الباحث القرآني

شرح الكلمات: مهجوراً: أي شيئاً متروكاً لا يلفت إليه. هادياً ونصيراً: أي هادياً لك إلى طريق الفوز والنجاح وناصراً لك على كل أعدائك. جملة واحدة: أي كما نزلت التوراة والإنجيل والزبور دفعة واحدة فلا تجزئه ولا تفريق. لنثبت به فؤادك: أي نقوي قلبك لتتحمل أعباء الرسالة وإبلاغها. ورتلناه ترتيلاً: أي أنزلناه شيئاً فشيئاً آيات بعد آيات وسورة بعد أخرى ليتيسر فهمه وحفظه. شر مكاناً: أي ينزلونه وهو جهنم والعياذ بالله منها. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم في عرض أحوال البعث الآخر الذي أنكره المشركون وكذبوا فقال تعالى ﴿وقالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾ هذه شكوى الرسول ﷺ بقومه إلى ربه ليأخذهم بذلك. وهجرهم للقرآن تركهم سماعه وتفهمه والعمل بما فيه. وقوله تعالى: ﴿وكَذَلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ﴾ أي وكما جعلنا لك أيها الرسول أعداء لك من مجرمي قومك جعلنا لكل نبي قبلك عدواً من مجرمي قومه، إذاً فاصبر وتحمل حتى تبلغ رسالتك وتؤدي أمانتك، والله هاديك إلى سبيل نجاحك وناصرك على أعدائك. وهذا معنى قوله تعالى ﴿وكَفىٰ بِرَبِّكَ هادِياً ونَصِيراً﴾. وقوله تعالى: ﴿وقالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً﴾ أي وقال المكذبون بالبعث المنكرون للنبوة المحمدية المشركون بالله آلهة من الأصنام هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة مع بعضه بعضاً لا مفرقاً آيات وسوراً أي كما نزلت التوراة جملة واحدة والإنجيل والزبور وهذا من باب التعنت منهم والاقتراحات التي لا معنى لها إذ هذا ليس من شأنهم ولا مما يحق لهم الخوض فيه، ولكنه الكفر والعناد. ولما كان هذا مما قد يؤلم الرسول ﷺ رد تعالى عليهم بقوله ﴿كَذَلِكَ﴾ أي أنزلناه كذلك منجماً ومفرقاً لحكمة عالية وهي تقوية قلبك وتثبيته لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به ونزوله مرة بعد مرة أنفع من نزول المطر دفعة واحدة. وقوله تعالى: ﴿ورَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً﴾ أي أنزله مرتلاً أي شيئاً فشيئاً ليتيسر حفظه وفهمه والعمل به. وقوله تعالى: ﴿ولا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْناكَ بِٱلْحَقِّ وأَحْسَنَ تَفْسِيراً﴾ هذا بيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً لا جملة واحدة وهو أنهم كلما جاءوا بمثل أو عرض شبهة ينزل القرآن الكريم بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، وإلغاء شبهتهم، وإحقاق الحق في ذلك وبأحسن تفسير لما اشتبه عليهم واضطربت نفوسهم فيه وقوله تعالى ﴿ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلىٰ وُجُوهِهِمْ إلىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَٰئِكَ شَرٌّ مَّكاناً وأَضَلُّ سَبِيلاً﴾ أي أولئك المنكرون للبعث المقترحون نزول القرآن جملة واحدة هم الذين يحشرون على وجوههم تسحبهم الملائكة على وجوههم إلى جهنم لأنهم مجرمون بالشرك والتكذيب والكفر والعناد أولئك البعداء شر مكاناً يوم القيامة، واضل سبيلاً في الدنيا، إذ مكانهم جهنم، وسبيلهم الغواية والضلالة والعياذ بالله من ذلك. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- شهادة الرسول ﷺ على من هجروا القرآن الكريم فلم يسمعوه ولم يتفهموه ولم يعملوا به، وشكواه إياهم إلى الله عز وجل. ٢- بيان سنة الله في العباد وهي أنه ما من نبي ولا هاد ولا منذر إلا وله عَدُوٌّ من الناس وذلك لتعارض الحق مع الباطل، فينجم عن ذلك عداء لازم من أهل الباطل لأهل الحق. ٣- بيان الحكمة في نزول القرآن منجماً شيئاً فشيئاً مفرقاً. ٤- بيان أن المجرمين يحشرون على وجوههم لا على أرجلهم إلى جهنم إهانة لهم وتعذيباً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب