﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً﴾ يعني الإناث ﴿وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً﴾ يحتمل أن يريد الإناث أو الأصناف ﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾ معنى يذرؤكم يخلقكم نسلاً بعد نسل وقرناً بعد قرن، وقيل: يكثركم، والضمير المجرور يعود على الجعل الذي يتضمنه قوله: ﴿جَعَلَ لَكُم﴾، وهذا كما تقول كلمت زيداً كلاماً أكرمته فيه، وقيل: الضمير للتزويج الذي دل عليه قوله ﴿أَزْوَاجاً﴾، وقال الزمخشري: تقديره ﴿يَذْرَؤُكُمْ﴾ في هذا التدبير. وهو أن جعل الناس والأنعام أزواجاً، والضمير في يذرؤكم خطاب للناس؛ والأنعام غلَّب فيه العقلاء على غيرهم، فإن قيل: لم قال يذرؤكم فيه وهلا قال يذرؤكم به؟ فالجواب: أن هذا التدبير جعل كالمنبع والمعدن للبث والتكثير قاله الزمخشري ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ تنزيه لله تعالى عن مشابهة المخلوقين، قال كثير من الناس: الكاف زائدة للتأكيد، والمعنى ليس مثله شيء، وقال الطبري وغيره ليست بزائدة، ولكن وضع مثله موضع هو، والمعنى ليس كهو شيء قال الزمخشري: وهذا كما تقول: مثلك لا يبخل، والمراد: أنت لا تبخل، فنفى البخل عن مثله والمراد نفيه عن ذاته.
{"ayah":"فَاطِرُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ أَزۡوَ ٰجࣰا یَذۡرَؤُكُمۡ فِیهِۚ لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ"}