الباحث القرآني

شرح الكلمات: إذ أنتم جاهلون: أي لا تعلمون ما يؤول إليه أمر يوسف. قد منّ الله علينا: أي أنعم علينا بأن جمع بيننا بعد افتراق طويل أنتم سببه. من يتق ويصبر: أي يتق الله فيخافه فلا يعصيه ويصبر على ما يناله من وصب ونصب. لقد آثرك الله علينا: أي فضلك علينا بما منّ عليك من الإنعام والكمال. لا تثريب عليكم: أي لا عتب عليكم ولا لوم. معنى الآيات: ما زال السياق في الحديث مع يوسف وإخوته، إنه لما وصلوا إليه من أرض كنعان بأمر والدهم وشكوا إليه ما هم فيه من ضيق الحال إذ قالوا له: قد مسنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة، لما سمع منهم ذلك رق قلبه وارفَضَّت عيناه بالدموع وأراد أن ينهي التكتم الذي كان عليه وهو إخفاء حاله عليهم فقال لهم: ﴿قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وأَخِيهِ﴾ ذكرهم بما صنعوا به من إلقائه في الجب وبيعه عبداً وبذلك فرقوا بينه وبين والده وأخيه شقيقه وقوله: ﴿إذْ أنتُمْ جاهِلُونَ﴾ أي بما يصير إليه أمر يوسف وهنا قالوا في اندهاش وتعجب: ﴿أءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ﴾ فأجابهم قائلاً بما أخبر تعالى به عنه ﴿قالَ أناْ يُوسُفُ وهَٰذا أخِي قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ﴾ أي أنعم علينا فجمع بيننا على أحسن حال ثم قال: ﴿إنَّهُ مَن يَتَّقِ ويَِصْبِرْ﴾ أي يتق الله يخافه فيقيم فرائضه ويتجنب نواهيه ويصبر على ذلك وعلى ما يبتليه به ﴿فَإنَّ ٱللَّهَ لا يُضِيعُ أجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ أي في طاعة ربهم والإسلام له ظاهراً وباطناً. وهنا قالوا له ما أخبر به تعالى عنهم: ﴿قالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنا﴾ أي بالعلم والعمل والفضل ﴿وإن كُنّا لَخاطِئِينَ﴾ فيما فعلنا بك، فكان هذا توبة منهم فقال لهم: ﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ﴾ أي لا عتب ولا لوم ولا ذكر لما صنعتم لأنه يؤذي ﴿يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ وهُوَ أرْحَمُ ٱلرّاحِمِينَ﴾ سأل الله تعالى له ولهم المغفرة وأثنى على الله تعالى بأنه أرحم الراحمين متعرضاً لرحمته تعالى له ولإخوته. ثم سألهم عن والده فأخبروه أنه قد عمي من الحزن عليه فقال: ﴿ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَٰذا فَأَلْقُوهُ عَلىٰ وجْهِ أبِي يَأْتِ بَصِيراً﴾ أي يرجع بصيراً كما كان ﴿وأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أجْمَعِينَ﴾ يريد أبويه والنساء والأطفال والأحفاد. وهو تحول كامل للأسرة الشريفة من أرض كنعان إلى أرض مصر تدبيراً من الله العزيز الحكيم. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- تقرير مبدأ أن المعاصي لن تكون إلا نتيجة للجهل بالله تعالى وجلاله وشرائعه ووعده ووعيده. ٢- فضل التقوى والصبر وما لهما من حسن العاقبة. ٣- فضل الصفح والعفو وترك عتاب القريب إذا أساء.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب