الباحث القرآني

وقوله سبحانه: فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ يريد القرآن ومحمداً عليه السلام، والمقالةُ التي قَالَتْها قريشٌ: لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسى كانَتْ من تعليمِ اليهود لهم قالوا لهم: لِمَ لا يأتي بآية باهرةٍ كالعصَا واليدِ، وغير ذلك، فعكسَ الله عليهم قَوْلَهُم، وَوَقَفَهُمْ على أَنهم قد وقَع منهم في تلك الآيات مَا وَقَع من هؤلاء في هذه، فالضميرُ في قوله يَكْفُرُوا لليهود، وقرأ الجمهور: «ساحران» والمراد: موسى وهارون. قال ع [[ينظر: «المحرر» (4/ 291) .]] : ويحتمل أن يريد بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ أَمْرِ محمدٍ والإخبارِ به الذي هو في التوراة. وقوله: وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ يُؤَيِّدُ هذا التأويلَ، وقرأ حمزةُ والكسائي [[ينظر: «السبعة» (495) ، و «الحجة» (5/ 423) ، و «إعراب القراءات» (2/ 177) ، و «معاني القراءات» (2/ 254) ، و «شرح الطيبة» (5/ 123) ، و «العنوان» (147) ، و «حجة القراءات» (547) ، و «شرح شعلة» (534) ، و «إتحاف» (2/ 344) .]] وعاصم: «سِحْران» والمرادُ بهما: التَّوراةُ والقرآنُ قاله ابن عباس [[أخرجه الطبريّ (10/ 80) رقم (27484) ، وذكره ابن عطية (4/ 391) ، وابن كثير (3/ 392) ، والسيوطي (5/ 248) ، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.]] ، وتَظاهَرا: معناه: تعاوناً. وقوله: أَهْدى مِنْهُما. قال الثعلبي: يعني: أهدى من كتابِ محمدٍ وكتابِ موسى انتهى. ت: ويحتملُ أنْ يكونَ الضميرُ في يَكْفُرُوا لقريشٍ كما أشار إليه الثعلبيُّ، وكذا في قالُوا لقريش عنده. وسِحْرانِ يريدونَ موسى ومحمداً- عليهما السلام- وهو ظاهرُ قولِهم: إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ لأن اليهودَ لا يقولون ذلك في موسى في عصر نبينا محمد عليه السلام، ويُبيِّن هذَا كلَّه قولُه تعالى: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ ... الآية، فإنَّ ظاهرَ الآيةِ أنَّ المرادَ قريشٌ وعَلَى هذا كله مرّ الثعلبيّ، انتهى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب