الباحث القرآني

وهي مكّيّة بإجماع قوله عز وجل: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ قال مجاهد، والضَّحَّاك، وابن زيد، وعِكْرَمَةُ: ق اسم الجبل المحيط بالدنيا، وهو فيما يزعمون أَنَّهُ من/ زمردة خضراء، منها خُضْرَةُ السماء وخضرة البحر [[ذكره البغوي (4/ 220) عن عكرمة، والضحاك، وابن عطية (5/ 155) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 115) ، وعزاه لعبد الرزاق عن مجاهد.]] ، وقيل في تفسيره غير هذا، والْمَجِيدِ: الكريم في أوصافه الذي جمع كُلَّ مَعْلاَةٍ، وق مُقْسَمٌ به وبالقرآن قال الزَّجَّاجُ [[ينظر: «معاني القرآن» (5/ 41) .]] : وجواب القسم محذوف تقديره: ق والقرآن المجيد لتبعثن، قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (5/ 155) .]] : وهذا قول حسن، وأحسن منه أَنْ يكون الجواب هو الذي يقع عنه الإضراب ببل، كأَنَّه قال: والقرآنِ المجيد ما رَدُّوا أمرك بحجة، ون 9 حو هذا، مِمَّا لا بُدَّ لك من تقديره بعد الذي قَدَّره الزَّجَّاجُ، وباقي الآية بَيِّنٌ ممّا تقدم في «ص» و «يونس» وغيرهما، ثم أخبر تعالى رَدًّا على قولهم بأَنَّهُ سبحانه يعلم ما تأكل الأرضُ من ابن آدم، وما تُبْقِي منه، وأَنَّ ذلك في كتاب، والحفيظ: الجامع الذي لم يَفُتْهُ شيء وفي الحديث الصحيح: «إنَّ الأَرْضَ تَأَكُلُ ابْنَ آدَمَ إلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ» وهو عظم كالخَرْدَلَةِ، فمِنْهُ يُرَكَّبُ ابن آدم [[أخرجه البخاري (8/ 414) كتاب «التفسير» باب: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ... (4814) ، (8/ 558) كتاب «التفسير» باب: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (4935) ، ومسلم (4/ 2270) كتاب «الفتن» باب: ما بين النفختين (141/ 2955) ، وابن ماجه (2/ 154) كتاب: «الزهد» ، باب: ذكر القبر والبلى (4266) ، ومالك (1/ 239) كتاب «الجنائز» باب: جامع الجنائز (48) .]] ، قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (5/ 156) .]] : وحِفْظُ ما تنقص الأرض إنَّما هو ليعودَ بعينه يومَ القيامة، وهذا هو الحَقُّ قال ابن عباس والجمهور: المعنى: ما تنقص من لحومهم وأبشارهم وعظامهم [[أخرجه الطبري (11/ 407) برقم: (31800) ، وذكره ابن عطية (5/ 157) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 222) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 116) ، وعزاه لابن جرير عن ابن عبّاس.]] ، وقال السُّدِّيُّ: مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ أي: ما يحصل في بطنها من موتاهم [[أخرجه الطبري (11/ 407) برقم: (31803) عن قتادة، وذكره البغوي (4/ 220) ، وذكره ابن عطية (5/ 157) .]] ، وهذا قول حسن مضمنه الوعيد، والمريج: معناه المختلط قاله ابن زيد [[أخرجه الطبري (11/ 408) برقم: (31813) ، وابن عطية (5/ 157) .]] ، أي: بعضُهم يقول: ساحر، وبعضهم يقول: كاهن، وبعضهم يقول: شاعر، إلى غير ذلك من تخليطهم، قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (5/ 157) .]] : والمريج: المضطرب أيضاً، وهو قريب من الأَول ومنه مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، ومن الأَوَّلِ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ [الفرقان: 53] . ثم دَلَّ تعالى على العبرة بقوله: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ/ ... الآية، وَزَيَّنَّاها أي: بالنجوم، والفروج: الفطور والشقوقُ خلالها وأثناءها قاله مجاهد وغيره [[أخرجه الطبري (11/ 409) برقم: (31814) ، وذكره ابن عطية (5/ 157) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 222) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 116) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد.]] . ت: وقال الثعلبي بأثر كلام للكسائي: يقول: كيف بنيناها بلا عَمَدٍ، وَزَيَّنَّاها بالنجوم، وما فيها فتوق؟ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها أي: بسطناها على وجه الماء، انتهى، والرواسي: الجبال، والزوج: النوع، والبهيج: الحَسَنُ المنظر قاله ابن عباس وغيره [[أخرجه الطبري (11/ 409) برقم: (31816) ، وذكره ابن عطية (5/ 157) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 116) ، وعزاه للطستي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.]] ، والمنيب: الراجع إلى الحَقِّ عن فكرة ونظر قال قتادة [[أخرجه الطبري (11/ 410) برقم: (31819) ، وذكره ابن عطية (5/ 157) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 116) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير.]] : هو المُقْبِلُ إلى اللَّه تعالى، وخَصَّ هذا الصنف بالذكر تشريفاً لهم من حيثُ انتفاعُهُم بالتبصرة والذكرى، وَحَبَّ الْحَصِيدِ: البُرُّ، والشعير، ونحوُهُ مِمَّا هو نبات مُحَبَّبٌ يُحْصَدُ قال أبو حيان [[ينظر: «البحر المحيط» (8/ 121) .]] : وَحَبَّ الْحَصِيدِ من إضافة الموصوف إلى صفته على قول الكوفيين، أو على حذف الموصوف وإقامة الصفة مُقَامه، أي: حب الزرع الحصيد على قول البصريين، وباسِقاتٍ حال مُقَدَّرَةٌ لأَنَّهَا حالةَ الإنبات ليست طوالاً، انتهى، وباسِقاتٍ: معناه طويلات ذاهبات في السماء، والطَّلْعُ أول ظهور التمر في الكفرّى، قال البخاريّ: ونَضِيدٌ معناه: مَنْضُودٌ بعضُه على بعض، انتهى، ووصف البلدة بالميت على تقدير القطر والبلد. ثم بَيَّنَ سبحانه موضع الشَّبَهِ فقال: كَذلِكَ الْخُرُوجُ يعني: من القبور، وهذه الآيات كلها إنَّما هي أَمْثِلَة وأَدِلَّة على البعث، وَأَصْحابُ الرَّسِّ: قوم كانت لهم بئر عظيمة، وهي الرَّسُّ، وكُلُّ ما لم يُطْوَ من بئر، أو مَعْدِنٍ، أو نحوه فهو رَسٌّ، وجاءهم نبيٌّ/ يُسَمَّى حَنْظَلَةَ بن سفيان- فيما رُوِيَ- فجعلوه في الرَّسِّ وردموا عليه، فأهلكهم اللَّهُ، وقال الضّحّاك: الرّسّ بئر قتل فيها صاحب «يس» [[أخرجه الطبري (11/ 412) برقم: (31839) ، وذكره ابن عطية (5/ 158) .]] ، وقيل: إنَّهم قوم عاد، واللَّه أعلم. وقوله: كُلٌّ قال سيبويه: التقدير: كُلُّهم، والوعيد الذي حَقَّ: هو ما سبق به القضاءُ من تعذيبهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب