الباحث القرآني

وقوله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ يعني القرآن. وقوله: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ متعلق ب نَزَلَ، أي: سمعه النبي ﷺ من جبريل حروفاً عربيَّةً، وهذا هو القول الصحيح، وما سوى هذا فمردود. وقوله سبحانه: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أي: القرآن مذكور في الكتب المُنَزَّلَة القديمة، مُنَبَّهٌ عليه، مُشَارٌ إليه أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ كَعَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ ونحوه قاله ابن عباس ومجاهد [[أخرجه الطبريّ (9/ 476، 477) برقم (26771) عن ابن عباس، و (26772) عن مجاهد، وذكره ابن عطية (4/ 243) ، والسيوطي (5/ 177) ، وعزاه لابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس، ولابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.]] ، قال مُقَاتِلٌ [[ذكره ابن عطية (4/ 243) .]] : هذه الآية مدنية، وَمَنْ قال إنَّ الآية مَكِّيَّةٌ ذهب إلى أنَّ علماء بني إسرائيل ذكروا لقريش أَنَّ في التوراة صفَةَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وأَنَّ هذا زمانه، فهذه الإشارة إلى ذلك وذلك أَنَّ قريشاً بعثت إلى الأحبار يسألونهم عن أمر النبي ﷺ، ثم أخبر تعالى أَنَّ هذا القرآن لو سمعوه من أعجمَ، أي: من حيوان غير ناطق، أو من جماد، والأعجم: كل ما لا يفصح- ما كانوا يؤمنون، والأعجمون: جمع أَعْجَم، وهو الذي لا يُفْصِحُ، وإنْ كان عربيّ النَّسَبِ، وكذلك يقال للحيوانات والجمادات، ومنه الحديث: «جُرْحُ العجماء جبار» [[أخرجه البخاري (5/ 33) : كتاب المساقاة: باب من حفر بئرا في ملكه لم يضمن، حديث (2255) ، و «مسلم» (3/ 1334) : كتاب الحدود: باب جرح العجماء والمعدن والبئر جبار، حديث (45/ 1710) ، وأبو داود (14) : كتاب الخراج والإمارة والفيء: باب ما جاء في الركاز وما فيه، حديث (3085) ، والترمذيّ (2/ 418) : كتاب الأحكام: باب ما جاء في العجماء أن جرحها جبار. حديث (1391) ، والنسائي (5/ 45) : كتاب الزكاة: باب المعدل، وابن ماجه (2/ 839) : كتاب اللقطة: باب من أصاب ركازا، حديث (2509) ، ومالك (1/ 249) : كتاب الزكاة: باب زكاة الحديث (9) ، والشافعي (1/ 248) : كتاب الزكاة الباب الرابع في الركاز والمعادن، حديث (671، 672) ، وأبو عبيد (420، 421) : كتاب الخمس وأحكامه وسننه: باب الخمس في المعادن والركاز والطيالسي (ص: 304) ، حديث (2305) ، وابن أبي شيبة (3/ 224، 225) : كتاب الزكاة: باب في الركاز يجدوه القوم، فيه زكاة، وأحمد (2/ 228) ، وابن الجارود (ص: 135) : كتاب الزكاة، حديث (372) ، والبيهقي (4/ 155) : كتاب الزكاة: باب زكاة الركاز، وعبد الرزاق (10/ 66) ، رقم (18373) ، والحميدي (2/ 462) ، رقم (1079) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (3/ 204) ، وأبو يعلى (10/ 437) ، رقم (6050) ، والطبراني في «الصغير» (1/ 120- 121) ، من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس» .]] والعجميّ هو الذي نسبه في العَجَمِ، وإن كان أفصح الناس، وقرأ الحسن [[ينظر: «مختصر الشواذ» ص 109، و «المحتسب» (2/ 132) ، و «الكشاف» (3/ 336) ، و «المحرر الوجيز» (4/ 243) ، و «البحر المحيط» (7/ 40) ، وزاد نسبتها إلى ابن مقسم. وهي في «الدر المصون» (5/ 289) .]] : الأَعْجَمِيِّينَ. قال أبو حاتم: أراد جمع الأعجمي المنسوب إلى العجم. وقال الثعلبيُّ: معنى الآية: ولو نزلناه على رجل ليس بعربيّ اللسان، فقرأه عليهم بغير لغة العرب- لما آمنوا أنفة من اتباعه، انتهى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب