الباحث القرآني

وقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً ... الآية، تقدَّم قَصَصُ هؤلاء، وقرأ نافع، وأبو عمرو، وابن كثير: نَحِساتٍ- بسكون الحاء [[ينظر: «السبعة» (576) ، و «الحجة» (6/ 116) ، و «إعراب القراءات» (2/ 275) ، و «إعراب القراءات» (2/ 351) ، و «شرح الطيبة» (5/ 210) ، و «العنوان» (169) ، و «حجة القراءات» (635) ، و «شرح شعلة» (572) ، و «إتحاف» (2/ 442) .]] -، وهي جمعُ «نَحْس» وقرأ الباقون: نَحِساتٍ- بكسر الحاء- جمع «نَحِسٍ» على وزن حَذِرٍ، والمعنى في هذه اللفظة: مشائيم من النَّحْسِ المعروفِ، قاله مجاهد وغيره [[أخرجه الطبري (11/ 96) برقم: (30468) ، (30470) عن مجاهد، (30471) عن السدي، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (5/ 9) .]] ، وقال ابن عبَّاس: نَحِساتٍ معناه مُتَتَابِعَاتٍ [[أخرجه الطبري (11/ 95) برقم: (30467) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (5/ 9) ، وابن كثير (4/ 95) ولم يعزه لأحد.]] ، وقيل: معناه: شديدة، أي: شديدة البَرْدِ. وقوله تعالى: فَهَدَيْناهُمْ معناه: بَيَّنَّا لهم قاله ابن عَبَّاس وغيره، وهذا كما هي الآن شريعةُ الإسلامُ مُبَيَّنَةٌ لليهودِ والنصارَى المُخْتَلِطِينَ بنا، ولكِّنهم يعرضون ويشتغلون بالضّدّ، فذلك استحباب العمى على الهدى، والْعَذابِ الْهُونِ هو الذي معه هَوَانٌ وإذلالٌ قال أبو حَيَّان [[ينظر: «البحر المحيط» (7/ 471) .]] : «الهون» مصْدَرٌ بمعنى «الهَوَانِ» ، وُصِفَ به العذاب، انتهى، وأَعْداءُ اللَّهِ هم الكفار المخالفون لأمر اللَّه سبحانه، ويُوزَعُونَ معناه: يُكَفُّ أَوَّلُهُمْ حَبْساً على آخرهم قاله قتادة، والسُّدِّيُّ [[أخرجه الطبري (11/ 98- 99) برقم: (30483- 30484) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (4/ 112) آية رقم (19) ، وابن عطية (5/ 10) .]] ، وأهل اللغة، وهذا وصف حال من أحوال الكفرة في بعض أوقات القيامة، وذلك عند وصولهم إلى جَهَنَّمَ، فإنَّه سبحانه يستقرهم عند ذلك على أنفسهم، ويسألون سؤالَ توبيخ عن كُفْرهم فيجحدُونَ، ويحسبون أَنْ لا شاهد عليهِم، ويطلبون شهيداً عليهم من أنفسهم، وفي الحديث الصحيح: «إنَّ الْعَبْدَ- يَعْنِي الكَافِرَ- يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَلاَّ تَظْلِمَنِي؟ قَالَ: فَإنَّ ذَلِكَ لَكَ، قَالَ: فَإنِّي لاَ أَقْبَلُ عَلَيَّ شَاهِداً إلاَّ مِنْ نَفْسِي، قَالَ فَيُخْتَمُ على فِيهِ، وَتَتَكلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُنَّ: بُعْداً لَكُنَّ، وَسُحْقاً، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أَدَافِعُ» [[ينظر: «الدر المنثور» (5/ 35) .]] الحديثَ، قال أبو حَيَّان [[ينظر: «البحر المحيط» (7/ 471) .]] : حَتَّى إِذا ما جاؤُها: «ما» بعد «إذا» زائدة للتوكيد، انتهى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب