الباحث القرآني

شرح الكلمات: إن الذي فرض عليك القرآن: أي الله الذي أنزل عليك القرآن وفرض عليك قراءته والعمل بما فيه وتبليغه. لرادك إلى معاد: أي لمرجعك إلى مكة فاتحاً إذ معاد الرجل بلده الذي يعود إليه. وما كنت ترجو: أي تأمل أن ينزل عليك القرآن ويوحى به إليك. إلا رحمة من ربك: لكن برحمة من الله وفضل أنزله عليك. فلا تكونن ظهيراً: أي فمن شكر هذه النعمة أن لا تكون معيناً للكافرين. ولا يصدنك: أي لا يصرفنك عن العمل بآيات الله بعد أن شرفك الله بإنزالها عليك. وادع إلى ربك: أي ادع الناس إلى الإيمان بالله وعبادته وترك الشرك به. ولا تدع مع الله إلهاً آخر: أي لا تعبد مع الله إلهاً آخر بدعائه والذبح والنذر له. كل شيء هالك: أي فانٍ. إلا وجهه: أي إلا الله سبحانه وتعالى فلا يهلك كما يهلك ما عداه. معنى الآيات: تقدم في السياق الكريم الدعوة إلى أصول الدين الثلاثة: التوحيد، النبوة، البعث والجزاء وهذه خاتمة ذلك في هذه السورة الكريمة فقال تعالى: ﴿إنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ﴾ أي أنزله عليك وفرض عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه، ﴿لَرَآدُّكَ﴾ أي لمرجعك ﴿إلىٰ مَعادٍ﴾ وهو العودة إلى مكة بعد خروجك منها واشتياقك إلى العودة إليها وإلى الجنة بعد وفاتك لأنك دخلتها ليلة عُرج بك إلى السماء وفي هذا تقرير لنبوته ﷺ بالوحي إليه، وقوله تعالى: ﴿قُل رَّبِّيۤ أعْلَمُ مَن جَآءَ بِٱلْهُدىٰ ومَن هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ فإنه تعليم له ﷺ بما يرد به على المشركين الذين اتهموه بأنه ضال في دعوته وخروجه عن دين آبائه وأجداده علَّمه أن يقول لهم ربي أعلم بمن جاء بالهدى وهو أنا، رسول الله، ومن هو في ضلال مبين وهو أنتم أيها المشركون. وقوله ﴿وما كُنتَ تَرْجُوۤ أن يُلْقىٰ إلَيْكَ ٱلْكِتابُ﴾ أي وما كنت يا محمد تأمل أن ينزل عليك القرآن، وذلك قبل بعثته ﷺ، وقوله ﴿إلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ﴾ أي لكن رحمة ربك عليك اقتضت إنزاله عليك لتكون رسول الله للعالمين، وهي نعمة كبيرة وإفضال عظيم فاشكره بما يلي: (١) ﴿فَلا تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكافِرِينَ﴾ أي عوناً لهم بحال من الأحوال. (٢) ﴿ولا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إذْ أُنزِلَتْ إلَيْكَ﴾ فتترك تلاوتها وإبلاغها والعمل بها. وفي هذا تقرير للنبوة المحمدية. (٣) ﴿وٱدْعُ إلىٰ رَبِّكَ﴾ ادع الناس إلى توحيد ربك والعمل بشرعه. (٤) ﴿ولا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ﴾ أي فتبرَّأ منهم ولا ترضى بشركهم وادعهم إلى خلافه وهو التوحيد. (٥) ﴿ولا تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إلَٰهاً آخَرَ﴾ أي لا تعبد مع الله إلهاً آخر لا بالدعاء ولا بالنذر والذبح ولا بتقديم أيّ قربان أو طاعة لغير الله سبحانه وتعالى، وفي هذا تقرير للتوحيد وقوله ﴿لا إلَٰهَ إلاَّ هُوَ﴾ تقرير للتوحيد بإبطال أن يكون هناك إله مع الله. وقوله ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلاَّ وجْهَهُ﴾ يخبر تعالى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل ذاهب بلا مثوبة عليه. كما أن كل شيء سوى الله عز وجل فإن ولم يبق إلا الله سبحانه وتعالى كقوله ﴿كُلُّ مَن عَلَيْها فانٍ ويَبْقىٰ وجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلالِ وٱلإكْرامِ﴾ [الرحمن: ٢٦-٢٧] ﴿لَهُ ٱلْحُكْمُ﴾ أي القضاء العادل بين عباده وقوله ﴿وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ أي بعد الموت للحساب والجزاء يوم بعثكم وحشركم إليه عز وجل، وفي هذا تقرير للبعث والجزاء. والحمد لله أولاً وآخراً. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- معجزة القرآن في وقوع الغيب بعد الإخبار به وذلك حيث عاد الرسول ﷺ إلى مكة بعد الخروج منها. ٢- مشروعية الملاينة في الجدال والمناظرة أثناء الدعوة باستعمال أسلوب التشكيك. ٣- حرمة معاونة الكفار ومناصرتهم لا سيما ضد المؤمنين. ٤- وجوب الثبات والصبر على الدعوة حتى نجاحها ببلوغها الناس واستجابتهم لها. ٥- تقرير التوحيد والبعث والنبوة المحمدية. ٦- فناء كل شيء إلا الله تعالى إلا ما ورد الدليل بعدم فنائه وعُدَّ منهُ ثمانية نظمها بعضهم بقوله: ؎هي العرش والكرسي نار وجنة   وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب