الباحث القرآني

شرح الكلمات: استيأس الرسل: أي يئسوا من إيمان قومهم. وظنوا أنهم قد كذبوا: أي ظن الأمم المرسل إليهم أن الرسل قد أخلفوا ما وعدوا به من النصر. ولا يرد بأسنا: أي عذابنا الشديد. عن القوم المجرمين: أي الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي وأجرموا على غيرهم بصرفهم عن الإيمان. لقد كان في قصصهم: أي الرسل عليهم السلام. ما كان حديثاً يفترى: أي ما كان هذا القرآن حديثاً يختلق. تصديق الذي بين يديه: أي ما قبله من الكتب الإلهية إذ نزل مصدقاً لها في الإيمان والتوحيد. معنى الآيتين: ما زال السياق في الدعوة إلى الإيمان والتوحيد بقوله تعالى: ﴿ومَآ أرْسَلْنا﴾ [يوسف: ١٠٩] أي ما زال مَن أرسلنا من رسلنا يدعون إلينا ويواصلون دعوتهم ويتأخر نصرهم حتى يدب اليأس إلى قلوبهم ويظن أتباعهم أنهم قد أخلفوا ما وعدوا به من نصرهم وإهلاك أعدائهم ﴿جَآءَهُمْ﴾ بعد وجود اليأس نصرنا ﴿فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ﴾. هذا ما جاء في الآية الأولى ﴿حَتّىٰ إذا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وظَنُّوۤاْ أنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ﴾ وهم أهل الشرك والمعاصي. وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبابِ﴾ أي كان في قصص الرسل مع أممهم بذكر أخبارهم وتبيان أحوالهم من نجاة المؤمنين وهلاك الكافرين المكذبين عبرة يعتبر بها المؤمنون فيثبتون على إيمانهم ويواصلون تقواهم لربهم بأداء فرائضه واجتناب نواهيه. وأولوا الألباب هم أصحاب العقول، وقوله تعالى: ﴿ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرىٰ﴾ أي لم يكن هذا القرآن العظيم بالحديث الذي في إمكان الإنسان أن يكذب ويختلق مثله بحال من الأحوال ولكنه أي القرآن هو ﴿تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ أي تقدم في النزول عليه كالتوراة والإنجيل فهو مصدق لهما في أصول الإيمان والتوحيد ولا يتنافى معهما وهذا أكبر دليل على أنه وحي إلهي مثلهما، وليس بالكلام المختلق كما يقول المبطلون، وقوله تعالى: ﴿وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وهُدًى ورَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ أي كما هو مصدق لما بين يديه هو أيضاً يفصل كل شيء تحتاج إليه البشرية في دينها المزكي لأنفسها الموجب لها رحمة ربها ورضاه عنها وهدى ينير الطريق فيهدي من الضلالة ورحمة تنال المؤمنين به العاملين به المطبقين لشرائعه وأحكامه. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- بيان سنة الله تعالى في تأخر النصر على رسله وعباده المؤمنين زيادة في الإعداد والتمحيص ثم يأتي نصر الله فيعز أولياء الله ويذل أعداءه. ٢- التنديد بالإجرام وهو الإفساد للعقائد والأخلاق والشرائع والأحكام. ٣- بيان فضل القرآن وما فيه من الهدى والرحمة لمن طلب ذلك منه. ٤- المؤمنون باعتبار أنهم أحياء هم الذين ينتفعون بهداية القرآن ورحمته.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب