الباحث القرآني

شرح الكلمات: وآية لهم الأرض الميتة: أي على صحة البعث ووجوده لا محالة. أحييناها: بإنزال المطر عليها فأصبحت حيّة بالنبات والزروع. وجعلنا فيها جنات: أي بساتين. وما عملته أيديهم: أي لم تصنعه أيديهم وإنما هو صنع الله وخلقه. أفلا يشكرون: أي أفيرون هذه النعم ولا يشكرونها إنه موقف مخز منهم. سبحان الذي خلق الأزواج كلها: أي تنزيها وتقديسا لله الذي خلق الأصناف كلها. ومن أنفسهم: أي الذكور والإناث. ومما لا يعلمون: من المخلوقات كالتي في السماوات وتحت الأرضين. معنى الآيات: لما تقدم في الآيات قبل هذه تقرير عقيدة البعث والجزاء في قوله وإن كلٌ لما جميع لدينا محضرون ذكر هنا الدليل العقلي على صحة إمكان البعث فقال ﴿وآيَةٌ لَّهُمُ﴾ أي على صحة البعث الأرض الميتة التي أصابها المحل فلا نبات فيها ولا زرع أحييناها بالمطر فأنبتت من كل زوج بهيج فهذه آية أي علامة كبرى وحجة واضحة على إمكان البعث إذ الخليفة تموت ولم يبق إلا الله تعالى ﴿كُلُّ مَن عَلَيْها فانٍ ويَبْقىٰ وجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلالِ وٱلإكْرامِ﴾ [الرحمن: ٢٦-٢٧] ثم ينزل الله تعالى ماء من تحت العرش فتحيا البشرية على طريقة الأرض الميتة ينزل عليها المطر فتحيا بالنبات. وهذه المرة تحيا بالبشر إذ يُركب خلقهم من عظم يقال له عجب الذنب هو في بطن الأرض لا يتحلل ومنه يركب الخلق كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ في الصحيح. هذا معنى قوله تعالى في الاستدلال على البعث ﴿وآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أحْيَيْناها وأَخْرَجْنا مِنها حَبّاً﴾ أي حبّ البُر فمنه أي من ذلك يأكلون الخبز. وقوله ﴿وجَعَلْنا فِيها﴾ أي في الأرض الميتة جنات أي بساتين من نخيل وأعناب، وفجرنا فيها من العيون أي عيون الماء، هذه مظاهر القدرة والعلم الإلهي وكلها تشهد بصحة البعث وإمكانه وأن الله تعالى قادر عليه وعلى مثله. وقوله تعالى ﴿لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ﴾ أي من ثمر المذكور من النخل والعنب وغيره. وقوله ﴿وما عَمِلَتْهُ أيْدِيهِمْ﴾ أي لم تخلقه ولم تكونه أيديهم بل يد الله هي التي خلقته افلا يشكرون يوبخهم على عدم شكره تعالى على ما أنعم به عليهم من نعمة الغذاء. وقوله تعالى ﴿سُبْحانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْواجَ كُلَّها﴾ أي تنزيها وتقديساً لله الذي خلق الأزواج كلها ﴿مِمّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ ومِن أنفُسِهِمْ ومِمّا لا يَعْلَمُونَ﴾ يقدس تعالى نفسه وينزهها عن العجز عن إعادة الخلق ويُذكر بآيات القدرة والعلم وهي نظام الزوجية إذ كل المخلوقات أزواج أي أصناف من ذكر وأنثى فالنباتات على سائر اختلافها ذكر وأنثى والناس كذلك وما هو غائب عنا في السماوات وفي بطن الأرض أزواج كذلك ولا وِتْرَ أي لا فرد إلا الله تعالى فقد تنزه عن صفات الخلائق، ومنها كان للحياة الدنيا نوع آخر هو لها كالزوج وهي الحياة الآخرة فهذا دليل عقلي من أقوى الأدلة على الحياة الثانية. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- تقرير عقيدة البعث والجزاء التي هي القوة الدافعة للإنسان على فعل الخيرات وترك الشرور والمنكرات. ٢- دليل نظام الزوجيّة وهو آية على أن القرآن وحي الله وكلامه إذ قرر القرآن نظام الزوجية قبل معرفة الناس لهذا النظام في الذرة وغيرها في القرن العشرين. ٣- وجوب شكر الله تعالى بالإيمان وبطاعته وطاعة رسوله على نعمه ومنها نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد أي بالغذاء والماء والهواء.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب