وقوله سبحانه: إِنَّ هذا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ: عبارة عن قولٍ يُقَالُ للكَفَرَةِ، ثم ذكر تعالى حالة المُتَّقِينَ، فقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ أي: مأمون، «والسُّنْدُسُ» : رقيقُ الحَرِيرِ، و «الإسْتَبْرَقُ» : خَشِنُهُ.
وقوله: مُتَقابِلِينَ: وَصْفٌ لمجالسِ أهل الجَنَّةِ، لأَنَّ بعضهم لا يستدبر بعضاً في المجالس، وقرأ الجمهور: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ وقرأ ابن مسعود: «بعِيسٍ عِينٍ» ، وهو جمع «عَيْسَاءَ» ، وهي البيضاء [[ينظر: «مختصر الشواذ» ص: (138) ، و «المحتسب» (2/ 261) ، و «الكشاف» (4/ 283) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 78) .]] وكذلك هي من النوق، وروى أبو قرصافة عن النبي ﷺ أَنَّه قال: «إخْرَاجُ القُمَامَةِ مِنَ المَسْجِدِ مُهُورُ الحُورِ العِينِ» قال الثعلبيُّ: قال مجاهد: يَحَارُ فِيهِنَّ الطَّرْفُ من بياضهنَّ وصفاء لونهنَّ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ من وراء ثيابِهِنَّ، ويَرَى الناظر وَجْهَهُ في كعب إحداهُنَّ كالمرآة من رِقَّةِ الجلد وصفاء اللون [[أخرجه الطبري (11/ 248) برقم: (31176) ، عن ابن نجيح عن مجاهد، وذكره البغوي في «تفسيره» (4/ 155) .]] ، انتهى.
{"ayahs_start":50,"ayahs":["إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُم بِهِۦ تَمۡتَرُونَ","إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی مَقَامٍ أَمِینࣲ","فِی جَنَّـٰتࣲ وَعُیُونࣲ","یَلۡبَسُونَ مِن سُندُسࣲ وَإِسۡتَبۡرَقࣲ مُّتَقَـٰبِلِینَ","كَذَ ٰلِكَ وَزَوَّجۡنَـٰهُم بِحُورٍ عِینࣲ"],"ayah":"كَذَ ٰلِكَ وَزَوَّجۡنَـٰهُم بِحُورٍ عِینࣲ"}