الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ إنَّما أدْعُو رَبِّي ولا أُشْرِكُ بِهِ أحَدًا﴾ قَرَأ العامَّةُ قالَ عَلى الغَيْبَةِ، وقَرَأ عاصِمٌ وحَمْزَةُ: قُلْ حَتّى يَكُونَ نَظِيرًا لِما بَعْدَهُ، وهو قَوْلُهُ: ﴿قُلْ إنِّي لا أمْلِكُ﴾ ﴿قُلْ إنِّي لَنْ يُجِيرَنِي﴾ قالَ مُقاتِلٌ: إنَّ كُفّارَ مَكَّةَ قالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ: ”إنَّكَ جِئْتَ بِأمْرٍ عَظِيمٍ وقَدْ عادَيْتَ النّاسَ كُلَّهم، فارْجِعْ عَنْ هَذا“ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قُلْ إنَّما أدْعُو رَبِّي﴾ وهَذا حُجَّةٌ لِعاصِمٍ وحَمْزَةَ، ومَن قَرَأ ”قالَ“ حَمَلَ ذَلِكَ عَلى أنَّ القَوْمَ لَمّا قالُوا ذَلِكَ، أجابَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّما أدْعُو رَبِّي﴾ فَحَكى اللَّهُ ذَلِكَ عَنْهُ بِقَوْلِهِ ”قالَ“ . أوْ يَكُونُ ذاكَ مِن بَقِيَّةِ حِكايَةِ الجِنِّ أحْوالَ الرَّسُولِ لِقَوْمِهِمْ. ﴿قُلْ إنِّي لا أمْلِكُ لَكم ضَرًّا ولا رَشَدًا﴾ إمّا أنْ يُفَسَّرَ الرَّشَدُ بِالنَّفْعِ حَتّى يَكُونَ تَقْدِيرُ الكَلامِ: لا أمْلِكُ لَكم غَيًّا ولا رَشَدًا، ويَدُلُّ عَلَيْهِ قِراءَةُ أُبَيٍّ غَيًّا ولا رَشَدًا، ومَعْنى الكَلامِ أنَّ النّافِعَ والضّارَّ، والمُرْشِدَ والمُغْوِيَ هو اللَّهُ، وإنَّ أحَدًا مِنَ الخَلْقِ لا قُدْرَةَ لَهُ عَلَيْهِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ إنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أحَدٌ﴾ قالَ مُقاتِلٌ: إنَّهم قالُوا: اتْرُكْ ما تَدْعُو إلَيْهِ ونَحْنُ نُجِيرُكَ، فَقالَ اللَّهُ لَهُ: ﴿قُلْ إنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أحَدٌ﴾ . * * * ثُمَّ قالَ تَعالى: ﴿ولَنْ أجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ أيْ مَلْجَأً وحِرْزًا، قالَ المُبَرِّدُ: مُلْتَحَدًا مِثْلُ قَوْلِكَ مُنْعَرَجًا، والتَحَدَ مَعْناهُ في اللُّغَةِ مالَ، فالمُلْتَحَدُ المَدْخَلُ مِنَ الأرْضِ مِثْلَ السِّرْبِ الذّاهِبِ في الأرْضِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب