﴿يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ﴾ نزلت في الجلاس بن سويد، فإنه قال: إن كان ما يقول محمد حقاً فنحن شر من الحمير، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فقرأه عليه فحلف انه ما قاله ﴿وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ﴾ يعني ما تقدم من قول الجلاس؛ لأن ذلك يقتضي التكذيب ﴿وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَٰمِهِمْ﴾ لم يقل بعد إيمانهم، لأنهم كانوا يقولون بألسنتهم آمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم ﴿وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ﴾ هم الجلاس بقتل من بلغ تلك الكلمة عنه، وقيل: هم بقتل النبي ﷺ؛ وقيل: الآية نزلت في عبد الله بن أبيّ بن سلول، وكلمة الكفر التي قالها قوله: سمن كلبك يأكلك، وهمه بما لم يناله قوله: ﴿لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ﴾ [المنافقون: ٨] ﴿وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَٰهُمُ ٱللَّهُ﴾ أي ما عابوا إلا الغني الذي كان حقه أن يشكروا عليه، وذلك في الجلاس أو في عبد الله بن أبيّ ﴿فَإِن يَتُوبُواْ﴾ فتح الله لهم باب التوبة فتاب الجلاس وحسن حاله.
{"ayah":"یَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُوا۟ وَلَقَدۡ قَالُوا۟ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُوا۟ بَعۡدَ إِسۡلَـٰمِهِمۡ وَهَمُّوا۟ بِمَا لَمۡ یَنَالُوا۟ۚ وَمَا نَقَمُوۤا۟ إِلَّاۤ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن یَتُوبُوا۟ یَكُ خَیۡرࣰا لَّهُمۡۖ وَإِن یَتَوَلَّوۡا۟ یُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِیمࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرࣲ"}