الباحث القرآني

شرح الكلمات: يستعجلونك بالعذاب: أي يطالبونك مستعجلينك بما حذّرتهم منه من عذاب الله. كألف سنة مما تعدون: أي من أيام الدنيا ذات الأربع والعشرين ساعة. وكأين من قرية: أي وكثير من القرى أي العواصم والحواضر الجامعة لكل أسباب الحضارة. أمليت لها: أي أمهلتها فمدَّدت أيام حياتها ولم استعجلها بالعذاب. نذير مبين: منذر أي مخوِّف عاقبة الكفر والظلم بيِّنُ النذارة. لهم مغفرة ورزق كريم: أي ستر لذنوبهم ورزق حسن في الجنة. سعوا في آياتنا معاجزين: أي عملوا بجد واجتهاد في شأن إبعاد الناس عن الإيمان بآياتنا وما تحمله من دعوة إلى التوحيد وترك الشرك والمعاصي. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم في إرشاد الرسول ﷺ وتوجيهه في دعوته إلى الصبر والتحمل فيقول له: ﴿ويَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذابِ﴾ أي يستعجلك المشركون من قومك بالعذاب الذي خوفتهم به وحذرتهم منه، ﴿ولَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وعْدَهُ﴾ وقد وعدهم فهو واقع بهم لا بد وقد تم ذلك في بدر وقوله تعالى: ﴿وإنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمّا تَعُدُّونَ﴾ فلذا تعالى لا يستعجل وهم يستعجلون فيوم الله بألف سنة، وأيامهم بأربع وعشرين ساعة فإذا حدد تعالى لعذابهم يوماً معناه أن العذاب لا ينزل بهم إلا بعد ألف سنة، ونصف يوم بخمسمائة سنة، وربع يوم بمائتين وخمسين سنة وهكذا فلذا يستعجل الإنسان ويستبطىء، والله عز وجل ينجز وعده في الوقت الذي حدده فلا يستخفه استعجال المجرمين العذاب ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى: ﴿ولَوْلا أجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذابُ﴾ [الآية: ٥٣] من سورة العنكبوت هذا ما دلت عليه الآية الأولى [٤٧] وقوله تعالى: ﴿وكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ﴾ أي مدينة كبرى ﴿أمْلَيْتُ لَها﴾ أي أمهلتها وزدت لها في أيام بقائها والحال أنها ظالمة بالشرك والمعاصي ثم بعد ذلك الإملاء والإمهال وأخذتها ﴿وإلَيَّ ٱلْمَصِيرُ﴾ أي مصير كل شيء ومرده إلي فلا إله غيري ولا رب سواي فلا معنى لإستعجال هؤلاء المشركين العذاب فإنهم عذبوا في الدنيا أو لم يعذبوا فإن مصيرهم إلى الله تعالى وسوف يجزيهم بما كانوا يكسبون الجزاء العادل في دار الشقاء والعذاب الأبدي وقوله تعالى: ﴿قُلْ يٰأيُّها ٱلنّاسُ إنَّمَآ أناْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾، فلست بإله ولا رب بيدي عذابكم إن عصيتموني وإنعامكم إن أطعتموني، وإنما أنا عبد مأمور بأن أنذر عصاة الرب بعذابه، وابشر أهل طاعته برحمته، وهو معنى الآية [٥٠] فالذين آمنوا وعملوا الصالحات ولازِمه أنهم تركوا الشرك والمعاصي لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم عند ربهم وهو الجنة دار النعيم ﴿وٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِيۤ آياتِنا مُعاجِزِينَ﴾ أي عملوا جادين مسرعين في صرف الناس عن آيات الله حتى لا يؤمنوا بها ويعملوا بما فيها من هدى ونور معاجزين لله يظنون أنهم يعجزونه والله غالب على أمره ناصر دينه وأوليائه، أولئك البعداء في الشر والشرك أصحاب الجحيم الملازمون لها أبد الآبدين. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- العجلة من طبع الإنسان ولكن استعجال الله ورسوله بالعذاب حمق وطيش وضلال وكفر. ٢- ما عند الله في الملكوت الأعلى يختلف تماماً عما في هذا الملكوت السلفي. ٣- عاقبة الظلم وخيمة وفي الخبر الظلم يترك الديار بلاقع أي خراباً خالية. ٤- بيان مهمة الرسل وهي البلاغ مع الإنذار والتبشير ليس غير. ٥- بيان مصير المؤمنين والكافرين يوم القيامة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب