الباحث القرآني

شرح الكلمات: وما يستوي الأعمى والبصير: أي لا يستويان فكذلك الكافر والمؤمن لا يستويان. ولا الظلمات ولا النور: أي لا يستويان فكذلك الكفر والإيمان لا يستويان. ولا الظل ولا الحرور: أي لا يستويان فكذلك الجنة والنار لا يستويان. وما يستوي الأحياء ولا الأموات: فكذلك لا يستوي المؤمنون والكافرون. وما أنت بمسمع من في القبور: أي فكذلك لا تسمع الكفار فإنهم كالأموات. إن أنت إلا نذير: ما أنت إلا منذر فلا تملك أكثر من الإنذار. إنا أرسلناك بالحق: أي بالدين الحق والهدى والكتاب. وإن من أمة إلا خلا فيها نذير: أي سلف فيها نبيٌّ ينذرها. جاءتهم رسلهم بالبينات: أي بالحجج والأدلة الواضحة. وبالزبر وبالكتاب المنير: أي وبالصحف كصحف إبراهيم وبالكتاب المنير كالتوراة والإنجيل. فكيف كان نكير: أي فكيف كان إنكاري عليهم بالعقوبة والإهلاك والجواب هو واقع موقعه والحمد لله. معنى الآيات: لمّا تقدم في السياق الكريم أن إنذار الرسول ﷺ لا ينتفع به إلا المؤمن المقيم للصلاة وإن الكافر المكذب الجاحد لا ينتفع به ذكر تعالى هنا مثلا للكافر والمؤمن وإنهما لا يستويان فقال ﴿وما يَسْتَوِي ٱلأَعْمىٰ وٱلْبَصِيرُ﴾ فالأعمى الكافر والبصير المؤمن وهما لا يستويان في عقل ولا شرع ﴿ولا ٱلظُّلُماتُ ولا ٱلنُّورُ﴾ أي ولا تستوي الظلمات ولا النور كما لا يستوي الكفر والإيمان ولا الظل ولا الحرور، فبرودة الجو، لا تستوي مع حرارته فكذلك الجنّة لا تستوى مع النار، وقوله ﴿وما يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ ولا ٱلأَمْواتُ﴾ أي ولا المؤمنون مع الكافرين كذلك وقوله تعالى ﴿إنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ ومَآ أنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ﴾ هذا شروع في تسلية الرسول ﷺ من أجل ما يجد في نفسه من إعراض قومه وعدم استجابتهم لدعوته، فأخبره ربه بأنه تعالى قادر على أن يسمع من يشاء إسماعه وذلك لقدرته على خلقه أما أنت أيها الرسول فإنك لا تسمع الأموات وإنما تسمع الأحياء، والكفار شأنهم شأن الأموات في القبور فلا تقدر على إسماعهم. ولا يحزنك ذلك فإنك ما أنت إلا نذير، والنذير ينذر ولا يُسأل عمن أجابه ومن لم يجبه. وقوله تعالى ﴿إنَّآ أرْسَلْناكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً ونَذِيراً﴾ بهذا الخبر يقرر تعالى رسالة رسوله محمد ﷺ وأنه أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً لمن آمن به واتبع هداه بالجنة، ونذيراً لمن كفر به وعصاه بالنار. وقوله ﴿وإن مِّنْ أُمَّةٍ إلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ﴾، يخبر تعالى أن رسوله محمداً ليس الرسول الوحيد الذي أرسل في أمة بل إنه ما من أمة من الأمم إلا مضى فيها نذير، فلا يكون إرساله عجباً لكفار قريش إذ هذه سنة الله تعالى في عباده يرسل إليهم من يهديهم إلى نجاتهم وسعادتهم ثم قال لرسوله ﷺ معزياً له مسلياً ﴿وإن يُكَذِّبُوكَ﴾ فلم يكونوا أول من كذب فقد كذب الذين من قبلهم ﴿جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّناتِ وبِٱلزُّبُرِ وبِٱلْكِتابِ ٱلْمُنِيرِ﴾ أي جاءتهم رسلهم بالحجج القواطع والبراهين السواطع، والمعجزات الخوارق، وبالصحف والكتب المنيرة لسبيل الهداية وطريق النجاة والفلاح. ومنهم من آمن ومنهم من كذب وكفر وبعد إمهال وإنظار دَلَّ عليه العطف بثم أخذ الذين كفروا بعذاب ملائم لكفر الكافرين. ﴿فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ﴾ أي فكيف كان إنكاري عليهم بالعقوبة الشديدة والإهلاك التام إنه كان واقعاً موقعه، موافيا لطالبه بكفره وعناده. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- استحسان ضرب الأمثال للكشف عن الحال وزيادة البيان. ٢- الكفار عمى لا بصيرة لهم، وأموات لا حياة فيهم، والدليل عدم انتفاعهم بحياتهم ولا بأسماعهم ولا أبصارهم. ٣- تقرير نُبوَّة الرسول محمد ﷺ وتأكيد رسالته. ٤- تسلية الدعاة ليتدرّعوا بالصبر ويلتزموا الثبات. ٥- بيان سنة الله في المكذبين الكافرين وهي أخذهم عند حلول أجلهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب