الباحث القرآني

وقوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقاءَنا ... الآية: الرجاء هنا على بابه، وقيل: هو بمعنى الخوف، ولمَا تَمَنَّتْ كُفَّارُ قريش رؤيةَ رَبِّهِمْ أخبر تعالى عنهم أَنَّهُم عَظَّمُوا أَنفسهم، وسألوا ما ليسوا له بأهل. ص لَقَدِ جواب قَسَمٍ محذوف، انتهى. والضمير في قوله: وَيَقُولُونَ قال مجاهد [[أخرجه الطبريّ (9/ 379) برقم (26322) ، وذكره ابن عطية (4/ 206) عن الحسن، وقتادة، والضحاك ومجاهد، وابن كثير (3/ 314) ، والسيوطي (5/ 121) وعزاه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.]] ، وغيرُه: هو للملائكة، والمعنى: يقول الملائكة للمجرمين: حِجْراً محجوراً عليكم البُشْرَى، أي: حراماً مُحَرَّماً، والحِجْرُ: الحرامُ، وقال [مجاهد أيضاً] [[سقط في ج.]] وابن جريج [[أخرجه الطبريّ (9/ 379) برقم (26323) ، وذكره البغوي (3/ 365) ، وابن عطية (4/ 206) ، والسيوطي (5/ 121) ، وعزاه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.]] : الضمير للكافرين المجرمين، قال ابن جريج: كانت العرب إذا كرهوا شيئاً، قالوا: حجرا، قال مجاهد: حجرا عوذاً يستعيذون من الملائكة [[أخرجه الطبريّ (9/ 379) برقم (26321) ، وذكره البغوي (3/ 365) ، وابن عطية (4/ 206) .]] . قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (4/ 206) .]] : ويحتمل أنْ يكونَ المعنى: ويقولون حرام مُحَرَّمٌ علينا العَفْوُ، وقد ذكر أبو عبيدة أنَّ هاتين اللفظتين عوذة للعرب يقولها مَنْ خاف آخَرَ في الحَرَمِ، أو في شهرٍ حرامٍ إذا لقيه وبينهما تِرَةٌ قال الداودِيُّ: وعن مجاهد [[أخرجه الطبريّ (9/ 380) رقم (26324) ، وذكره ابن كثير (3/ 134) .]] : وَقَدِمْنا أي: عمدنا، انتهى. قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (4/ 206) .]] : وَقَدِمْنا أي: قصد حكمنا وإنفاذنا ونحو هذا من الألفاظ اللائقة، ومعنى الآية: وقصدنا إلى أعمالهم التي لا تَزِنُ شَيْئاً فصيرناها هباءً، أي: شَيْئاً لا تحصيلَ له، والهباء: ما يتطايرُ في الهواء من الأجزاء الدقيقة ولا يكاد يرى إلا في الشمس، قاله ابن عباس [[أخرجه الطبريّ (9/ 381) برقم (26331) ، وذكره البغوي (3/ 366) ، وابن عطية (4/ 207) ، والسيوطي (5/ 122) ، وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه.]] وغيره، ومعنى هذه الآية: جعلنا أَعمالهم لا حُكْمَ لها ولا منزلة، ووصف تعالى الهباء في هذه الآية بمنثور، ووصفه في غيرها بمُنْبَثٍّ، فقالت فرقة: هما سواء، وقالت فرقة: المُنْبَثُّ: أرَقُّ وأَدَقُّ من المنثورِ لأَنَّ المنثورَ يقتضي أَنَّ غيره نَثَرَهُ، والمُنْبَثَّ كأنه انبثَّ من دِقَّتِهِ. وقوله تعالى: وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ذهب ابن عباس والنَّخَعِيُّ وابن جريج: إلى أَن حساب الخلق يَكْمُلُ في وقت ارتفاع النهار، وَيَقِيلُ أهلُ الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، فالمقيل: القائلة [[أخرجه الطبريّ (9/ 382) برقم (36336) عن إبراهيم النخعي، (36337) وابن جريج، (36335) وابن عباس، وذكره ابن عطية (4/ 207) ، وابن كثير (3/ 315) عن ابن عباس، والسيوطي (5/ 123) ، وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس، وعزاه لابن المبارك، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وأبي نعيم في «الحلية» عن إبراهيم النخعي.]] . قال ع: ويُحْتَمَلُ أَنَّ اللفظة إنَّما تضمنت تفضيلَ الجَنَّةِ جُمْلَةً، وحُسْنَ هوائها فالعرب تفضِّل البلادَ بحُسنِ المقيل لأَنَّ وقت القائلة يُبْدِي فسادَ هواء البلاد، فإذا كان بلد في وقت فساد الهواء حسناً حاز الفضل، وعلى ذلك شواهد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب