الباحث القرآني

وقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ... الآية. روي عن ابن عباس: أن سببَ نزولها أن اليهودَ قالت: يا محمد كيف عنيتنا بهذا القول وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء: 85] ونحن قد أُوتينا التوراةَ تِبْيَاناً لكل شيء؟ فنزلت الآية [[ذكره ابن عطية (4/ 353- 354) ، وابن كثير (3/ 451) ، والسيوطي (5/ 322) ، وعزاه لابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.]] ، وقيل غير هذا. قال ع [[ينظر: «المحرر» (4/ 354) .]] : وهذه الآية بَحْرُ نظرٍ وفكرةٍ، نَوَّرَ الله قلوبنا بهداه. وقوله تعالى: مَّا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ أي: لأنه كله ب «كن فيكون» ، قاله مجاهد [[أخرجه الطبريّ (10/ 222) رقم (28151) ، وذكره السيوطي (5/ 324) ، وعزاه لابن أبي شيبة، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.]] . وقوله تعالى: كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى يريد: القيامة. وقوله: بِنِعْمَتِ اللَّهِ يحتمل أن يريدَ ما تحملَه السفنُ من الطَّعامِ والأرزاقِ والتجاراتِ، فالباء: للإلْزَاقِ، ويحتمل أن يريدَ بالريحِ وتسخيرِ الله البحرَ ونحوَ هذا، فالباءُ باءُ السببِ. وذكر تعالى من صفات المؤمن الصبَّارَ والشَّكُورَ لأنهما عُظْمُ أخلاقه، الصبرُ على الطاعاتِ وعلى النوائبِ، وعن الشهواتِ، والشكرُ على الضراءِ والسراءِ. وقال الشعبي: الصبرُ نصفُ الإيمانِ والشكرُ نصفُه الآخرُ، واليقينُ الإيمان [[أخرجه الطبريّ (10/ 223) رقم (28157) بنحوه، وذكره ابن عطية (4/ 355) .]] كله. و «غَشِي» غطَّى أو قارَب، والظُّلَلِ: السحابُ. وقوله تعالى: فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ. قال الحسن: منهم مؤمن [[في ج: من.]] يعرف حق الله في هذه النعم، والختَّار القبيحُ [[ذكره ابن عطية (4/ 355) .]] الغَدْرِ، وذلك أن مِنَن الله على العباد كأنها عهود ومِنَنٌ يلزمَ عنها أداء شكرها، والعبادةُ لمسديها، فمن كفر ذلك وجحد به، فكأنه ختر وخان، قال الحسن: الختار هو الغدار [[أخرجه الطبريّ (10/ 224- 225) رقم (28162) ، وذكره ابن عطية (4/ 356) .]] . وكَفُورٍ: بناء مبالغة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب