الباحث القرآني

وقوله تعالى: وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ ... الآية، مخاطبة للنبيّ ﷺ فيها توعُّدٌ لقرَيْشٍ وتَحْذِيرُ أنْ يَنْزلَ بهمْ مِنَ العَذَابِ مَا نَزَلَ بقَومِ حَبِيبٍ النَّجَّار. قال مجاهد: لَم يُنْزِلِ اللَّهُ عَليهم من جُنْدٍ أرادَ أنه لم يُرْسِل إليهم رَسُولاً ولاَ اسْتَعْتَبَهُمْ [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 437) برقم: (29111) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 452) ، وابن كثير في «تفسيره» (3/ 569) .]] ، قال قتادة: وَاللَّهِ، ما عَاتَبَ اللَّهُ قَوْمَهُ بَعْدِ قَتْلِه حَتَّى أهْلَكَهُمْ [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 437) برقم: (29113) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 452) ، وابن كثير في «تفسيره» (3/ 569) .]] . وقال ابن مسعود: أراد: لَمْ يَحْتَجْ فِي تَعْذِيبهِمْ إلى جُنْدٍ، بلْ كَانَتْ صَيْحَةٌ واحِدَةٌ لأنهم كانُوا أيْسَرَ وأهْوَنَ من ذلك [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 437) برقم: (29114) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 452) ، وابن كثير في «تفسيره» (3/ 569) .]] ، واخْتُلِفَ في قوله تعالى: وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ فقالتْ فرقة: «ما» نافيةٌ، وقالت فرقة: «ما» عَطْفٌ عَلَى جندٍ، أي: من جند ومن الذي كنَّا منزلينَ على الأممِ مثلهم قبلَ ذلكَ، و «خامدون» أي: ساكنون موتى. وقوله تعالى: يا حَسْرَةً الحسرةُ التَلَهُّفُ: وذلك أن طِباعَ كُلِّ بَشَرٍ تُوجِبُ عَنْدَ سَمَاعِ حَالِهِمْ وعَذَابِهم على الكُفْرِ وَتَضْييِعِهم أمْرَ اللَّهَ، أن يُشْفِقَ وَيَتَحَسَّرَ على العِبَاد، وقال الثَّعْلَبِيُّ: قال الضَّحَّاك: إنها حسرةُ الملائِكَة على العباد في تكذيبِهمُ الرسلُ، وقال ابن عباس: حلُّوا مَحَلَّ مَنْ يَتَحَسَّرُ عَلَيْهِ، انتهى. وقرأ الأعرج [[وقد استثقلها أبو الفتح، وأطال الكلام حولها. ينظر: «المحتسب» (2/ 208، 211) ، و «مختصر الشواذ» (125) ، و «المحرر الوجيز» (4/ 452) ، و «البحر المحيط» (7/ 318) ، و «الدر المصون» (5/ 481) .]] وأبو الزنَاد ومسلم بن جندب: (يا حَسْرَهْ) بالوقفِ على الهاء وهو أبلغ في معنى التَحَسُّرِ والتَّشْفِيقِ وهَزِّ النَفْسِ. وقوله تعالى: وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ ... الآية، تمثّل لفعل قريش وإيّاهم عنى بقوله: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا، وقرأ جمهورُ الناس «لما جَمِيعٌ» - بتخفيف الميم-، وذلك على زيادة «ما» للتأكيد والمعنى: لَجَمِيعٌ، وقرأ عاصمٌ والحسَنُ وابن جبير [[وقرأ بها ابن عامر، وحمزة، والكسائيّ. ينظر: «معاني القراءات» (2/ 305) ، و «العنوان» (159) ، و «حجة القراءات» (597) ، و «إتحاف» (2/ 400) ، و «المحرر الوجيز» (4/ 452) ، و «البحر المحيط» (7/ 319) .]] (لمَّا) - بشدِّ الميم-، قالوا: هي بمنزلة «إلّا» ومُحْضَرُونَ قال قتادة: محشّرون يوم القيامة [[أخرجه الطبري (10/ 439) برقم: (29119) ، بلفظ: أي هم يوم القيامة، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 452) ، والسيوطي في «تفسيره» (5/ 493) ، بلفظ: «يوم القيامة» ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب