الباحث القرآني

واعْلَمْ أنَّهُ تَعالى لَمّا حَكى عَنِ الكُفّارِ هَذا القَوْلَ قالَ: ﴿فاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ﴾ قالَ مُقاتِلٌ: يَعْنِي بِتَكْذِيبَهُمُ الرَّسُولَ وهو قَوْلُهم: ﴿فَكَذَّبْنا وقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ﴾ وقَوْلُهُ: ﴿بِذَنْبِهِمْ﴾ فِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: أنَّ الذَّنْبَ هَهُنا في مَعْنى الجَمْعِ؛ لِأنَّ فِيهِ مَعْنى الفِعْلِ، كَما يُقالُ: خَرَجَ عَطاءُ النّاسِ، أيْ عَطِيّاتِهِمْ هَذا قَوْلُ الفَرّاءِ. والثّانِي: يَجُوزُ أنْ يُرادَ بِالواحِدِ المُضافِ الشّائِعَ، كَقَوْلِهِ: ﴿وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ﴾ (إبْراهِيمَ: ٣٤) . * * * ثُمَّ قالَ: ﴿فَسُحْقًا لِأصْحابِ السَّعِيرِ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: فَبُعْدًا لَهُمُ اعْتَرَفُوا أوْ جَحَدُوا، فَإنَّ ذَلِكَ لا يَنْفَعُهم، والسُّحْقُ البُعْدُ، وفِيهِ لُغَتانِ: التَّخْفِيفُ والتَّثْقِيلُ، كَما تَقُولُ في العُنُقِ والطُّنُبِ، قالَ الزَّجّاجُ: سُحْقًا مَنصُوبٌ عَلى المَصْدَرِ، والمَعْنى أسْحَقَهُمُ اللَّهُ سُحْقًا، أيْ باعَدَهُمُ اللَّهُ مِن رَحْمَتِهِ مُباعَدَةً، وقالَ أبُو عَلِيٍّ الفارِسِيُّ: كانَ القِياسُ سِحاقًا، فَجاءَ المَصْدَرُ عَلى الحَذْفِ كَقَوْلِهِمْ: عَمْرَكَ اللَّهَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب