الباحث القرآني

شرح الكلمات: له دعوة الحق: أي لله تعالى الدعوة الحق أي فهو الإله الحق الذي لا إله إلا هو. ليبلغ فاه: أي الماء فمه. إلا في ضلال: أي في ضياع لا حصول منه على طائل. بالغدو والآصال: أي بالبُكُر جمع بكرة، والعشايا جمع عشية. معنى الآيات: ما زال السياق في تقرير عقيدة التوحيد بالأدلة والبراهين، وقال تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ﴾ أي لله سبحان وتعالى الدعوة الحق وهي أنه الإله الحق الذي لا إله إلا هو، أما غيره فإطلاق لفظ الإله إطلاق باطل، فالأصنام والأوثان وكل ما عبد من دون الله إطلاق لفظ إله عليه إطلاق باطل، والدعوة إلى عبادته باطلة، أما الدعوة الحق فإنها لله وحده. وقوله تعالى: ﴿وٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ﴾ أي من دون الله من سائر المعبودات ﴿لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ﴾ أي لا يجيبونهم بإعطائهم شيئاً مما يطلبون منهم ﴿إلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إلى ٱلْمَآءِ﴾ أي إلا كاستجابة من بسط يديه أي فتحهما ومدهما إلى الماء والماء في قعر البئر فلا كفاه تصل إلى الماء ولا الماء يصل إلى كفيه وهو عطشان ويظل كذلك حتى يهلك عطشاً، هذا مثل من يعبد غير الله تعالى بدعاء أو ذبح أو نذر أو خوف أو رجاء فهو محروم الاستجابة خائب في مسعاه ولن تكون له عاقبة إلا النار والخسران وهو معنى قوله تعالى ﴿وما دُعَآءُ ٱلْكافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلالٍ﴾ أي بطلان وخسران، وقوله تعالى: ﴿ولِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّماواتِ﴾ أي الملائكة ﴿وٱلأَرْضِ﴾ أي من مؤمن يسجد طوعاً، ومنافق أي يسجد كرها، ﴿وظِلالُهُم﴾ تسجد أيضاً ﴿بِٱلْغُدُوِّ﴾ أوائل النهار، ﴿وٱلآصالِ﴾ أواخر النهار، ومعنى الآية الكريمة: إذا لم يسجد الكافرون أي لم ينقادوا لعبادة الله وحده تعالى فإنّ لله يسجد من في السماوات من الملائكة، ومن في الأرض من الجن والإنس المؤمنون يسجدون طائعين والكافرون يسجدون إذا أكرهوا على السجود والمنافقون يسجدون مكرهين، وظلالهم تسجد في البكر والعشايا كما أنهم منقادون لقضاء الله تعالى وحكمه فيهم لا يستطيعون الخروج عنه بحال فهو الذي خلقهم وصورهم كما شاء ورزقهم ما شاء ويميتهم متى شاء فأي سجود وخضوع وركوع أظهر من هذا؟ وقوله تعالى: ﴿قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ﴾ أي من خالقهما ومالكهما ومدبر الأمر فيهما؟ وأمر رسوله أن يسبقهم إلى الجواب ﴿قُلِ ٱللَّهُ﴾ اذ لا جواب لهم إلا هو، وبعد أن أقروا بأن الرب الحق هو الله، امر رسوله ﷺ أن يقول لهم موبخاً مقرعاً ﴿أفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أوْلِيَآءَ﴾ أي شركاء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً فضلاً عن أن يملكوا لكم نفعاً أو يدفعون عنكم ضراً فأين يذهب بعقولكم أيها المشركون، ومبالغة في البيان وإقامة للحجة والبرهان على وجوب التوحيد وبطلان الشرك والتنديد أمر رسوله أن يقول لهم: ﴿هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمىٰ وٱلْبَصِيرُ أمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُماتُ وٱلنُّورُ﴾؟ والجواب قطعاً لا إذاً فكيف يستوي المؤمن والكافر، وكيف يستوي الهدى والضلال، فالمؤمن يعبد الله على بصيرة على علم أنه خالقه ورازقه يعلم سره ونجواه يجيبه إذا دعاه أرسل إليه رسوله وأنزل عليه كتابه، والكافر المشرك يعبد مخلوقاً من مخلوقات الله لا تملك لنفسها فضلاً عن عابديها نفعاً ولا ضراً لا تسمع نداءً ولا تجيب دعاء، المؤمن يعبد الله بما شرع له من عبادات وبما طلبت منه من طاعات وقربات، والكافر المشرك يعبد الباطل بهواه، ويسلك الغيّ في الحياة. وقوله: ﴿أمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ ٱلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ﴾ أي بل جعلوا لله شركاء فخلقت تلك الشركاء مخلوقات كخلق الله فتشابه الخلق على المشركين فعبدوها ظناً منهم أنها خلقت كخلق الله؟ والجواب لا فإنها لم تخلق ولا تستطيع خلق ذبابة فضلاً عن غيرها إذاً فكيف تصح عبادتها وهي لم تخلق شيئاً، وقوله تعالى: ﴿قُلِ ٱللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وهُوَ ٱلْواحِدُ ٱلْقَهّارُ﴾ أي قل أيها الرسول للمشركين عند اعترافهم بأن آلهتهم لم تخلق شيئاً قل لهم: الله خالق كل شيء وهو الواحد الذي لا شريك له ولا ند ولا مِثْلَ، القهار لكل جبار والمذل لكل معاند كفار، هو المستحق للعبادة الواجب له الطاعة، الإيمان به هدى والكفر به ضلال. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- دعوة الحق لله وحده فهو المعبود بحق لا إله غيره ولا رب سواه. ٢- حرمان المشركين من دعائهم وسائر عباداتهم. ٣- الخلق كلهم يسجدون لله طوعاً أو كرهاً إذ الكل خانع خاضع لحكم الله وتدبيره فيه. ٤- مشروعية السجود للقارئ والمستمع إذا بلغ هذه الآية ﴿وظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وٱلآصالِ﴾ ويستحب أن يكون طاهراً مستقبلاً القبلة، ويكبر عند الخفض والرفع ولا يسلم. ٥- بطلان الشرك إذ لا دليل عليه من عقل ولا نقل. ٦- وجوب العبادة لله تعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب