الباحث القرآني

﴿وَلاتَ حِينَ مَناصٍ﴾: أي ليس حين فرار، بلغة توافق لغة القبط [[لم ترد في النزهة 212 عبارة «بلغة توافق لغة القبط» ، ووردت في غريب القرآن لابن عباس 63.]] . ويقال: «لات» إنما هي «لا» والتاء زائدة (زه) فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أن أصله «ليس» فقلبت الياء ألفا والسين تاء، كما قال الشاعر: يا قاتل الله بني السّعلاة ... عمرو بن يربوع شرار النّات [[الرجز لعلباء بن أرقم في اللسان (نوت، سين، تا) والتاج (نوت) .]] يريد: الناس. وقوله: «أي ليس حين فرار» يحتمل هذا القول. والثاني: هو الذي حكاه ثانيا فهو كما زيد في «ثم» و «ربّ» فقيل: ثمّت وربّت. والثالث: أن التاء تلحق ب «حين» كما قال الشاعر: العاطفون تحين لا من عاطف ... والمطعمون زمان لا من مطعم [[البيت معزو لأبي وجزة السعدي برواية «زمان أين المطعم» في الصحاح واللسان (ليت، عطف، حين) ، واللسان (أين) . وبرواية «زمان ما من مطعم» في الأزهية 264 واللسان (ما) . ويذكر الصغاني في التكملة (حين) أن إنشاد الجوهري لهذا البيت مداخل والرواية: العاطفون تحين ما من عاطف ... والمسبغون يدا إذا ما أنعموا والمانعون من الهضيمة جارهم ... والحاملون إذا العشيرة تغرم واللاحقون جفانهم قمع الذّرى ... والمطعمون زمان أين المطعم وجاء في اللسان (حين) : « ... وقيل: أراد العاطفونه فأجراه في الفصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف، وذلك أنه يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونه وضاربونه فتلحق الهاء لبيان حركة النون فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبّه هاء الوقف بهاء التأنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء، كما تقول: هذا طلحة فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا. فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء كما فتحت في آخر ربّت وثمّت ... » .]] [60/ ب] وكذلك تلحق «الآن» فيقال «تالآن» ، وقال الشاعر: وصلينا كما زعمت تلانا [[اللسان (أين) وهو عجز بيت صدره: نوّلي قبل نأي داري جمانا كما في اللسان (حين) و (تلن) ، وعزي في المادة الأخيرة إلى جميل بن معمر، ونسب إليه كذلك في الغريب المصنف 350 (في حاشية المخطوطة المرموز إليها بالرمز ت) .]] وهذا قول أبي عبيد [[اللسان (أين) موافقا الأموي في رأيه، وانظر الغريب المصنف 350. وأبو عبيد هو القاسم بن سلام لغوي محدّث فقيه عالم بالقراءات ولد بهراة وبها تلقى تعليمه ثم اتجه إلى البصرة والكوفة وبغداد ومصر وتولى قضاء طرسوس وتوفي بمكة سنة 224، وله عدة مصنفات منها: الأمثال، والأموال، والغريب المصنف في اللغة، ومعاني القرآن، وغريب الحديث (تاريخ الإسلام 6/ 473- 476، ومقدمة تحقيق الغريب المصنف للدكتور رمضان عبد التواب، ومقدمة غريب الحديث للدكتور حسين شرف) .]] . والمناص مصدر ناص ينوص نوصا ومناصا، وهو الفرار والمهرب، وقيل: المطلب، وقيل: التّأخر، والمعنى: لا منجى ولا فوت.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب