الباحث القرآني

شرح الكلمات: منسكاً: أي ذبائح من بهيمة الأنعام يتقربون بها إلى الله تعالى، ومكان الذبح يقال له منسك. فله أسلموا: أي انقادوا ظاهراً وباطناً لأمره ونهيه. وبشر المخبتين: أي المطيعين المتواضعين الخاشعين. وجلت قلوبهم: أي خافت من الله تعالى أن تكون قصَّرتْ في طاعته. والبدن: جمع بدنة وهي ما يساق للحرم من إبل وبقر ليذبح تقرباً إلى الله تعالى. من شعائر الله: أي من أعلام دينه، ومظاهر عبادته. صوآف: جمع صافَّة وهي القائمة على ثلاث معقولة اليد اليسرى. فإذا وجبت جنوبها: أي بعد أن تسقط على جنوبها على الأرض لا روح فيها. القانع والمعتر: القانع السائل والمعتر الذي يتعرض للرجل ولا يسأله حياء وعفة. كذلك سخرناها: أي مثل هذا التسخير سخرناها لكم لتركبوا عليها وتحملوا وتحلبوا. لعلكم تشكرون: أي لأجل أن تشكروا الله تعالى بحمده وطاعته. لن ينال الله لحومها: أي لا يرفع إلى الله لحم ولا دم، ولكن تقواه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه. لتكبروا الله على ما هداكم: أي تقولون الله أكبر بعد الصلوات الخمس أيام التشريق شكراً له على هدايته إياكم. وبشر المحسنين: أي الذين يريدون بالعبادة وجه الله تعالى وحده ويؤدونها على الوجه المشروع. معنى الآيات: ما زال السياق في توجيه المؤمنين وإرشادهم إلى ما يكملهم ويسعدهم في الدارين فقوله تعالى: ﴿ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنسَكاً﴾ أي ولكل أمة من الأمم السابقة من أهل الإيمان والإسلام جعلنا لهم مكان نسك يتعبدوننا فيه ومنسكاً أي ذبح قربان ليتقربوا به إلينا، وقوله: ﴿لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلىٰ ما رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعامِ﴾ أي شرعنا لهم عبادة ذبح القربان لحكمة: وهو أن يذكروا اسمنا على ذبح ما يذبحون ونحر ما ينحرون بأن يقولوا بسم الله والله أكبر. وقوله تعالى: ﴿فَإلَٰهُكُمْ إلَٰهٌ واحِدٌ﴾ أي فمعبودكم أيها الناس معبود واحد ﴿فَلَهُ أسْلِمُواْ﴾ وجوهكم وخصوه بعبادتكم ثم قال لرسوله محمد ﷺ ﴿وبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ﴾ برضواننا ودخول دار كرامتنا ووصف المخبتين معرفاً بهم الذين تنالهم البشرى على لسان رسول الله فقال ﴿ٱلَّذِينَ إذا ذُكِرَ ٱللَّهُ﴾ لهم أو بينهم ﴿وجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ أي خافت شعوراً بالتقصير في طاعته وعدم أداء شكره والغفلة عن ذكره ﴿وٱلصّابِرِينَ عَلىٰ مَآ أصابَهُمْ﴾ من البلاء فلا يجزعون ولا يتسخطون ولكن يقولون إنا لله وإنا إليه راجعون، ﴿وٱلْمُقِيمِي﴾ الصلاة أي بأدائها في أوقاتها في بيوت الله مع عباده المؤمنين ومع كامل شرائطها وأركانها وسننها ﴿ومِمّا رَزَقْناهُمْ يُنفِقُونَ﴾ مما قل أو كثر ينفقون في مرضاة ربهم شكراً لله على ما آتاهم وتسليماً بما شرع لهم وفرض عليهم. وقوله تعالى: ﴿وٱلْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِّن شَعائِرِ ٱللَّهِ﴾ أي الإبل والبقر مما يُهدى إلى الحرم جعلنا ذلكم من شعائر ديننا ومظاهر عبادتنا، ﴿لَكُمْ فِيها خَيْرٌ﴾ عظيم وأجر كبير عند ربكم يوم تلقوه إذ ما تقرب متقرب يوم عيد الأضحى بأفضل من دم يهرقه في سبيل الله وعليه ﴿فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْها﴾ اي قولوا بسم الله والله أكبر عند نحرها، وقوله: ﴿صَوَآفَّ﴾ أي قائمة على ثلاثة معقولة اليد اليسرى، فإذا نحرتموها ووجبت أي سقطت على جنوبها فوق الأرض ميتة ﴿فَكُلُواْ مِنها وأَطْعِمُواْ ٱلْقانِعَ﴾ الذي يسألكم ﴿وٱلْمُعْتَرَّ﴾ الذي يتعرض لكم ولا يسألكم حياءاً، وقوله تعالى: ﴿سَخَّرْناها لَكُمْ﴾ أي مثل ذلك التسخير الذي سخرناهم لكم فتركبوا وتحلبوا وتذبحوا وتأكلوا سخرناهم لكم من أجل أن تشكرونا بالطاعة والذكر. وقوله تعالى في آخر آية في هذا السياق وهي [٣٧] قوله: ﴿لَن يَنالَ ٱللَّهَ لُحُومُها ولا دِمَآؤُها﴾ أي لن يرفع إليه لحم ولا دم ولن يبلغ الرضا منه، ولكن التقوى بالإخلاص وفعل الواجب والمندوب وترك الحرام والمكروه هذا الذي يرفع إليه ويبلغ مبلغ الرضا منه. وقوله تعالى: ﴿كَذٰلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ﴾ أي كذلك التسخير الذي سخرها لكم لعلَّة أن تكبروا الله على ما هداكم إليه من الإيمان والإسلام فتكبروا الله عند نحر البدن وذبح الذبائح وعند أداء المناسك وعقب الصلوات الخمس أيام التشريق. وقوله تعالى: ﴿وبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ أمر الله تعالى رسوله والمبلغ عنه محمداً ﷺ أن يبشر باسمه المحسنين الذين أحسنوا الإيمان والإسلام فوحدوا الله وعبدوه بما شرع وعلى نحو ما شرع متبعين في ذلك هدى رسوله وسنة نبيه ﷺ. هداية الآيات من هداية الآيات ١- ذبح القربان مشروع في سائر الأديان الإلهية وهو دليل على أنه لا إله إلا الله إذ وحدة التشريع تدل على وحدة المشرع. وسر مشروعية ذبح القربان هو أن يذكر الله تعالى، ولذا وجب ذكر اسم الله عند ذبح ما يذبح ونحر ما ينحر بلفظ بسم الله والله أكبر. ٢- تعريف المخبتين أهل البشارة السارة برضوان الله وجواره الكريم. ٣- وجوب ذكر اسم الله على بهيمة الأنعام. ٤- بيان كيفية نحر البدن، وحرمة الأخذ منها قبل موتها وخروج روحها. ٥- الندب إلى الأكل من الهدايا ووجوب إطعام الفقراء والمساكين منها. ٦- وجوب شكر الله على كل إنعام. ٧- مشروعية التكبير عند أداء المناسك كرمي الجمار وذبح ما يذبح وبعد الصلوات الخمس أيام التشريق. ٨- فضيلة الإحسان وفوز المحسنين ببشرى على لسان رسول الله ﷺ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب