الباحث القرآني

شرح الكلمات: آمنوا: أي صدقوا الله ورسوله فيما أخبرا به من الغيب والشرع. تستأنسوا: أي تستأذنوا إذ الاستئذان من عمل الإنسان والدخول بدونه من عمل الحيوان الوحشي. وتسلموا على أهلها: أي تقولوا السلام عليكم أأدخل ثلاثا. تذكرون: أي تذكرون أنكم مؤمنون، وأن الله أمركم بالإستئذان. أزكى لكم: أي أطهر وأبعد عن الريبة والإثم. ليس عليكم جناح: أي إثم ولا حرج. فيها متاع لكم: أي ما تتمتعون به كالنزول بها أو شراء حاجة منها. ما تبدون: أي ما تظهرونه. وما تكتمون: أي ما تخفونه إذاً فراقبوه تعالى ولا تضمروا ما لا يرضى فإنه يعلمه. معنى الآيات: نظراً إلى خطر الرمي بالفاحشة وفعلها وحرمة ذلك كان المناسب هنا ذكر وسيلة من وسائل الوقاية من الوقوع في مثل ذلك ففرض الله تعالى على المؤمنين الإستئذان فقال: ﴿يٰأيُّها ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لا تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وتُسَلِّمُواْ عَلىٰ أهْلِها﴾ أي يا من آمنتم بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً لا تدخلوا بيوتاً على أهلها حتى تسلموا عليهم قائلين السلام عليكم وتستأذنوا قائلين أندخل ثلاث مرات فإن أذن لكم بالدخول دخلتم وإن قيل لكم ارجعوا أي لم يأذنوا لكم لحاجة عندهم فارجعوا وعبر عن الإستئذان بالاستئناس لأمرين أولها أن لفظ الإستئناس وارد في لغة العرب بمعنى الإستئذان وثانيهما: أن الإستئذان من خصائص الإنسان الناطق وعدمه من خصائص الحيوان المتوحش إذ يدخل على المنزل بدون إذن إذ ذاك ليس من خصائصه. وقوله ﴿ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ أي الإستئذان خير لكم أي من عدمه لما فيه من الوقاية من الوقوع في الإثم وقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ أي تذكرون أنكم مؤمنون وأن الله تعالى أمركم بالإستئذان حتى لا يحصل لكم ما يضركم وبذلك يزداد إيمانكم وتسموا أرواحكم. وقوله تعالى: ﴿وإن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ﴾ لأِمْرٍ اقتضى ذلك ﴿فَٱرْجِعُواْ﴾ وأنتم راضون غير ساخطين. وقوله تعالى: ﴿هُوَ أزْكىٰ لَكُمْ﴾ أي أطهر لنفوسكم وأكثر عائدة خير عليكم، وقوله تعالى: ﴿وٱللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ أي مطلع على أحوالكم فتشريعه لكم الإستئذان واقع موقعه إذاً فأطيعوه فيه وفي غيره تكملوا وتسعدوا. وقوله: ﴿لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَّكُمْ﴾. هذه رخصة منه تعالى لعباده المؤمنين بأن لا يستأذنوا عند دخولهم بيوتاً غير مسكونة أي ليس فيها نساء من زوجات وسريات يحرم النظر إليهن وذلك كالدكاكين والفنادق وما إلى ذلك فللعبد أن يدخل لقضاء حاجاته المعبر عنها بالمتاع بدون استئذان لأنها مفتوحة للعموم من أصحاب الأغراض والحاجات أما السلام فسنة على من دخل على دكان أو فندق فليقل السلام عليكم والذي يسقط هو الإستئذان أي طلب الإذن لا غير. وقوله تعالى: ﴿وٱللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وما تَكْتُمُونَ﴾ أي يعلم ما تظهرون من أقوالكم وأعمالكم وما تخفون إذاً فراقبوه تعالى في أوامره ونواهيه وافعلوا المأمور واتركوا المنهي تكملوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- مشروعية الإستئذان ووجوبه على كل من أراد أن يدخل بيتاً مسكوناً غير بيته. ٢- الرخصة في عدم الإستئذان من دخول البيوت والمحلات غير المسكونة للعبد فيها غرض. ٣- من آداب الإستئذان أن يقف بجانب الباب فلا يعترضه، وأن يرفع صوته بقدر الحاجة وأن يقرع الباب قرعاً خفيفاً وأن يقول السلام عليكم أأدخل ثلاث مرات. ٤- في كل طاعة خير وبركة وإن كانت كلمة طيبة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب