الباحث القرآني

شرح الكلمات: تالله: أي والله. لنفسد في الأرض: أي بارتكاب المعاصي وغشيان الذنوب. وما كنا سارقين: أي لم نسرق الصواع كما أنا لم نسرق من قبل متاع أحد. من وجد في رحله فهو جزاؤه: أي يأخذ بالسرقة رقيقاً. كذلك نجزي الظالمين: أي في شريعتنا. في وعاء أخيه: أي في وعاء أخيه الموجود في رحله. كذلك كدنا ليوسف: أي يسرنا له هذا الكيد الذي توصل به إلى أمر محمود. في دين الملك: أي في شرعه إذ كان يضرب السارق ويغرم بمثل ما سرق. نرفع درجات من نشاء: أي كما رفع يوسف عليه السلام. معنى الآيات: ما زال السياق في الحديث عن يوسف وإخوته، إنه لما أعلن عن سرقة صواع الملك وأوقفت القافلة للتفتيش، وأعلن عن الجائزة لمن يأتي بالصواع وأنها مضمونة هنا قال إخوة يوسف ما أخبر تعالى به عنهم: ﴿قالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مّا جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ﴾ أي بالسرقة وغشيان الذنوب وإنما جئنا للميرة ﴿وما كُنّا سارِقِينَ﴾ أي في يوم من الأيام، وهنا قال رجال الملك رداً على مقاتلهم بما أخبر تعالى به: ﴿قالُواْ فَما جَزَآؤُهُ إن كُنتُمْ كاذِبِينَ﴾ فأجاب الإخوة بما أخبر تعالى عنهم بقوله: ﴿قالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ﴾ يريدون أن السارق يُسترق أي يملك بالسرقة وقوله ﴿كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظّالِمِينَ﴾ أي في شريعتنا. وهنا أخذ يوسف بنفسه يفتش أوعية إخوته بحثاً عن الصواع، وبدأ بأوعيتهم واحداً بعد واحد وآخر وعاء وعاء أخيه بنيامين دفعاً للتهمة والتواطؤ في القضية، حتى استخرجها من وعاء أخيه الذي كان في رحله، هذا ما دل عليه قوله تعالى: ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَها مِن وِعَآءِ أخِيهِ﴾ وقوله تعالى: ﴿كَذٰلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ﴾ أي هكذا يسرنا له هذا الكيد الذي توصل به إلى أمر محمود غير مذموم. وقوله تعالى: ﴿ما كانَ لِيَأْخُذَ أخاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ﴾ أي لم يكن في شرع مصر أن يأخذ أخاه عبداً بالسرقة بل السارق يضرب ويغرم فقط، ﴿إلاَّ أن يَشَآءَ ٱللَّهُ﴾ أمراً فإنه يكون. وقوله تعالى: ﴿نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَّن نَّشَآءُ﴾ أي في العلم كما رفعنا يوسف ﴿وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ﴾ من الناس ﴿عَلِيمٌ﴾ إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى فهو العليم الذي لا أعلم منه بل العلم كله له ومنه ولولاه لما علم أحد شيئاً. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- جواز الحلف بالله تعالى للحاجة. ٢- مشروعية دفع التهمة عن النفس البريئة. ٣- معرفة حكم السرقة في شرعة يعقوب عليه السلام. ٤- بيان حسن تدبير الله تعالى لأوليائه. ٥- بيان حكم السرقة في القانون المصري على عهد يوسف عليه السلام. ٦- علوّ مقام يوسف عليه السلام في العلم. ٧- تقرير قاعدة (وفوق كل ذي علم عليم): إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب