﴿هادُوا﴾: تهوّدوا، أي صاروا يهودا. وهادوا: تابوا أيضا، من قوله: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ [[سورة الأعراف، الآية 156.]] أي: تبنا (زه) وسيأتي الكلام على لفظ يهود [[في الآية 111 من سورة البقرة.]] .
﴿وَالنَّصارى﴾: جمع نصران ونصرانة، مثل ندمان وندمانة، قاله سيبويه [[الكتاب 3/ 255.]] . وإنه لا يستعمل في الكلام إلا بياء النسب كلحيان. وقال الخليل: واحد النّصارى نصريّ كمهريّ ومهارى [[قول الخليل ورد منسوبا إليه في تفسير القرطبي 1/ 433، وورد غير منسوب إليه في مجمع البيان 1/ 126، وفي الأصل «كيهودي» بدل «كمهري» والتصويب من المرجعين ويتفق وسياق الكلام.]] . وقيل: هو منسوب إلى نصرة، وهي قرية نزلها عيسى- على نبينا وعليه الصلاة والسّلام- وقال قتادة: نسبوا إلى ناصرة [[قول قتادة في تفسير الطبري 2/ 145، والدر المنثور 1/ 145، وتفسير القرطبي 1/ 434 وفيه «كان ينزلها عيسى فنسب إليها» . وفيما يلي ترجمة قتادة:
وهو أبو الخطاب قتادة بن دعامة السّدوسي نسبة إلى سدوس بن شيبان: تابعي بصري، كان عالما بالتفسير والأنساب. مات بالبصرة سنة 117 وقيل سنة 118 هـ (تاريخ الإسلام 3/ 405، 406، وفيات الأعيان (رقم 514) 3/ 248، وانظر المعارف 462) .]] ، وهي قرية نزلوها، فعلى هذا يكون من تغيير النّسب.
﴿وَالصَّابِئِينَ﴾: أي الخارجين من دين إلى دين، يقال: صبأ فلان: إذا خرج من دينه إلى دين آخر. وصبأت النّجوم: خرجت من مطالعها. وصبأ نابه: خرج (زه) وفيهم أقوال للمفسرين شتّى.
﴿أَجْرُهُمْ﴾: هو مصدر أجر يأجر، ويطلق على المأجور به، وهو الثّواب.
{"ayah":"إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ"}