الباحث القرآني

شرح الكلمات: جادلتنا: أي خاصمتنا تريد إسقاطنا وعدم اعتبارنا في ديننا وما نحن عليه. بما تعدنا: أي من العذاب إن لم نؤمن بما تدعونا إليه. إن كنت من الصادقين: أي في دعواك النبوة والإخبار عن الله عز وجل. بمعجزين: أي بغالبين ولا فائتين الله تعالى متى أراد الله عذابكم. نصحي: أي بتخويفي إياكم عذاب ربكم إن بقيتم على الكفر به وبلقائه ورسوله. أن يغويكم: أي يوقعكم في الضلال ويبقيكم فيه فلا يهديكم أبدا. معنى الآيات: ما زال السياق في قصة نوح عليه السلام مع قومه فأخبر تعالى عن قول قوم نوح له عليه السلام: فقال: ﴿قالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جادَلْتَنا﴾ أي خاصمتنا وأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين أي فعجل العذاب وأنزله علينا إن كنت من الصادقين فيما تقول وتدعو وتعد. فأخبر تعالى عن قول نوح لهم ردا على مقالتهم وهو ما علمه ربه تعالى أن بقوله: فقال ﴿قالَ إنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ﴾ أي بالعذاب الله إن شاء ذلك. ﴿ومَآ أنتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ أي فائتين الله ولا هاربين منه. وقوله: ﴿ولا يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إنْ أرَدْتُّ أنْ أنصَحَ لَكُمْ إن كانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾. أي إن نصحي لا ينفعكم بمعنى أنكم لا تقبلونه مهما أردت ذلك وبالغت فيه إن كان الله جل جلاله يريد أن يغويكم لما فرط منكم وما أنتم عليه من عناد وكفر ومجاحدة ومكابرة إذ مثل هؤلاء لا يستحقون هداية الله تعالى بل الأولى بهم الضلالة حتى يهلكوا ضالين فيشقوا في الدار الآخرة. وقوله تعالى: ﴿هُوَ رَبُّكُمْ وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ أي فالأمر له ألستم عبيده وهو ربكم إن يشأ يرحمكم وإن يشأ يعذبكم وإن كانت حكمته تنفي أن يعذب الصالحين ويرحم الغواة الظالمين. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- مشروعية الجدال لإحقاق الحق وإبطال الباطل. بشرط الأسلوب الحسن. ٢- إرادة الله تعالى قبل كل إرادة وما شاءه الله يكون وما لم يِشأه لم يكن. ٣- لا ينفع نصح الناصحين ما لم يرد الله الخير للمنصوح له. ٤- ينبغي عدم إصدار حكم على عبد لم يمت فيعرف بالموت مآله. إلاَّ قول الله أعلم به.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب