الباحث القرآني

شرح الكلمات: كم لبثتم في الأرض: أي كم سنة لبثتموها في الأرض أحياء وأمواتاً في قبوركم؟. فاسأل العادين: يريدون الملائكة التي كانت تعد، وهم الكرام الكاتبون أو من يعد أما نحن فلم نعرف. خلقناكم عبثاً: أي لا لحكمة بل لمجرد العيش واللعب كلا. فتعالى الله الملك الحق: أي تنزه الله عن العبث. لا برهان له: الجملة صفة ل «إلهاً آخر» لا مفهوم لها إذ لا يوجد برهان ولا حجة على صحة عبادة غير الله تعالى إذ الخلق كله مربوب لله مملوك له. حسابه عند ربه: أي مجازاته عند ربه هو الذي يجازيه بشركه به ودعاء غيره. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم مع أهل النار المنكرين للبعث والتوحيد بقوله تعالى: ﴿قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ﴾؟ هذا سؤال طرح عليهم أي سألهم ربهم وهو أعلم بلبثهم كم لبثتم من سنة في الدنيا مدة حياتكم فيها ومدة لبثكم أمواتاً في قبوركم؟ فأجابوا قائلين ﴿لَبِثْنا يَوْماً أوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ﴾ أي من كان يعد من الملائكة أو من غيرهم، وهذا الإضطراب منهم عائد إلى نكرانهم للبعث وكفرهم في الدنيا به أولاً وثانياً أهوال الموقف وصعوبة الحال وآلام العذاب جعلتهم لا يعرفون أما أهل الإيمان فقد جاء في سورة الروم أنهم يجيبون إجابة صحيحة إذ قال تعالى: ﴿ويَوْمَ تَقُومُ ٱلسّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُواْ غَيْرَ ساعَةٍ كَذَلِكَ كانُواْ يُؤْفَكُونَ وقالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وٱلإيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ ٱللَّهِ إلىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَٰذا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ ولَٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [الروم: ٥٥-٥٦] وقوله تعالى: ﴿إن لَّبِثْتُمْ إلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ هذا بالنظر إلى ما تقدم من عمر الدنيا، فمدة حياتهم وموتهم إلى بعثهم ما هي إلا قليل وقوله تعالى: ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وأَنَّكُمْ إلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾، هذا منه تعالى توبيخ لهم وتأنيب على إنكارهم للبعث أنكر تعالى عليهم حسبانهم وظنهم أنهم لم يخلقوا للعبادة وإنما خلقوا للأكل والشرب والنكاح كما هو ظن كل الكافرين وأنهم لا يبعثون ولا يحاسبون ولا يجزون بأعمالهم. وقوله تعالى: ﴿فَتَعالى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ﴾ أي عن العبث وعن كل ما لا يليق بجلاله وكماله وقوله: ﴿لا إلَٰهَ إلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ﴾ أي لا معبود بحق إلا هو ﴿رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ﴾ أي مالك العرش الكريم ووصف العرش بالكرم سائغ كوصفه بالعظيم والعرش سرير الملك وهو كريم لما فيه من الخير وعظيم إذ هو أعظم من الكرسي والكرسي وسع السماوات والأرض، ولم لا يكون العرش كريماً وعظيماً ومالكه جل جلاله هو مصدر كل كرم وخير وعظمة. وقوله تعالى: ﴿ومَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إلَها آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ﴾ أي ومن يعبد مع الله إلهاً آخر بالدعاء أو الخوف أو الرجاء أو النذر والذبح، وقوله: لا برهان له أي لا حجة له ولا سلطان على جواز عبادة ما عبده، ومن أين يكون له الحجة والبرهان على عبادة غير الله والله رب كل شيء ومليكه وقوله تعالى: ﴿فَإنَّما حِسابُهُ عِندَ رَبِّهِ﴾ أي الله تعالى ربه يتولى حسابه ويجزيه بحسب عمله وسيخسر خسرانا مبينا لأنه كافر والكافرون لا يفلحون أبداً فلا نجاة من النار ولا دخول للجنة بل حسبهم جهنم وبئس المهاد. وقوله تعالى: ﴿وقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وٱرْحَمْ﴾ أي أمر الله تعالى رسوله أن يدعو بهذا الدعاء: رب اغفر لي وارحمني واغفر لسائر المؤمنين وارحمهم أجمعين فأنت خير الغافرين والراحمين. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- عظم هول يوم القيامة وشدة الفزع فيه فليتق ذلك بالإيمان وصالح الأعمال. ٢- تنزه الله تعالى عن العبث واللهو واللعب. ٣- تقرير عقيدة البعث والجزاء. ٤- كفر وشرك من يدعو مع الله إلهاً آخر. ٥- الحكم بخسران الكافرين وعدم فلاحهم. ٦- استحباب الدعاء بالمغفرة والرحمة للمؤمنين والمؤمنات.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب