الباحث القرآني

وقوله سبحانه: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ قال الحسن بن أبي الحسن وغيره: الأولون سالف الأُمَمِ، منهم جماعةٌ عظيمة أصحابُ يمين، والآخِرُونَ: هذه الأُمَّةُ، منهم جماعة عظيمة أهلُ يمين [[أخرجه الطبري (11/ 644) ، برقم: (33438) ، وذكره ابن عطية (5/ 245) .]] ، قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (5/ 245) .]] : بل جميعهم إلاَّ مَنْ كان مِنَ السابقين، وقال قوم من المتأولين: هاتان الفرقتان في أُمَّةِ محمد، ورَوَى ابن عبّاس عن النبي ﷺ أَنَّه قال: «الثُّلَّتَانِ مِنْ أُمَّتِي» [[ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (6/ 227) موقوفا على ابن عبّاس، وعزاه إلى عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن مردويه.]] ، وروى ابن المبارك في «رقائقه» عن النبيّ ﷺ أَنَّهُ قال: «إنَّ أُمَّتِي ثُلُثَا أَهْلِ الجَنَّةِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، وَإِنَّ أُمَّتِي مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا» [[أخرجه نعيم بن حماد في زياداته على كتاب «الزهد» (113) (379) .]] انتهى. وقوله سبحانه: وَأَصْحابُ الشِّمالِ ... الآية: في الكلام معنى الإنحاء عليهم/ وتعظيم مصائبهم، والسَّمُومُ: أشد ما يكون من الحَرِّ اليابس الذي لا بَلَلَ معه، والحميم: السخن جِدًّا من الماء الذي في جهنم، واليَحْمُومُ: هو الدخانُ الأسودُ يُظِلُّ أهلَ النار قاله ابن عباس [[أخرجه الطبري (11/ 646) ، برقم: (33450) ، وذكره ابن عطية (5/ 246) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 294) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 228) ، وعزاه للفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه.]] والجمهور، وقيل: هو سرادق النار المحيط بأهلها فإنَّهُ يرتفع من كل ناحية حتى يُظِلَّهُم، وقيل: هو جبل في النار أسود. وقوله: وَلا كَرِيمٍ معناه: ليس له صفة مدح، قال الثعلبيُّ: وعن ابن المُسَيِّبِ وَلا كَرِيمٍ أي: ولا حسن [[ذكره البغوي (4/ 286) .]] نظيره من كل زوج كريم، وقال قتادة: لاَّ بارِدٍ: النزل وَلا كَرِيمٍ: المنظر [[أخرجه الطبري (11/ 648) برقم: (33464) ، وذكره البغوي (4/ 286) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 294) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 228) ، وعزاه لعبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر.]] ، وهو الظِلُّ الذي لا يغني من اللهب، انتهى، والمترف: المنعّم في سرف، وتخوض، ويُصِرُّونَ معناه: يعتقدون اعتقادا لا ينزعون عنه، والْحِنْثِ: الإثم، وقال الثعلبيُّ: وَكانُوا يُصِرُّونَ: يقيمون عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ أي: الذنب، انتهى، ونحوهُ للبخاريِّ، وهو حَسَنٌ نحو ما في الرسالة، قال قتادة وغيره [[أخرجه الطبري (11/ 648) برقم: (33474) ، وذكره ابن عطية (5/ 246) ، وابن كثير في «تفسيره» (5/ 295) .]] : والمراد بهذا الإثم العظيم: الشركُ، وباقي الآية في استبعادهم للبعث، وقد تقدم بيانه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب