الباحث القرآني

وقوله سبحانه: حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ... الآية، تحتمل «حتى» في هذه الآية أنْ تتعلَّقَ ب يَرْجِعُونَ، وتحتمل أنْ تكون حرفَ ابتداء، وهو الأظهر بسبب «إذا» لأنها تقتضي جواباً، واختلف هنا في الجواب، والذي أقول به: أَنَّ الجواب [في قوله] [[سقط في ج.]] فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ وهذا هو المعنى الذي قُصِدَ ذكرُه. قال ص: قال أبو البقاء: حَتَّى إِذا مُتَعَلِّقَةٌ في المعنى ب حَرامٌ أي: يستمر الامتناع إلى هذا الوقت، ولا عملَ لها في «إذا» . انتهى. وقرأ الجمهور: «فُتِحَتْ» بتخفيف التاء، وقرأ ابن عامر [[ينظر: «السبعة» (431) ، و «الحجة» (5/ 262) ، و «إعراب القراءات» (2/ 67) ، و «معاني القراءات» (2/ 172) ، و «العنوان» (132) ، و «حجة القراءات» (470) ، و «إتحاف» (2/ 267) .]] وحده «فُتِّحَتْ» بالتشديد، ورُوِيَ أنَّ ياجوجَ وماجوجَ يشرفون في كلِّ يوم على الفتح، فيقولون: غداً نفتح، ولا يردون المشيئة إلى الله تعالى، فإذا كان غد وجدوا الرَّدم كأَوَّلِهِ حتى إذا أذن الله تعالى في فتحه، قال قائلهم: غداً نفتحه إن شاء الله تعالى، فيجدونه كما تركوه قريبَ الانفتاح فيفتحونه حينئذٍ. ت وقد تقدم في «سورة الكهف» كثير من أخبار يأجوج ومأجوج فأغنانا عن إعادته، وهذه عادتنا في هذا المُخْتَصَرِ أسأل الله تعالى أن ينفعنا وإيَّاكم به، ويجعلَه لنا نوراً بين أيدينا، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون إلاَّ مَنْ أتى الله بقلب سليم، والحَدَبُ: كل مُسَنَّمٍ من الأرض، كالجبل والظَرِب [[الظرب: كل ما نتأ من الحجارة، وحدّ طرفه، وقيل: هو الجبل المنبسط، وقيل: هو الجبل الصغير، وقيل: الروابي الصغار، والجمع: ظراب. ينظر: «لسان العرب» (2745) .]] والكدية [[الكدية: الأرض المرتفعة، وقيل: هو شيء صلب من الحجارة والطين، وهي أيضا الأرض الغليظة، وقيل: الأرض الصلبة. ينظر: «لسان العرب» (3838) .]] ، والقبر ونحوه. وقالت فرقة: المراد بقوله: وَهُمْ يأجوجُ ومأجوجُ، يعني أنهم يطلعون من كل ثنية ومرتفع ويملؤون الأرضَ من كثرتهم. وقالت فرقة: المراد بقوله: «وهم» جميعُ العالم، وإنَّما هو تعريف بالبعث من القبور. وقرأ ابن مسعود [[وقرأ بها ابن عباس، والكلبي، والضحاك. قال أبو الفتح: هو القبر بلغة أهل الحجاز. ينظر: «المحتسب» (2/ 66) ، و «مختصر الشواذ» (95) ، و «الكشاف» (3/ 135) ، و «المحرر الوجيز» (4/ 100) ، و «البحر المحيط» (6/ 314) ، و «الدر المصون» (5/ 111) .]] : «وَهُمْ مِنْ كُلِّ جَدَثٍ» بالجيم والثاء المثلثة، وهذه القراءة تؤيّد 20 ب/ هذا التأويل، ويَنْسِلُونَ: معناه: يسرعون في تطامن، وأسند الطبريُّ عن أبي سعيد قال: «يخرج يأجوج ومأجوج فلا يتركون أحداً إلاَّ قتلوه، إلاَّ أَهْلَ الحصون، فيمرُّون على بحيرة طبرية فيمر آخرهم فيقول: كان هنا مرة ماء، قال فيبعث الله عليهم النَغَف حتى تكسر أعناقهم، فيقول أهل الحصون: لقد هلك أَعداءُ الله، فيدلون رجلاً ينظر، فيجدهم قد هلكوا، قال: فينزل الله من السماء ماءً فيقذف بهم في البحر، فيطهر الله الأَرض منهم» [[أخرجه ابن ماجه (2/ 1363- 1364) كتاب الفتن: باب فتنة الدجال، حديث (4079) ، وأحمد (3/ 77) ، وأبو يعلى (2/ 377- 378) رقم (1144) ، وابن حبان (1909- موارد) ، والحاكم (4/ 489) ، والطبريّ في «تفسيره» (9/ 86) كلهم من حديث أبي سعيد الخدري. وصححه ابن حبان، والحاكم، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4/ 603) ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]] وفي حديث حذيفة نحوُ هذا، وفي آخره قال: وعند ذلك طلوعُ الشمس من مغربها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب