﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ﴾ أي عبس في وجه الأعمى وأعرض عنه، قال ابن عطية: في مخاطبته بلفظ الغائب مبالغة في العتب؛ لأن في ذلك بعض الإعراض، وقال الزمخشري: في الإخبار بالغيبة زيادة في الإنكار، وقال غيرهما، هو إكرام للنبي ﷺ وتنزيه له عن المخاطبة بالعتاب، وهذا أحسن ﴿أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ﴾ في موضع مفعول من أجله، وهو منصوب بتولى أو عبس. وذكر ابن أم مكتوم بلفظ الأعمى ليدل أن عماه هو الذي أوجب احتقاره، وفي هذا دليل على أن ذكر هذه العاهات جائز إذا كان لمنفعة، أو يشهد صاحبها، ومنه قول المحدثين سليمان الأعمش، وعبد الرحمٰن الأعرج وغير ذلك ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ أي أيّ شيء يطلعك على حال هذا الأعمى ﴿لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ﴾ أي يتطهر وينتفع في دينه بما يسمع منك.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ","أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ","وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ"],"ayah":"عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ"}