الباحث القرآني

وقوله جَلَّتْ عظمته: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ ... الآية، آيةُ تعظيمٍ وإخبارٍ بأُلُوهِيَّتِهِ سبحانه، أي: هو النافذ أَمْرُهُ في كُلِّ شيء، وقرأ عمر بن الخَطَّاب، وأُبَيٌّ، وابنِ مسعود، وغيرهم [[وقرأ بها علي ويحيى بن يعمر، واليماني. ينظر: «مختصر الشواذ» ص: (137) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 66) ، وزاد نسبتها إلى جابر بن زيد، وأبي الشيخ، والحكم بن أبي العاصي، وبلال بن أبي بردة، وابن السميفع. وزاد أبو حيان (8/ 29) : عمر بن عبد العزيز، وحميد، وابن مقسم، وهي في «الدر المصون» (6/ 109) .]] : «وَهُوَ الَّذِي في السَّمَاءِ اللَّهُ وَفي الأَرْضِ اللَّهُ» وباقي الآية بَيِّنٌ، ثم [أَعْلَمَ سبحانه] أَنَّ مَنْ عُبِدَ من دون اللَّه لا يملك شفاعةً يَوْمَ القيامة، إلاَّ مَنْ شَهِدَ بالحق، وهم الملائكة، وعيسى/ وعُزَيْرٌ فإنَّهُمْ يملكون الشفاعة بأنْ يُمَلِّكُها اللَّه إيَّاهم إذ هم مِمَّنْ شَهِدَ بالحقِّ، وهم يعلمونه، فالاستثناء على هذا التأويل مُتَّصِلٌ، وهو تأويل قتادة [[أخرجه الطبري (11/ 218) برقم: (31019) ، وذكره ابن عطية (5/ 66) .]] ، وقال مجاهد وغيره: الاستثناء في المشفوع فيهم [[ذكره ابن عطية (5/ 66) .]] ، فكأَنَّه قال: لا يشفع هؤلاءِ الملائكةُ، وعيسى، وعُزَيْرٌ إلاَّ فيمن شَهِدَ بالحق، أي: بالتوحيد فآمن على عِلْمٍ وبَصِيرةٍ، فالاستثناء على هذا التأويل مُنْفَصِلٌ، كأَنَّه قال: لكن مَنْ شَهِدَ بالحَقِّ فيشفع فيهم هؤلاءِ، والتأويل الأَوَّلُ أصوب، وقرأ الجمهور: «وَقِيلَهُ» بالنصب [[وقرأ برفعه الأعرج، وأبو قلابة، ومجاهد. ينظر: «المحتسب» (2/ 258) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 67) ، و «البحر المحيط» (8/ 30) ، وزاد نسبتها إلى الحسن، وقتادة، ومسلم بن جندب. وينظر: «الدر المصون» (6/ 110) ، وقراءة السبعة ستأتي.]] ، وهو مصدر كالقَوْلِ، والضّمير فيه لنبيّنا محمّد ﷺ، واخْتُلِفَ في الناصب له، فقالت فرقة: هو معطوف على قوله: سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ولفظ البخاريِّ وَقِيلِهِ يا رَبِّ: تفسيرُهُ: أيحسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهم ونَجْوَاهُمْ [و] لا نَسْمَعُ قِيلَهُ يا رَبِّ، انتهى، وقيل: العامل فيه يَكْتُبُونَ ونزل قوله تعالى: وَقِيلِهِ يا رَبِّ بمنزلة شكوى محمّد ع واستغاثَتِهِ مِنْ كُفْرِهِمْ وعُتُوِّهم، وقرأ حمزةُ وعاصمٌ: «وقيله» بالخفض [[وقرأ الباقون بالنصب. قال السمين، وأما قراءة النصب ففيها ثمانية أوجه: -[.....]- «أحدها» : أنه منصوب على محل «السّاعة» كأنه قيل: إنه يعلم السّاعة ويعلم قيله كذا. «الثاني» : أنه معطوف على «سرّهم ونجواهم» ، أي: لا يعلم سرّهم ونجواهم ولا يعلم قيله. «الثالث» : عطف على مفعول «يكتبون» المحذوف، أي: يكتبون ويكتبون قيله كذا أيضا. «الرابع» : أنه عطف على مفعول «يعلمون» المحذوف، أي: يعلمون ذلك ويعلمون قيله. «الخامس» : أنه مصدر أي: قال قيله. «السادس» : أن ينتصب بإضمار فعل، أي: الله يعلم قيل برسوله وهو محمّد ﷺ. «السابع» : أن ينتصب على محل «بالحقّ» ، أي: شهد بالحقّ وبقيله. «الثامن» : أن ينتصب على حذف حرف القسم كقوله: ............. ... فذاك أمانة الله الثّريد ينظر: «الدر المصون» (6/ 109- 110) ، و «السبعة» (589) ، و «الحجة» (6/ 159) ، و «إعراب القراءات» (2/ 304) ، و «معاني القراءات» (2/ 369) ، و «شرح الطيبة» (5/ 227) ، و «العنوان» (172) ، و «حجة القراءات» (655) ، و «شرح شعلة» (579) ، و «إتحاف» (2/ 460) .]] عطفا على الساعة. وقوله سبحانه: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ: مُوَادَعَةٌ منسوخةٌ وَقُلْ سَلامٌ تقديره: أَمْرِي سلامٌ، أيْ: مسالمة فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب