﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ﴾ خطاب للزبانية يقوله لهم الله تعالى أو الملائكة بأمر الله ﴿فَغُلُّوهُ﴾ أي اجعلوا غلاً في عنقه؛ وروي أنها نزلت في أبي جهل ﴿ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً﴾ معنى ذرعها أي طولها، واختلف في هذا الذراع فقيل: إنه الذراع المعروف، وقيل: بذراع الملك، وقيل: في الذراع سبعون باعاً، كل باع ما بين مكة والكوفة، ولله در الحسن البصري في قوله: الله أعلم بأي ذراع هي، وجعلها سبعين ذراعاً لإرادة وصفها بالطول، فإن السبعين من الأعداد التي تقصد بها العرب التكثير، ويحتمل أن تكون هذه السلسلة لكل واحد من أهل النار، أو تكون بين جميعهم وقد حكى الثعلبي ذلك ﴿فَاسْلُكُوهُ﴾ أي أدخلوه، روي أنها تلتوي عليه حتى تعمه وتضغطه، فالكلام على هذا على وجهه وهو المسلوك فيها، وإنما قدم قوله: في سلسلة، على اسلكوه، لإرادة الحصر، أي لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة وكذلك قدّم الحميم، على صلّوه، لإرادة الحصر أيضاً ﴿طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ﴾ يحتمل أنه أراد إطعام مسكين، فوضع الاسم موضع المضمر، أو يقدر: لا يحض على بذل طعام المسكين، وأضاف الطعام إلى المسكين؛ لأن له إليه نسبة، ووصفه بأنه لا يحض على طعام المسكين يدل على أنه لا يطعمه من باب أولى، وهذه الآية تدل على عظم الصدقة وفضلها، لأنه قرن منع طعام المسكين بالكفر بالله ﴿فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ﴾ فيه قولان: أحدهما ليس له صديق، والآخر: ليس له شراب ﴿وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ﴾ فإن الحميم الماء الحار، والغسلين صديد أهل النار عند ابن عباس. وقيل: شجر يأكله أهل النار، وقال اللغويون: هو ما يجري من الجراح إذا غسلت وهو فِعْلين من الغسل ﴿ٱلْخَاطِئُونَ﴾ جمع خاطئ وهو الذي يفعل ضد الصواب متعمّداً، والمخطئ الذي يفعله بغير تعمد.
{"ayahs_start":30,"ayahs":["خُذُوهُ فَغُلُّوهُ","ثُمَّ ٱلۡجَحِیمَ صَلُّوهُ","ثُمَّ فِی سِلۡسِلَةࣲ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعࣰا فَٱسۡلُكُوهُ","إِنَّهُۥ كَانَ لَا یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ ٱلۡعَظِیمِ","وَلَا یَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ","فَلَیۡسَ لَهُ ٱلۡیَوۡمَ هَـٰهُنَا حَمِیمࣱ","وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِینࣲ","لَّا یَأۡكُلُهُۥۤ إِلَّا ٱلۡخَـٰطِـُٔونَ"],"ayah":"خُذُوهُ فَغُلُّوهُ"}