الباحث القرآني

وقوله: وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ معناه: لجعلنا بدلاً منكم، أي: لو شاء اللَّهُ لَجَعَلَ بَدَلاً من بني آدم ملائكةً يسكُنُونَ الأَرْضَ، ويخلفون بني آدم فيها، وقال ابن عباس ومجاهد: يخلف بعضهم بعضاً [[أخرجه البخاري (8/ 428) كتاب «التفسير» باب: سورة الزخرف، معلقا وهو موصول عند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، والطبري (11/ 204) (30944) عن ابن عبّاس، (30947) عن قتادة، وابن عطية (5/ 61) .]] ، والضمير في قوله: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ قال ابن عَبَّاس وغيره: الإشارة به إلى عيسى [[ذكره ابن عطية (5/ 61) .]] ، وقالت فرقة: إلى محمد، وقال قتادة وغيره: إلى القرآن [[أخرجه الطبري (11/ 205) برقم: (30961) عن قتادة، والحسن، وذكره ابن عطية (5/ 61) .]] . ت: وَكَذَا نقل أبو حيَّان [[ينظر: «البحر المحيط» (8/ 26) .]] هذه الأقوالَ الثلاثة، ولو قيل: إنَّه ضميرُ الأمر والشَّأن استعظاماً واستهوالاً لأَمْرِ الآخِرَةِ ما بَعُدَ، بل هو المتبادَرُ إلى الذِّهْنِ، يَدُلُّ عليه: فَلا تَمْتَرُنَّ بِها، واللَّه أعلم، وقرأ ابن عباس [[وقرأ بها أبو هريرة، وقتادة، والضحاك، ومجاهد، وأبو نضرة، ومالك بن دينار. ينظر: «مختصر الشواذ» ص: (136) ، و «الكشاف» (4/ 261) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 61) ، و «البحر المحيط» (8/ 26) ، و «الدر المصون» (6/ 106) .]] ، وجماعة: «لَعَلَمٌ» - بفتح العين واللام- أي: أمارة، وقرأ عِكْرِمَةُ [[ينظر: «المحرر الوجيز» (5/ 61) ، و «البحر المحيط» (8/ 26) ، و «الدر المصون» (6/ 106) .]] : «لَلْعِلْمُ» بلامين الأولى مفتوحة، وقرأ أُبيٌّ: «لَذِكْرٌ لِلسَّاعَةِ» [[ينظر: «الكشاف» (4/ 261) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 61) .]] فمن قال: إنَّ الإشارة إلى عيسى حَسَنٌ مع تأويله «عِلْم» و «عَلَم» ، أي: هو إشعارٌ بالساعة، وشَرْطٌ/ من أَشراطها، يعني: خروجه في آخر الزمان، وكذلك مَنْ قال: الإشارة إلى النبي ﷺ، أي: هو آخر الأنبياء، وقد قال: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ» يعني السبابة والوسطى، ومَنْ قال: الإشارة إلى القرآن حَسُنَ قوله مع قراءة الجمهور، أي: يعلمكم بها وبأهوالها. وقوله: هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ: إشارة [إلى] الشرع.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب