الباحث القرآني

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ ... الآية: هذه الآية تضمنت الإعلام بغيب، والعكوف: اللزوم. وقوله: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ قالت فرقة: هو استثناءٌ مُتَّصِلٌ. لأنَّ في الآباء الأقدمين مَنْ قد عبد الله تعالى، وقالت فرقة: هو استثناءٌ مُنْقَطِعٌ لأَنَّهْ إنَّما أراد عُبَّادَ الأوثان من كل قرن منهم، وأسند إبراهيم عليه السلام المَرَضَ إلى نفسِهِ والشفاء إلى ربه عز وجل، وهذا حُسْنُ أدب في العبارة، والكل من عند الله، وأوقف عليه السلام نفسه على الطمع في المغفرة، وهذا دليل على شِدَّةِ خوفه مع عُلُوِّ منزلته عند الله، وروى الترمذيُّ عن أبي هريرة قال: قَالَ رسول الله ﷺ: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أَخَا [لَهُ] [[سقط في ج.]] في اللهِ- نَادَاهُ مُنَادٍ: أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً» [[أخرجه الترمذيّ (4/ 365) كتاب البر والصلة: باب ما جاء في زيارة الإخوان، حديث (2008) ، وابن ماجه (1/ 464) كتاب الجنائز: باب ما جاء في ثواب من عاد مريضا، حديث (1443) . كلاهما من طريق أبي سنان القسملي عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة مرفوعا. وقال الترمذيّ: هذا حديث حسن غريب، وأبو سنان اسمه عيسى بن سنان-]] ، قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسَنَ، انتهى. وفي «صحيح مسلم» عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ عن رسول الله ﷺ قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجنة حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قال: جَنَاهَا» [[أخرجه مسلم (4/ 1989) كتاب البر والصلة: باب فضل عيادة المريض، حديث (42/ 2568) .]] انتهى، وعنه ﷺ: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ العَظِيمِ [[في ج: رب العرش الكريم.]] أَنْ يَشْفَيَكَ- إلاَّ عَافَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ» [[أخرجه أبو داود (2/ 204) كتاب الجنائز: باب الدعاء للمريض عند العيادة، حديث (3106) ، والترمذيّ (4/ 410) كتاب الطب: باب (32) حديث (2083) ، والحاكم (1/ 342) من حديث ابن عباس. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري. وصححه النووي في «الأذكار» (ص- 167) .]] خرجه أبو داود، والترمذيُّ، والحاكم في «المُسْتَدْرَكِ على الصحيحين» بالإسناد الصحيح، انتهى من «حلية النوويِّ» ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَ رَأْسِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ العَظِيمِ- أَنْ يَشْفَيَكَ- إلاَّ عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ» [[تقدم تخريجه.]] . رواه أبو داودَ واللفظ له، والترمذيُّ والنسائِيُّ والحاكم وابن حِبَّان في «صحيحيهما» بمعناه، وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخَيْنِ، يعني: البخاريَّ ومُسْلِماً، وفي رواية النسائيّ وابن حبّان: «كان النّبيّ ﷺ إذَا عَادَ الْمَرِيضَ، جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ» ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ بمعناه انتهى من «السلاح» . وقوله: خَطِيئَتِي ذهب أكثرُ المفسرين إلى: أَنَّهُ أراد كَذَباتِهِ الثلاثَ، قوله: هي أختي في شأن سارة، وقوله: إِنِّي سَقِيمٌ [الصافات: 89] . وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ [الأنبياء: 63] ، وقالت فرقة: أراد بالخطيئة اسم الجنس، فدعا في كل أمره من غير تعيين. قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (4/ 235) .]] : وهذا أظهر عندي.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب