الباحث القرآني

شرح الكلمات: شك: ما قابل التصديق فالشاك غير المصدق. مما أنزلنا إليك: أي في أن بني إسرائيل لم يختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم. الكتاب: أي التوراة والإنجيل. فلا تكونن من الممترين: أي لا تكونن من الشاكين. حقت عليهم: أي وجبت لهم النار بحكم الله بذلك في اللوح المحفوظ. حتى يروا العذاب: أي يستمرون على تكذيبهم حتى يروا العذاب فيؤمنوا حيث لا ينفع الإيمان. معنى الآيات: يقرر تعالى نبوة رسوله ﴿فَإن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أنزَلْنَآ إلَيْكَ فاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتابَ مِن قَبْلِكَ﴾ أحبار اليهود ورهبان النصارى فإنهم يعرفون نعوتك وصفاتك في التوراة والإنجيل وإنك النبي الخاتم والمنقذ وأن من آمن بك نجا ومن كفر هلك وهذا من باب الفرض وليكون تهييجاً للغير ليؤمن وإلا فهو ﷺ قد قال: (لا أشك ولا أسأل) وقوله ﴿لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ﴾، يقسم تعالى لرسوله بأنه قد جاءه الحق من ربه وهو الحديث الثابت بالوحي الحق وينهاه أن يكون من الممترين أي الشاكين في صحة الإسلام، وأنه الدين الحق الذي يأبى الله إلا أن يظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وقوله ﴿ولا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآياتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخاسِرِينَ﴾ أي وينهاه أيضاً أن يكون من الذين كذبوا بوحي الله وشرعه ورسوله المعبر عنها بالآيات لأنها حاملة لها داعية إليها، فتكون من الخاسرين يوم القيامة. وهذا كله من باب «إياك أعني واسمعي يا جاره» وإلا فمن غير الجائز أن يشك الرسول أو يكذب بما أنزل عليه من الآيات الحاملة من الشرائع والأحكام. وقوله تعالى: ﴿إنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ولَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ﴾ هو كما أخبر عز وجل فالذين قضى الله بعذابهم يوم القيامة فكتب ذلك في كتاب المقادير عنده هؤلاء لا يؤمنون أبداً مهما بذل في سبيل إيمانهم من جهد في تبيين الحق وإقامة الأدلة وإظهار الحجج عليهم وفي هذا تسلية لرسول الله ﷺ من جراء ما يألم له ويحزن من إعراض كفار قريش وعدم استجابتهم وقوله ﴿ولَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ﴾ تأكيد للحكم السابق وهو أن الذي حكم الله بدخولهم النار لا يؤمنون ولا يموتون إلا كافرين لينجز الله ما وعد ويمضي ما قضى وحكم. وقوله: ﴿حَتّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذابَ ٱلأَلِيمَ﴾ أي يستمرون على كفرهم بك وبما جئت به حتى يشاهدوا العذاب الأليم وحينئذ يؤمنون كما آمن فرعون عندما أدركه الغرق ولكن لم ينفعه إيمانه فكذلك هؤلاء المشركون من قومك الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم وعندئذ لا ينفعهم إيمانهم. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- تقرير نبوة الرسول ﷺ. ٢- سؤال من لا يعلم من يعلم. ٣- التكذيب بآيات الله كفر وصاحبه من الخاسرين. ٤- الشك والافتراء في أصول الدين وفروعه كفر. ٥- تقرير عقيدة القضاء والقدر، وإن الشقي من شقي في كتاب المقادير والسعيد من سعد فيه. ٦- عدم قبول توبة من عاين العذاب في الدنيا بأن رأى ملك الموت وفي الآخرة بعد أن يبعث ويشاهد أهوال القيامة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب