الباحث القرآني

وقوله سبحانه: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ... الآية: قوله: مِنْ شَيْءٍ لفظٌ عامٌّ في كلِّ شخصٍ وجرْمٍ له ظلٌّ كالجبال والشجر وغير ذلك، وفَاءَ الظِّلُّ رجَعَ، ولا يقالُ: الفيء إلاَّ مِنْ بعد الزوال في مشهور كلام العرب، لكنْ هذه الآية: الاعتبار فيها من أول النَّهار إلى آخره فكأنَّ الآية جاريةٌ في بعْضٍ على تجوُّز كلام العرب واقتضائه، والرؤية، هنا: رؤيةُ القَلْبُ ولكنَّ الاعتبار برؤية القلب هنا إنما تكون في مرئيّات بالعين، وعَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ هنا: فيه تجوُّز وآتساعٌ، وذكَرَ [[ينظر: «تفسير الطبري» (7/ 593) .]] الطبريُّ عن الضَّحِّاك، قال: إذا زالَتِ الشمْسُ، سَجَدَ كلّ شيء قِبَلَ القبْلة من نَبْت أو شجر [[أخرجه الطبري (7/ 593) برقم: (2134) ، وذكره ابن عطية (3/ 398) ، وابن كثير في «تفسيره» (2/ 572) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (4/ 224) ، وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك.]] ولذلك كان الصالحُونَ يستحبُّون الصلاة في ذلك الوقت. قال الداوديّ: وعن النبيّ ﷺ قال: «أربع قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَال تُحْسَبُ بِمِثْلِهِنَّ في صَلاَةِ السَّحَرِ» ، قَالَ: «وَلَيْسَ شَيْءٌ إِلاَّ يُسَبِّحُ لله تلك السّاعة» ، وقرأ: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ ... [[أخرجه الترمذي (5/ 299) كتاب «التفسير» باب: ومن سورة النحل، حديث (3128) من حديث عمر، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.]] الآية كلُّها. انتهى [[أخرجه الترمذي (5/ 299) كتاب «التفسير» باب: ومن سورة النحل، حديث (3128) من طريق علي بن عاصم، عن يحيى البكاء، حدثني عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4/ 224) ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]] . و «الدَّاخر» : المتصاغر المتواضع. وقوله سبحانه: يَخافُونَ رَبَّهُمْ: عامٌّ لجميع الحيوان، ومِنْ فَوْقِهِمْ: يريد: فوقية القَدْر والعَظَمة والقَهْر. وقوله سبحانه: وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: السَّماواتِ هنا: كلُّ ما ارتفع مِنَ الخلق من جهة فَوْقُ، فيدخل في ذلك العرشُ والكرسيُّ وغيرهما، والدِّينُ: الطاعة والمُلْك، و «الواصب» : الدائم قاله ابن عباس [[أخرجه الطبري (7/ 595) برقم: (21642) ، وذكره ابن عطية (3/ 400) ، وابن كثير في «تفسيره» (2/ 572) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (4/ 225) ، وعزاه لابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]] . ثم ذكَّر سبحانه بِنِعَمِهِ، ثم ذَكَّر بأوقاتِ المَرَضِ، والتجاء العِباد إِليه سبحانه، و «الضُّرُّ» ، وإِن كان يعمُّ كل مكروه، فأكثرُ ما يجيء عن أرزاء البدن، وتَجْئَرُونَ معناه: ترفعون أصواتكم باستغاثة وتضرّع.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب