الباحث القرآني

شرح الكلمات: وبرزوا لله جميعاً: أي برزت الخلائق كلها لله وذلك يوم القيامة. إنا كنا لكم تبعاً: أي تابعين لكم فيما تعتقدون وتعملون. فهل أنتم مغنون عنا: أي دافعون عنا بعض العذاب. ما لنا من محيص: أي من ملجأ ومهرب أو منجا. لما قضي الأمر: بإدخال أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. ما أنا بمصرخكم: أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب والكرب. تجري من تحتها الأنهار: أي من تحت قصورها وأشجارها الأنهار الأربعة: الماء واللبن والخمر والعسل. معنى الآيات: في هذه الآيات عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ الوحي والتوحيد والبعث الآخر بأدلة لا ترد، قال تعالى: ﴿وبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾ أي خرجت البشرية من قبورها مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها ﴿فَقالَ ٱلضُّعَفاءُ﴾ أي الأتباع ﴿لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ﴾ أي الرؤساء والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان ﴿إنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعًا﴾ أي أتباعاً في عقائدكم وما تدينون به، ﴿فَهَلْ أنتُمْ مُّغْنُونَ عَنّا مِن عَذابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ﴾؟ أي فهل يمكنكم أن ترفعوا عنا بعض العذاب بحكم تبعيتنا لكم فأجابوهم بما أخبر تعالى به عنهم: ﴿قالُواْ لَوْ هَدانا ٱللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ﴾ اعترفوا الآن أن الهداية بيد الله وأقروا بذلك، ولكنا ضللنا فأضللناكم ﴿سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أجَزِعْنَآ﴾ اليوم ﴿أمْ صَبَرْنا ما لَنا مِن مَّحِيصٍ﴾ أي من مخرج من هذا العذاب ولا مهرب، وهنا يقوم إبليس خطيبا فيهم بما أخبر تعالى عنه بقوله: ﴿وقالَ ٱلشَّيْطانُ﴾ أي إبليس عدو بني آدم ﴿لَمّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ﴾ بأن أُدخل أهل الجنة الجنة وأدخل أهل النار النار ﴿إنَّ ٱللَّهَ وعَدَكُمْ وعْدَ ٱلْحَقِّ﴾ بأن من آمن وعمل صالحاً مبتعدا عن الشرك والمعاصي أدخله جنته وأكرمه في جواره، وأن من كفر وأشرك وعصى أدخله النار وعذبه عذاب الهون في دار البوار ﴿ووَعَدتُّكُمْ﴾ بأن وعد الله ووعيده ليس بحق ولا واقع ﴿فَأَخْلَفْتُكُمْ﴾ فيما وعدتكم به، وكنت في ذلك كاذباً عليكم مغرراً بكم، ﴿وما كانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطانٍ﴾ أي من قوة مادية أكرهتكم على اتباعي ولا معنوية ذات تأثير خارق للعادة أجبرتكم بها على قبول دعوتي ﴿إلاَّ أن دَعَوْتُكُمْ﴾ أي لكن دعوتكم ﴿فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي﴾ إذاً ﴿فَلا تَلُومُونِي ولُومُوۤاْ أنفُسَكُمْ مَّآ أناْ بِمُصْرِخِكُمْ﴾ أي بمزيل صراخكم بما أغيثكم به من نصر وخلاص من هذا العذاب ﴿ومَآ أنتُمْ﴾ أيضاً ﴿بِمُصْرِخِيَّ﴾، أي بمغيثيَّ ﴿إنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ﴾ إذ كل عابد لغير الله في الواقع هو عابد للشيطان إذ هو الذي زين له ذلك ودعاه إليه، و ﴿إنَّ ٱلظّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ﴾ أي المشركين لهم عذاب أليم موجع، وقوله تعالى: ﴿وأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ﴾ أي وأدخل الله الذين آمنوا أي صدَّقوا بالله وبرسوله وبما جاء به رسوله ﴿وعَمِلُواْ ٱلصّالِحاتِ﴾ وهي العبادات التي تَعَبَّدَ الله بها عباده فشرعها في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ ﴿جَنّاتٍ﴾ بساتين ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِها ٱلأَنْهارُ﴾ أي من خلال قصورها وأشجارها أنهار الماء واللبن والخمر والعسل ﴿خالِدِينَ فِيها﴾ لا يخرجون منها ولا يبغون عنها حولاً، وقوله تعالى: ﴿بِإذْنِ رَبِّهِمْ﴾ أي أن ربهم هو الذي أذن لهم بدخولها والبقاء فيها أبداً، وقوله: ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ﴾ أي السلام عليكم يحييهم ربهم وتحييهم الملائكة ويحيي بعضهم بعضاً بالسلام وهي كلمة دعاء بالسلامة من كل العاهات والمنغصات وتحية بطلب الحياة الأبدية. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- بيان أن التقليد والتبعية لا تكون عذراً لصاحبها عند الله تعالى. ٢- بيان أن الشيطان هو المعبود من دون الله تعالى إذ هو الذي دعا إلى عبادة غير الله وزينها للناس. ٣- تقرير لعلم الله بما لم يكن كيف يكون إذ ما جاء في الآيات من حوار لم يكن بعد ولكنه في علم الله كائن كما هو وسوف يكون كما جاء في الآيات لا يتخلف منه حرف واحد. ٤- وعيد الظالمين بأليم العذاب. ٥- العمل لا يُدخل الجنة إلا بوصفه سبباً لا غير، وإلا فدخول الجنة يكون بإذن الله تعالى ورضاه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب