الباحث القرآني

وهي مكّيّة بلا خلاف أقسم اللَّهُ تعالى بالسماءِ المعروفةِ في قول الجمهور، وقِيل: السماءُ هنا هو المطرُ، وَالطَّارِقِ: الذي يأتي ليلاً، ثم فسَّر تعالى هذا الطارقَ بأنَّه: النَّجْمُ الثَّاقِبُ واخْتُلِفَ في النَّجْمُ الثَّاقِبُ فقال الحسنُ/ بن أبي الحسن ما معناه أنه اسمُ جنسٍ لأنها كلَّها ثاقِبة، أي: ظاهرة الضوء، يقال: ثَقُبَ النجمُ إذا أضاء [[ذكره ابن عطية (5/ 464) .]] ، وقال ابن زيد: أرادَ نَجماً مخصوصاً وهو زُحَلُ [[أخرجه الطبري (12/ 533) ، (36906) ، وذكره ابن عطية (5/ 464) .]] ، وقال ابن عباس: أراد الجَدْيَ [[ذكره ابن عطية (5/ 464) .]] ، وقال ابن زيد أيضاً: هو الثُّرَيّا [[أخرجه الطبري (12/ 533) ، (36906) ، وذكره البغوي (4/ 473) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 560) ، وعزاه لابن جرير.]] ، وجَوابُ القسم في قوله: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ ... الآية، و «إنْ» هي المخففةُ من الثقيلةِ، واللامُ في «لَمَّا» لامُ التأكيدِ الداخلةِ على الخبرِ هذا مذهبُ حُذَّاقِ البصريين، وقال الكوفيون «إنْ» بمعنى «ما» النافيةِ، واللامُ بمعنى «إلا» فالتقديرُ: ما كلُّ نفسٍ إلا عليها حافظٌ، ومعنى الآيةِ فيما قال قتادة وغيره: إنَّ على كل نفسٍ مكلَّفَةٍ حافظاً يُحْصِي أعمالَها ويُعِدُّهَا للجزاءِ عليها [[أخرجه الطبري (12/ 534) ، (36910) ، وذكره ابن عطية (5/ 465) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 560) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة بنحوه.]] ، وقال أبو أمامة قال النبي ﷺ في تفسير هذه الآية: «إنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ حَفَظَةً مِنَ اللَّهِ يَذُبُّونَ عَنْهَا كَمَا يُذَبُّ عَنْ قَصْعَةِ العَسَلِ الذُّبَابُ، وَلَوْ وُكِلَ المَرْءُ إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب