الباحث القرآني

شرح الكلمات: رحمة: أي مطر بعد قحط أو صحة بعد مرض أو غنى بعد فاقة. ضراء: حالة من الضر بالمرض والجدب والفقر. مكر في آياتنا: أي استهزاء بها وتكذيب. إن رسلنا: أي الحفظة من الملائكة. يسيركم: أي يجعلكم تسيرون بما حولكم من مراكب وما يسر لكم من أسباب. بريح طيبة: أي مناسبة لسير السفن موافقة لغرضهم. ريح عاصف: أي شديدة تعصف بالشجر فتقتلعه والبناء فتهدمه. وأحيط بهم: أي أحدق بهم الهلاك من كل جهة. يبغون بغير الحق: أي يظلمون مجانبين للحق والاعتدال. معنى الآيات: ما زال السياق في دعوة أهل مكة إلى توحيد الله والإيمان برسوله والدار الآخرة فيقول تعالى ﴿وإذَآ أذَقْنا ٱلنّاسَ﴾ أي كفار مكة ﴿رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ﴾ أي أذقناهم طعم الرحمة التي هي المطر بعد الجفاف والغنى بعد الفاقة والصحة بعد المرض وهي الضراء التي مستهم فترة من الزمن. يفاجئونك بالمكر بآيات الله وهو استهزاؤهم بها والتكذيب بها وبمن أُنزلت عليه. وقوله تعالى ﴿قُلِ ٱللَّهُ أسْرَعُ مَكْراً﴾ أي قل يا رسولنا لهؤلاء الماكرين من المشركين الله عز وجل أسرع مكراً منكم فسوف يريكم عاقبة مكره بكم وهي إذلالكم وخزيكم في الدنيا وعذابكم في الآخرة إن متم على كفركم وقوله ﴿إنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ﴾ تقرير لما أعلمهم به من مكر الله تعالى بهم إذ كتابة الملائكة ما يمكرون دليل على تبييت الله تعالى لهم المكروه الذي يريد أن يجازيهم به على مكرهم. هذا ما تضمنته الآية الأولى [٢١] أما الآية الثانية [٢٢] فهي تُري المشركين ضعفهم وعجزهم وحاجتهم إلى الله تعالى، ومن كان كذلك فكيف يستهزىء بربه ويسخر من آياته ويكذب رسوله إن أمرهم لعجب فيقول تعالى هو أي الله الذي تمكرون بآياته الذي يسيركم في البر بِما خلق لكم من الظهر الإبل والخيل والحمير، وفي البحر بما سخر لكم من الفلك تجري في البحر بأمره. حتى إذا كنتم في البحر وجرين أي السفن بهم أي بالمشركين بريح طيبة مناسبة لسير السفن وفرحوا بها على عادة ركاب البحر يفرحون بالريح المناسبة لسلامتهم من المَيَدان والقلق والاضطراب. جاءتها أي السفن ريح عاصفة أي شديدة الهبوب تضطرب لها السفن ويخاف ركابها الغرق، وجاءهم أي الكفار الراكبين عليها الموج من كل مكان من جهات البحر والموج هو ارتفاع ماء البحر وتموجه كزوابع الغُبور في البر. وظنوا أي أيقنوا أو كادوا أنهم أحيط بهم أي هلكوا ﴿دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ أي الدعاء يا رب يا رب نجنا ويَعِدُونَه قائلين ﴿لَئِنْ أنْجَيْتَنا مِن هَٰذِهِ﴾ أي الهلكة ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشّاكِرِينَ﴾ لك أي المطيعين المعترفين بنعمتك علينا الموحدين لك بترك الآلهة لعبادتك وحدك لا شريك لك. فلما أنجاهم من تلك الشدة يفاجئونك ببغيهم في الأرض بغير الحق شركاً وكفراً وظلماً وفساداً فعادوا لما كانوا وإنهم لكاذبون وقوله تعالى ﴿يٰأيُّها ٱلنّاسُ إنَّما بَغْيُكُمْ عَلىٰ أنفُسِكُمْ مَّتاعَ ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيا﴾ يخبرهم تعالى بقوله يا أيها الناس الباغون في الأرض بغير الحق في أي زمان كنتم وفي أي مكان وجدتم إنما بغيكم أي عوائده عائدة على أنفسكم إذ هي التي تتأثم وتخبث في الدنيا وتفسد وتصبح أهلاً لعذاب الله يوم القيامة وقوله ﴿مَّتاعَ ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيا﴾ أي ذلك متاع الحياة الدنيا شقاء كان أو سعادة ﴿ثُمَّ إلَينا مَرْجِعُكُمْ﴾ أي لا إلى غيرنا وذلك بعد الموت يوم القيامة ﴿فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من خير وشر ونجزيكم به الجزاء العادل في دار الجزاء. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- من مكر مكر الله به والله أسرع مكراً وأكبر أثراً وضرراً. ٢- بيان ضعف الإنسان وفقره إلى الله وحاجته إليه عز وجل في حفظ حياته وبقائه إلى أجله. ٣- إخلاص العبد الدعاء في حال الشدة آية أن التوحيد أصل والشرك طارىء. ٤- المشركون الأولون أحسن حالاً من جهلة هذه الأمة إذ يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة أما جهال المسلمين اليوم فشركهم دائم في الرخاء والشدة على السواء. ٥- بَغْيُ الإنسان عائد على نفسه كمكره ونكثه وفي الحديث (ثلاث على أصحابها رواجع: البغي والمكر والنكث). ٦- تقرير مبدأ البعث والجزاء يوم القيامة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب