون. وقوله تعالى ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ أي مؤمنكم وكافركم قويكم وضعيفكم تقفون بين يدي الله ويحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من أمور الدين والدنيا معا. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- مشروعية ضرب الأمثال للمبالغة في الإفهام والهداية لمن يراد هدايته. ٢- بيان مثل المشرك والموحد، فالمشرك في حيرة وتعب، والموحد في راحة وهدوء بال. ٣- تقرير أن كل نفس ذائقة الموت. ٤- بيان أن خصومة ستكون يوم القيامة ويقضي الله تعالى فيها بالحق لأنه هو الحق.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب