الباحث القرآني

شرح الكلمات: ومن الناس: أي ومن بعض الناس إنسان هو النضر بن الحارث بن كلدة حليف قريش. لهو الحديث: أي الحديث الملهي عن الخير والمعروف وهو الغناء. ليضل عن سبيل الله: أي ليصرف الناس عن الإسلام ويبعدهم عنه فيضلوا. ويتخذها هزواً: أي ويتخذ الإسلام وشرائعه وكتابه هزوا أي مهزوءاً به مسخوراً منه. ولّى مستكبرا: أي رجع في كبرياء ولم يستمع إليها كفراً وعناداً وكبراً كأن لم يسمعها. في أُذنيه وقراً: أي ثقل يمنع من السماع كالصمم. بغير عمد ترونها: أي بدون عمد مرئية لكم ترفعها حتى لا تقع على الأرض. رواسي: أي جبال راسية في الأرض بها ترسو الأرض أي تثبت حتى لا تميل. وبث فيها من كل دابة: أي وخلق ونشر فيها من صنوف الدواب وهي كل ما يدب في الأرض. من كل زوج كريم: أي من كل صنف من النباتات جميل نافع لا ضرر فيه. هذا خلق الله: أي المذكور مخلوقه تعالى إذ هو الخالق لكل شيء. من دونه: أي من الآلهة المزعومة التي يعبدها الجاهلون. بل الظالمون: أي المشركون. معنى الآيات: لما ذكر تعالى عباده المحسنين وأثنى عليهم بخير وبشرهم بالفلاح والفوز المبين ذكر صنفا آخر على النقيض من الصنف الأول الكريم فقال: ﴿ومِنَ ٱلنّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ أي ومن بعض الناس إنسان هو النضر بن الحارث الكلدي حليف قريش يشتري لهو الحديث أي الغناء إذ كان يشتري الجواري المغنيات ويفتح ناديا للهو والمجون ويدعو الناس إلى ذلك ليصرفهم عن الإسلام حتى لا يجلسوا إلى نبيّه ولا يقرأوا كتابه بغير علم منه بعاقبة صنيعه وما يكسبه من خزي وعار وعذاب النار. وقوله ﴿ويَتَّخِذَها هُزُواً﴾ أي يتخذ سبيل الله التي هي الإسلام هزواً أي شيئا مهزوءاً به مسخوراً منه بما في ذلك الرسول والمؤمنون والآيات الكلّ يهزأ به ويسخر منه لجهله وظلمة نفسه. قال تعالى ﴿أُوْلَٰئِكَ﴾ لهم عذاب مهين أي أولئك البعداء وهم كل من يشتري الغناء يغني به نساء ورجال أو آلات ممن اتخذوا الإسلام وشرائعه هزواً وسخرية ليصدوا أنفسهم وغيرهم عن سبيل الله الموصلة إلى رضاه ومحبته وجنّته. أولئك مَن تِلك صفتهم لهم عذاب مهين بكسر أنوفهم وبذلهم يوم القيامة وقوله تعالى: ﴿وإذا تُتْلىٰ عَلَيْهِ ءاياتُنا ولّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وقْراً﴾. أي وإذا قُرئت على هذا الصنف من الناس آيات الله لتذكيره وهدايته رجع مستكبراً كأن لم يسمعها تتلى عليه وهي حالة من أقبح الحالات لدلالتها على خبث هذا الصنف من الناس وكبرهم. وقوله ﴿كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وقْراً﴾ كأن به صمم لا يسمع القول وهنا عَجَّلَ الله له بما يحزنه ويخزيه فقال لرسوله محمد ﷺ ﴿فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ ألِيمٍ﴾ والتبشير بما يضر ولا يسر يحمل معه التهكم وهذا النوع من الناس مستحق لذلك وقوله تعالى ﴿إنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وعَمِلُواْ ٱلصّالِحاتِ لَهُمْ جَنّاتُ ٱلنَّعِيمِ خالِدِينَ فِيها﴾ هذا صنف آخر مقابل لما قبله وهم أهل الإيمان والعمل الصالح بشرهم ربهم بجنات النعيم والخلود فيها وقوله ﴿وعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً﴾ أي وعدهم بذلك وعداً صادقاً لا يخلف وأحقه لهم حقاً لا يسقط. ﴿وهُوَ ٱلْعَزِيزُ﴾ أي الغالب الذي لا يُحال بينه وبين مُراده الحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه. وقوله ﴿خَلَقَ ٱلسَّمَٰوٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها﴾ أي من مظاهر قدرته وعزته وحكمته خلقه السماوات ورفعها بغير عمد مرئية لكم وفي هذا التعبير إشارة إلى أن هناك أعمدة غير مرئية وهي سنّة نظام الجاذبية التي خلقها بقدرته وجعل الأجرام السماوية متماسكة بها. وقوله: ﴿وأَلْقىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَواسِيَ﴾ أي من مظاهر قدرته وحكمته إلقاء الجبال الرواسي على الأرض لتحفظ توازنها حتى لا تميل بأهلها فيفسد ويسقط ما عليها وتنعدم الحياة عليها وهو معنى ﴿أن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ أي تميل، وإذا مالت تصدع كل ما عليها وخرب وقوله: ﴿وبَثَّ فِيها مِن كُلِّ دَآبَّةٍ﴾ وهذا مظهر آخر من مظاهر القدرة والعلم والحكمة الموجبة للإيمان بالله ولقائه والمستلزمة لتوحيده تعالى في عبادته، فسائر أنواع الدواب على كثرتها واختلافها الله الذي خلقها وفرقها في الأرض تعمرها وتزيّنها. وقوله ﴿وأَنزَلْنا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً﴾ وهو ماء المطر ﴿فَأَنْبَتْنا فِيها مِن كُلِّ زَوْجٍ﴾ أي صنف من أصناف الزروع والنباتات مما هو نافع وصالح للإنسان هذا المذكور أيضاً مظهر من مظاهر القدرة الإلهية والعلم والحكمة الربّانية الموجبة للإيمان بالله وآياته ولقائه وتوحيده في عباداته ومن هنا قال تعالى: ﴿هَٰذا خَلْقُ ٱللَّهِ﴾ أي كل ما ذكر من المخلوقات في هذه الآيات هو مخلوق لله والله وحده خالقه فأروني أيها المشركون المكذبون ماذا خلق الذين تعبدونهم من دونه من سائر المخلوقات يتحداهم بذلك. فعجزوا. وقوله تعالى ﴿بَلِ ٱلظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ أي إنهم عبدوا غير الله وكذبوا بلقاء الله لا عن علم لديهم أو شبهة كانت لهم بل الظالمون وهم المشركون في ضلال مبين فهم تائهون في أودية الضلال حيارى بجهلهم في حياتهم فدواؤهم العلم والإيمان فمتى آمنوا وعلموا لم يبق مجال لكفرهم وشركهم وعنادهم فلهذا فصَّل تعالى الآيات وعرض الأدلة والحجج عرضاً عجيباً لعلهم يذكرون فيؤمنوا ويوحدوا فيكملوا ويسعدوا فضلاً منه ورحمة. وهو العزيز الرحيم. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١) حرمة غناء النساء للرجال الأجانب. ٢) حرمة شراء الأغاني في الأشرطة والاسطوانات التي بها غناء العواهر والخليعين من الرجال. ٣) حرمة حفلات الرقص والغناء الشائعة اليوم في العالم كافره ومسلمه. ٤) دعوة الله تقوم على دعامتي الترهيب والترغيب والبشارة والنذارة. ٥) بيان شتّى مظاهر القدرة والعلم والعز والحكمة الموجب للإيمان والتوحيد. ٦) لا قصور في الأدلة والحجج الإلهية وإنما ضلال العقول بالشرك والمعاصي هو المانع من الاهتداء. والعياذ بالله تعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب