الباحث القرآني

شرح الكلمات: قل لأزواجك: أي اللائي هن تحته يومئذ وهن تسع طلبن منه التوسعة في النفقة عليهن ولم يكن عند رسول الله ﷺ ما يوسع به عليهن. فتعالين: أي إلى رسول الله ﷺ وكان يومئذ قد اعتزلهن شهرا. أمتعكن: أي متعة الطلاق المشروعة على قدر حال المطلق سعة وضيقاً. أسرحكن سراحاً جميلا: أي أطلقكن طلاقاً من غير إضرار بكن. تردن الله ورسوله والدار الآخرة: أي تردن رضا الله ورسوله والجنة. فإن الله أعدّ للمحسنات: أي عشرة النبي ﷺ زيادة على الإحسان العام. بفاحشة مبيّنة: أي بنشوز خلق يتأذى به رسول الله ﷺ. يضاعف لها العذاب ضعفين: أي مرَّتين على عذاب غيرهن ممن آذين أزواجهن. وكان ذلك على الله يسيرا: أي مضاعفة العذاب يسيرة هيّنة على الله تعالى. معنى الآيات: شاء الله تعالى أن يجتمع نساء الرسول ﷺ لما رأين نساء الأنصار والمهاجرين قد وُسّع عليهن في النفقة لوجود يسر وسعة رزق بين أهل المدينة، أن يطالبن بالتوسعة في النفقة عليهن أسوة بغيرهن وكن يومئذ تسعا وهن عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أميّة، وزينب بنت جحش، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وصفيّة بنت حيي بن أخطب النضريّة فأبلغت عائشة ذلك رسول الله ﷺ فتأثر لذلك، لعدم القدرة على ما طُلب منه وقعد في مشربة له واعتزلهن شهراً كاملا حتى أنزل الله تعالى آية التخيير وهي هذه ﴿يٰأيُّها ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْواجِكَ إن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَياةَ ٱلدُّنْيا وزِينَتَها﴾ من لذيذ الطعام والشراب وجميل الثياب وحلي الزينة ووافر ذلك كله فتعالين إلى مقام الرسول الرفيع ﴿أُمَتِّعْكُنَّ﴾ المتعة المشروعة في الطلاق ﴿وأُسَرِّحْكُنَّ﴾ أي أُطلقكن ﴿سَراحاً جَمِيلاً﴾ أي لا إضرار معه، ﴿وإن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ ورَسُولَهُ﴾ أي رضاهما ﴿وٱلدّارَ ٱلآخِرَةَ﴾ أي الجنة ﴿فَإنَّ ٱللَّهَ أعَدَّ﴾ أي هيأ وأحضر ﴿لِلْمُحْسِناتِ﴾ طاعة الله ورسوله ﴿مِنكُنَّ أجْراً عَظِيماً﴾ وهو المقامات العالية في حضرة النبي ﷺ في دار السلام. وخيّرهن ﷺ امتثالا لأمر الله في قوله ﴿قُل لأَزْواجِكَ﴾ وبدأ بعائشة فقال لها: إني أريد أن أذكر لك أمراً فلا تقضي فيه شيئاً حتى تستأمري أبويك أي تطلبين أمرهما في ذلك وقرأ عليها الآية فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة، وتتابعن على ذلك فما اختارت منهنّ امرأة غير الله ورسوله والدار الآخرة فأكرمهن الله لذلك وأنزل على رسوله: ﴿لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ ولا أن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِن أزْواجٍ ولَوْ أعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وكانَ ٱللَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً﴾ [الأحزاب: ٥٢]. وقوله تعالى ﴿يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ﴾ أي بخصلة قبيحة ظاهرة كسوء عشرة النبي ﷺ فإن الله تعالى ﴿يُضاعَفْ لَها ٱلْعَذابُ﴾ يوم القيامة لأنّ أذيّة رسول الله ﷺ من أبواب الكفر والعياذ بالله تعالى. ﴿وكانَ ذَلِكَ عَلى ٱللَّهِ يَسِيراً﴾ أي وكان تضعيف العذاب على من أتت بفاحشة مبيّنة شيئا يسيراً على الله لا يعجزه حتى لا يفعله وهذا لأمرين الأول لأن أذيّة الرسول من أبواب الكفر والثاني لعلو مقامهن وشرفهن فإن ذا الشرف والمنزلة العالية يُستقبحُ منه القبيح أكثر مما يستقبح من غيره. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١) مشروعية تخيير الزوجات فإن اخترن الطلاق تَطَلّقن وإن لم يخترنه فلا يقع الطلاق. ٢) كمال أزواج النبي ﷺ حيث اخترن الله ورسوله والدار الآخرة عن الدنيا وزينتها. ٣) مشروعية المتعة بعد الطلاق وهي أن تعطى المرأة شيئا من المال بحسب غنى المطلّق وفقره لقوله تعالى ﴿عَلى ٱلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وعَلى ٱلْمُقْتِرِ قَدَرُهُ﴾ [البقرة: ٢٣٦]. ٤) وجوب الإحسان العام والخاص، الخاص بالزوج والزوجة والعام في طاعة الله ورسوله. ٥) بيان أن سيئة العالم الشريف أسوأ من سيئة الجاهل الوضيع. ولذا قالوا حسنات الأبرار سيّئات المقربين كمثل من الأمثال السائرة للعظة والاعتبار.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب