الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهم بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ﴾ وفِيهِ مَسْألَتانِ: المَسْألَةُ الأُولى: اخْتَلَفُوا في السُّورِ، فَمِنهم مَن قالَ: المُرادُ مِنهُ الحِجابُ والحَيْلُولَةُ، أيِ المُنافِقُونَ مُنِعُوا عَنْ طَلَبِ المُؤْمِنِينَ، وقالَ آخَرُونَ: بَلِ المُرادُ حائِطٌ بَيْنَ الجَنَّةِ والنّارِ، وهو قَوْلُ قَتادَةَ، وقالَ مُجاهِدٌ: هو حِجابُ الأعْرافِ. المَسْألَةُ الثّانِيَةُ: الباءُ في قَوْلِهِ: ﴿بِسُورٍ﴾ صِلَةٌ وهو لِلتَّأْكِيدِ، والتَّقْدِيرُ: ضُرِبَ بَيْنَهم سُورٌ كَذا، قالَهُ الأخْفَشُ، ثُمَّ قالَ: ﴿لَهُ بابٌ﴾ أيْ لِذَلِكَ السُّورِ بابٌ ﴿باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ﴾ أيْ في باطِنِ ذَلِكَ السُّورِ الرَّحْمَةُ، والمُرادُ مِنَ الرَّحْمَةِ الجَنَّةُ الَّتِي فِيها المُؤْمِنُونَ ﴿وظاهِرُهُ﴾ يَعْنِي وخارِجَ السُّورِ ﴿مِن قِبَلِهِ العَذابُ﴾ أيْ مِن قِبَلِهِ يَأْتِيهِمُ العَذابُ، والمَعْنى أنَّ ما يَلِي المُؤْمِنِينَ فَفِيهِ الرَّحْمَةُ، وما يَلِي الكافِرِينَ يَأْتِيهِمْ مِن قِبَلِهِ العَذابُ، والحاصِلُ أنَّ بَيْنَ الجَنَّةِ والنّارِ حائِطٌ وهو السُّورُ، ولِذَلِكَ السُّورِ بابٌ، فالمُؤْمِنُونَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ مِن بابِ ذَلِكَ السُّورِ، والكافِرُونَ يَبْقَوْنَ في العَذابِ والنّارِ. ﴿يُنادُونَهم ألَمْ نَكُنْ مَعَكم قالُوا بَلى ولَكِنَّكم فَتَنْتُمْ أنْفُسَكم وتَرَبَّصْتُمْ وارْتَبْتُمْ وغَرَّتْكُمُ الأمانِيُّ حَتّى جاءَ أمْرُ اللَّهِ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب