الباحث القرآني

شرح الكلمات: مشفقون: أي خائفون. لا يشركون: أي بعبادته أحداً. يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة: أي خائفون أن لا يقبل منهم ذلك. أنهم إلى ربهم راجعون: أي لأنهم إلى ربهم راجعون فيحاسبهم ويسألهم ويجزيهم. وهم لها سابقون: أي بإذن الله وفي علمه. ولا نكلف نفساً إلاَّ وسعها: إلا طاقتها وما تقدر عليه. ولدينا كتاب ينطق بالحق: وهو ما كتبه الكرام الكاتبون فإنه ناطق بالحق. وهم لا يظلمون: أي بنقض حسنة من حسناتهم ولا بزيادة سيئة على سيآتهم. معنى الآيات: لما ذكر تعالى حال الذين فرقوا دينهم فذهبت كل فرقة منهم بكتاب ومذهب ولقب ونعى عليهم ذلك التفرق وأمر رسوله أن يتركهم في غمرة خلافاتهم ويدعهم إلى حين يلقون جزاءهم عاجلاً أو آجلاً: أثنى تبارك وتعالى على عباده المؤمنين من أهل الخشية، فقال وقوله الحق: ﴿إنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ﴾ أي من عذابه خائفون من الوقوف بين يديه فهذه صفة لهم وآخرى ﴿وٱلَّذِينَ هُم بِآياتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾ أي بحجج الله تعالى التي تضمنتها آياته يؤمنون أي يوقنون وثالثة: ﴿وٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ﴾ أي في ذاته ولا صفاته ولا عباداته فيعبدونه بما شرع لهم موحدينه في ذلك ورابعة: ﴿وٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وجِلَةٌ أنَّهُمْ إلىٰ رَبِّهِمْ راجِعُونَ﴾. أي يؤتون الزكاة وسائر الحقوق والواجبات وقلوبهم خائفة من ربهم أن يكونوا قد قصروا فيما أوجب عليهم وخائفة أن لا يقبل منهم عملهم، وذلك ناجم لهم من قوة إيمانهم برجوعهم إلى ربهم ووقوفهم بين يديه ومساءلته لهم: لم قدمت؟ لم أخرت؟ وقوله تعالى: ﴿أُوْلَٰئِكَ يُسارِعُونَ فِي ٱلْخَيْراتِ وهُمْ لَها سابِقُونَ﴾ في هذا بشرى لهم إذ أخبر تعالى أنهم يسارعون في الخيرات، وأنهم سبق ذلك لهم في الأزل فهنيئاً لهم. وقوله تعالى: ﴿ولا نُكَلِّفُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَها﴾ فيه قبول عذر من بذل جهده في المسارعة في الخيرات ولم يلحق بغيره أعذره ربه فإنه لا خوف عليه ما دام قد بذلك جهده إذ هو تعالى ﴿ولا نُكَلِّفُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَها﴾ أي طاقتها وما يتسع له جهده. وقوله: ﴿ولَدَيْنا كِتابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ فيه وعدٌ لأولئك المسارعين بالخيرات بأنّ أعمالهم مكتوبة لهم في كتاب ينطق بالحق لا يخفى حسنة من حسناتهم ويستوفونها كاملة وفيه وعيد لأهل الشرك والمعاصي بأنّ أعمالهم محصاة عليهم قد ضمها كتاب صادق وسوف يجزون بها وهم لا يظلمون فلا تكتب عليهم سيئة لم يعملوها قط ولا يجزون إلاَّ بما كانوا يكسبون. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- فضيلة الخشية والإيمان والتوحيد والتواضع والمراقبة لله تعالى. ٢- بشرى الله تعالى لأهل الإيمان والتقوى. ٣- تقرير قاعدة رفع الحرج في الدين. ٤- تقرير كتابة أعمال العباد وإحصاء أعمالهم ومجازاتهم العادلة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب