الباحث القرآني

وقوله تعالى: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ أي: قل لهم يا محمد: هل أخبركم عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ؟ والأَفَّاكُ: الكَذَّابُ، والأثيم: الكثير الإِثم، ويريد الكهنة لأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَلَقَّوْنَ مِنَ الشَّيَاطِينِ الكَلِمَةَ الوَاحِدَةَ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كِذْبَةٍ، حَسْبَمَا جاء في الحديثِ [[أخرجه البخاري (10/ 595) كتاب الأدب: باب قول الرجل للشيء ... ، حديث (6213) ، ومسلم (4/ 1750) كتاب السلام: باب تحريم إتيان الكهان، حديث (123/ 2228) من حديث عائشة.]] ، وقد ذكرناه في غير هذا الموضع، والضمير في يُلْقُونَ يحتمل أنْ يكون للشياطين، ويحتمل أنْ يكون للكهنة، ولما ذكر الكهنة بإفكهم وحالهم التي تقتضي نفي كلامهم عن كلام الله تعالى- عقب ذلك بذكر الشعراء وحالهم لينبه على بعد كلامهم من كلام القرآن، إذ قال بعض الكفرة في القرآن: أنه شعر، والمراد شعراء الجاهلية، ويدخل في الآية كل شاعر مخلط يهجو ويمدح شهوة، ويقدف المحصنات، ويقول الزور. وقوله: الْغاوُونَ قال ابن عباس: هم المستحسنون [[أخرجه الطبريّ (9/ 488) برقم (26933) ، وذكره ابن عطية (4/ 246) ، والسيوطي (5/ 186) ، وعزاه للفريابي، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.]] لأشعارهم، المصاحبون لهم. وقال عِكْرَمةُ: هم الرَّعَاعُ الذين يتبعون الشاعر ويغتنمون إنشاده [[أخرجه الطبريّ (9/ 489) برقم (26837) ، بلفظ «عصاة الجن» ، وذكره ابن عطية (4/ 246) ، والسيوطي (5/ 186) ، وعزاه للفريابي، وابن المنذر، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، عن عكرمة بلفظ «عصاة الجن» .]] . وقوله: فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ عبارة عن تخليطهم وخوضهم في كل فن من غث الكلام وباطله قاله ابن عباس [[أخرجه الطبريّ (9/ 490) برقم (26842) نحوه، وبرقم (26843) ، عن مجاهد، وذكره البغوي (3/ 403) ، وابن عطية (4/ 246) ، والسيوطي (5/ 186) ، وعزاه لابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس.]] وغيره، وروى جابرُ بنُ عبدِ اللهِ عن النبيِّ ﷺ أنَّه قال: «مَنْ مَشَى سَبْعَ خُطْوَاتٍ في شِعْرٍ، كُتِبَ مِنَ الغاوِينَ» ذكره أسدُ بنَ موسى، وذكره النقاش.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب