الباحث القرآني

شرح الكلمات: لن نؤثرك: أي لن نفضلك ونختارك. والذي فطرنا: أي خلقنا ولم نكن شيئاً. فاقض ما أنت قاض: أي اصنع ما قلت إنك تصنعه بنا. والله خير وأبقى: أي خير منك ثواباً إذا أطيع وأبقى منك عذاباً إذا عصى. مجرما: مجرما أي على نفسه مفسداً لها بآثار الشرك والكفر والمعاصي. جزاء من تزكى: أي ثواب من تتطهر من آثار الشرك والمعاصي وذلك بالإيمان والعمل الصالح. معنى الآيات: ما زال السياق مع فرعون والسحرة المؤمنين أنه لما هددهم فرعون بالقتل والصلب على جذوع النخل لإيمانهم بالله وكفرهم به وهو الطاغوت قالوا له ما أخبر تعالى به عنهم في هذه الآية [٧٢] ﴿قالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ﴾ يا فرعون ﴿عَلىٰ ما جَآءَنا مِنَ ٱلْبَيِّناتِ﴾ الدلائل والحجج القاطعة على أن رب موسى وهارون هو الرب الحق الذي تجب عبادته وطاعته فلن نختارك على الذي خلقنا فنؤمن بك ونكفر به لن يكون هذا أبداً واقض ما أنت عازم على قضائه علينا من القتل والصلب. ﴿إنَّما تَقْضِي هَٰذِهِ ٱلْحَياةَ ٱلدُّنْيَآ﴾ في هذه الحياة الدنيا لما لك من السلطان فيها أما الآخرة فسوف يقضى عليك فيها بالخلد في العذاب المهين. وأكدوا إيمانهم في غير خوف ولا وجل فقالوا: ﴿إنَّآ آمَنّا بِرَبِّنا﴾ أي خالقنا ورازقنا ومدبر أمرنا ﴿لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا﴾ أي ذنوبنا، ﴿ومَآ أكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ﴾ أي من تعلمه والعمل به، ونحن لا نريد ذلك ولا شك أن فرعون كان قد ألزمهم بتعلم السحر والعمل به من أجل محاربة موسى وهارون لما رأى من معجزة العصا واليد. وقولهم ﴿وٱللَّهُ خَيْرٌ وأَبْقىٰ﴾ أي خير ثوابا وجزاء حسنا لمن آمن به وعمل صالحاً، وأبقى عذاباً لمن كفر به وآمن بغيره وعصاه. هذا ما دلت عليه الآيتان [٧٢] و [٧٣]. أما الآية الثالثة [٧٤] وهي قوله تعالى: ﴿إنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً﴾ أي على نفسه بإفسادها بالشرك والمعاصي ﴿فَإنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها ولا يَحْيىٰ﴾ فيستريح من العذاب فيها، ﴿ولا يَحْيىٰ﴾ حياة يسعد فيها. وقولهم ﴿ومَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ ٱلصّالِحاتِ﴾ أي مؤمناً به كافراً بالطاغوت قد عمل بشرائعه فأدى الفرائض واجتنب المناهي ﴿فَأُوْلَٰئِكَ لَهُمُ﴾ جزاء إيمانهم وعملهم الصالح ﴿ٱلدَّرَجاتُ ٱلْعُلىٰ جَنّاتُ عَدْنٍ﴾ أي في جنات عدن ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِها ٱلأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها﴾ لا يموتون ولا يخرجون منها، ﴿وذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكّىٰ﴾ أي تتطهر بالإيمان وصالح الأعمال بعد تخليه عن الشرك والخطايا والذنوب. لا شك أن هذا العلم الذي عليه السحرة كان قد حصل لهم من طريق دعوة موسى وهارون إذ أقاموا بينهم زمناً طويلاً. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- لا يؤثر الكفر على الإيمان والباطل على الحق والخرافة على الدين الصحيح إلا أحمق جاهل. ٢- تقرير مبدأ أن عذاب الدنيا يتحمل ويصبر عليه بالنظر إلى عذاب الآخرة. ٣- الاكراه نوعان: ما كان بالضرب الذي لا يطاق يغفر لصاحبه وما كان لمجرد تهديد ومطالبة فإنه لا يغفر إلا بالتوبة الصادقة وإكراه السحرة كان من النوع الآخر. ٤- بيان جزاء كل من الكفر والمعاصي، والإيمان والعمل الصالح في الدار الآخرة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب