الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السّاعَةِ وما تَخْرُجُ مِن ثَمَراتٍ مِن أكْمامِها وما تَحْمِلُ مِن أُنْثى ولا تَضَعُ إلّا بِعِلْمِهِ ويَوْمَ يُنادِيهِمْ أيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنّاكَ ما مِنّا مِن شَهِيدٍ﴾ ﴿وضَلَّ عَنْهم ما كانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وظَنُّوا ما لَهم مِن مَحِيصٍ﴾ ﴿لا يَسْأمُ الإنْسانُ مِن دُعاءِ الخَيْرِ وإنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ﴾ ﴿ولَئِنْ أذَقْناهُ رَحْمَةً مِنّا مِن بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذا لِي وما أظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً ولَئِنْ رُجِعْتُ إلى رَبِّي إنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا ولَنُذِيقَنَّهم مِن عَذابٍ غَلِيظٍ﴾ ﴿وإذا أنْعَمْنا عَلى الإنْسانِ أعْرَضَ ونَأى بِجانِبِهِ وإذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ﴾ ﴿قُلْ أرَأيْتُمْ إنْ كانَ مِن عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَن أضَلُّ مِمَّنْ هو في شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهم أنَّهُ الحَقُّ أوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ ﴿ألا إنَّهم في مِرْيَةٍ مِن لِقاءِ رَبِّهِمْ ألا إنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾
واعْلَمْ أنَّهُ تَعالى لَمّا هَدَّدَ الكُفّارَ في هَذِهِ الآيَةِ المُتَقَدِّمَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ ومَن أساءَ فَعَلَيْها﴾ ومَعْناهُ أنَّ جَزاءَ كُلِّ أحَدٍ يَصِلُ إلَيْهِ في يَوْمِ القِيامَةِ، وكَأنَّ سائِلًا قالَ: ومَتى يَكُونُ ذَلِكَ اليَوْمُ ؟ فَقالَ تَعالى إنَّهُ لا سَبِيلَ لِلْخَلْقِ إلى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ اليَوْمِ ولا يَعْلَمُهُ إلّا اللَّهُ، فَقالَ: ﴿إلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السّاعَةِ﴾ وهَذِهِ الكَلِمَةُ تُفِيدُ الحَصْرَ أيْ: لا يَعْلَمُ وقْتَ السّاعَةِ بِعَيْنِهِ إلّا اللَّهُ، وكَما أنَّ هَذا العِلْمَ لَيْسَ إلّا عِنْدَ اللَّهِ فَكَذَلِكَ العِلْمُ بِحُدُوثِ الحَوادِثِ المُسْتَقْبَلَةِ في أوْقاتِها المُعَيَّنَةِ لَيْسَ إلّا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى، ثُمَّ ذَكَرَ مِن أمْثِلَةِ هَذا البابِ مِثالَيْنِ: أحَدُهُما: قَوْلُهُ: ﴿وما تَخْرُجُ مِن ثَمَراتٍ مِن أكْمامِها﴾ والثّانِي: قَوْلُهُ: ﴿وما تَحْمِلُ مِن أُنْثى ولا تَضَعُ إلّا بِعِلْمِهِ﴾ قالَ أبُو عُبَيْدَةَ: أكْمامُهُ أوْعِيَتُها وهي ما كانَتْ فِيهِ الثَّمَرَةُ، واحِدُها كُمٌّ وكُمَّةٌ، قَرَأ نافِعٌ، وابْنُ عامِرٍ وحَفْصٌ عَنْ عاصِمٍ: مِن ثَمَراتٍ بِالألِفِ عَلى الجَمْعِ والباقُونَ: مِن ثَمَرَةٍ بِغَيْرِ ألِفٍ عَلى الواحِدِ.
واعْلَمْ أنَّ نَظِيرَ هَذِهِ الآيَةِ قَوْلُهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ، فَإنْ قِيلَ: ألَيْسَ أنَّ المُنَجِّمِينَ قَدْ يَتَعَرَّفُونَ مِن طالِعِ سَنَةِ العالَمِ أحْوالًا كَثِيرَةً مِن أحْوالِ العالَمِ، وكَذَلِكَ قَدْ يَتَعَرَّفُونَ مِن طَوالِعِ النّاسِ أشْياءَ مِن أحْوالِهِمْ، وهَهُنا شَيْءٌ آخَرُ يُسَمّى عِلْمَ الرَّمْلِ، وهو كَثِيرُ الإصابَةِ.
وأيْضًا عِلْمُ التَّعْبِيرِ بِالِاتِّفاقِ قَدْ يَدُلُّ عَلى أحْوالِ المُغَيَّباتِ، فَكَيْفَ الجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ العُلُومِ المُشاهَدَةِ وبَيْنَ هَذِهِ الآيَةِ ؟ قُلْنا: إنَّ أصْحابَ هَذِهِ العُلُومِ لا يُمْكِنُهُمُ القَطْعُ والجَزْمُ في شَيْءٍ مِنَ المَطالِبِ البَتَّةَ، وإنَّما الغايَةُ القُصْوى ادِّعاءُ ظَنٍّ ضَعِيفٍ، والمَذْكُورُ في هَذِهِ الآيَةِ أنَّ عِلْمَها لَيْسَ إلّا عِنْدَ اللَّهِ والعِلْمُ هو الجَزْمُ واليَقِينُ، وبِهَذا الطَّرِيقِ زالَتِ المُنافاةُ، واللَّهُ أعْلَمُ، ثُمَّ إنَّهُ تَعالى لَمّا ذَكَرَ القِيامَةَ أرْدَفَهُ بِشَيْءٍ مِن أحْوالِ يَوْمِ القِيامَةِ، وهَذا الَّذِي ذَكَرَهُ هَهُنا شَدِيدُ التَّعَلُّقِ أيْضًا (p-١١٨)بِما وقَعَ الِابْتِداءُ بِهِ في أوَّلِ السُّورَةِ، وذَلِكَ لِأنَّ أوَّلَ السُّورَةِ يَدُلُّ عَلى أنَّ شِدَّةَ نُفُورِهِمْ عَنِ اسْتِماعِ القُرْآنِ إنَّما حَصَلَتْ مِن أجْلِ أنَّ مُحَمَّدًا ﷺ كانَ يَدْعُوهم إلى التَّوْحِيدِ وإلى البَراءَةِ عَنِ الأصْنامِ والأوْثانِ بِدَلِيلِ أنَّهُ قالَ في أوَّلِ السُّورَةِ: ﴿قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكم يُوحى إلَيَّ أنَّما إلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ﴾ [فصلت: ٦] فَذَكَرَ في خاتِمَةِ السُّورَةِ وعِيدَ القائِلِينَ بِالشُّرَكاءِ والأنْدادِ فَقالَ: ﴿ويَوْمَ يُنادِيهِمْ أيْنَ شُرَكائِي﴾ أيْ بِحَسَبِ زَعْمِكم واعْتِقادِكم قالُوا ”آذَنّاكَ“ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: أسْمَعْناكَ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وأذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ﴾ [الانشقاق: ٢] بِمَعْنى سَمِعَتْ، وقالَ الكَلْبِيُّ: أعْلَمْناكَ وهَذا بِعِيدٌ؛ لِأنَّ أهْلَ القِيامَةِ يَعْلَمُونَ اللَّهَ ويَعْلَمُونَ أنَّهُ يَعْلَمُ الأشْياءَ عِلْمًا واجِبًا، فالإعْلامُ في حَقِّهِ مُحالٌ.
* * *
ثُمَّ قالَ: ﴿ما مِنّا مِن شَهِيدٍ﴾ وفِيهِ وُجُوهٌ:
الأوَّلُ: لَيْسَ أحَدٌ مِنّا يَشْهَدُ بِأنَّ لَكَ شَرِيكًا، فالمَقْصُودُ أنَّهم في ذَلِكَ اليَوْمِ يَتَبَرَّءُونَ مِن إثْباتِ الشَّرِيكِ لِلَّهِ تَعالى.
الثّانِي: ما مَنّا مِن أحَدٍ يُشاهِدُهم؛ لِأنَّهم ضَلُّوا عَنْهم وضَلَّتْ عَنْهم آلِهَتُهم لا يُبْصِرُونَها في ساعَةِ التَّوْبِيخِ.
الثّالِثُ: أنَّ قَوْلَهُ: ﴿ما مِنّا مِن شَهِيدٍ﴾ كَلامُ الأصْنامِ فَإنَّ اللَّهَ يُحْيِيها، ثُمَّ إنَّها تَقُولُ ما مَنّا مِن أحَدٍ يَشْهَدُ بِصِحَّةِ ما أضافُوا إلَيْنا مِنَ الشَّرِكَةِ، وعَلى هَذا التَّقْدِيرِ فَمَعْنى أنَّها لا تَنْفَعُهم فَكَأنَّهم ضَلُّوا عَنْهم.
* * *
ثُمَّ قالَ: ﴿وظَنُّوا ما لَهم مِن مَحِيصٍ﴾ وهَذا ابْتِداءُ كَلامٍ مِنَ اللَّهِ تَعالى يَقُولُ: إنَّ الكُفّارَ ظَنُّوا أوَّلًا ثُمَّ أيْقَنُوا أنَّهُ لا مَحِيصَ لَهم عَنِ النّارِ والعَذابِ، ومِنهم مَن قالَ: إنَّهم ظَنُّوا أوَّلًا أنَّهُ لا مَحِيصَ لَهم عَنِ النّارِ، ثُمَّ أيْقَنُوا ذَلِكَ بَعْدَهُ، وهَذا بَعِيدٌ؛ لِأنَّ أهْلَ النّارِ يَعْلَمُونَ أنَّ عِقابَهم دائِمٌ، ولَمّا بَيَّنَ اللَّهُ تَعالى مِن حالِ هَؤُلاءِ الكُفّارِ أنَّهم بَعْدَ أنْ كانُوا مُصِرِّينَ عَلى القَوْلِ بِإثْباتِ الشُّرَكاءِ والأضْدادِ لِلَّهِ في الدُّنْيا تَبَرَّءُوا عَنْ تِلْكَ الشُّرَكاءِ في الآخِرَةِ بَيَّنَ أنَّ الإنْسانَ في جَمِيعِ الأوْقاتِ مُتَبَدِّلُ الأحْوالِ مُتَغَيِّرُ المَنهَجِ، فَإنْ أحَسَّ بِخَيْرٍ وقُدْرَةٍ انْتَفَخَ وتَعَظَّمَ وإنْ أحَسَّ بِبَلاءٍ ومِحْنَةٍ ذَبُلَ.
كَما قِيلَ في المَثَلِ: إنَّ هَذا كالقِرِلّى، إنْ رَأى خَيْرًا تَدَلّى، وإنْ رَأى شَرًّا تَوَلّى، فَقالَ: ﴿لا يَسْأمُ الإنْسانُ مِن دُعاءِ الخَيْرِ وإنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ﴾ مُبالَغَةٌ مِن وجْهَيْنِ:
أحَدُهُما: مِن طَرِيقِ بِناءِ فَعُولٍ. والثّانِي: مِن طَرِيقِ التَّكْرِيرِ واليَأْسِ مِن صِفَةِ القَلْبِ، والقُنُوطُ أنْ يَظْهَرَ آثارٌ لِيَأْسٍ في الوَجْهِ والأحْوالِ الظّاهِرَةِ.
ثُمَّ بَيَّنَ تَعالى أنَّ هَذا الَّذِي صارَ آيِسًا قانِطًا لَوْ عاوَدَتْهُ النِّعْمَةُ والدَّوْلَةُ، وهو المُرادُ مِن قَوْلِهِ: ﴿ولَئِنْ أذَقْناهُ رَحْمَةً مِنّا مِن بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ﴾ فَإنَّ هَذا الرَّجُلَ يَأْتِي بِثَلاثَةِ أنْواعٍ مِنَ الأقاوِيلِ الفاسِدَةِ والمَذاهِبِ الباطِلَةِ المُوجِبَةِ لِلْكُفْرِ والبُعْدِ عَنِ اللَّهِ تَعالى:
فَأوَّلَها أنَّهُ لا بُدَّ وأنْ يَقُولَ: هَذا لِي، وفِيهِ وجْهانِ: الأوَّلُ: مَعْناهُ أنَّ هَذا حَقِّي وصَلَ إلَيَّ، لِأنِّي اسْتَوْجَبْتُهُ بِما حَصَلَ عِنْدِي مِن أنْواعِ الفَضائِلِ وأعْمالِ البِرِّ والقُرْبَةِ مِنَ اللَّهِ ولا يَعْلَمُ المِسْكِينُ أنَّ أحَدًا لا يَسْتَحِقُّ عَلى اللَّهِ شَيْئًا، وذَلِكَ لِأنَّهُ إنْ كانَ ذَلِكَ الشَّخْصُ عارِيًا عَنِ الفَضائِلِ، فَهَذا الكَلامُ ظاهِرُ الفَسادِ وإنْ كانَ مَوْصُوفًا بِشَيْءٍ مِنَ الفَضائِلِ والصِّفاتِ الحَمِيدَةِ، فَهي بِأسْرِها إنَّما حَصَلَتْ لَهُ بِفَضْلِ اللَّهِ وإحْسانِهِ، وإذْ تَفَضَّلَ اللَّهُ بِشَيْءٍ عَلى بَعْضِ عَبِيدِهِ، امْتَنَعَ أنْ يَصِيرَ تَفَضُّلُهُ عَلَيْهِ بِتِلْكَ العَطِيَّةِ سَبَبًا لِأنْ يَسْتَحِقَّ عَلى اللَّهِ شَيْئًا آخَرَ، فَثَبَتَ بِهَذا فَسادُ قَوْلِهِ، إنَّما حَصَلَتْ هَذِهِ الخَيْراتُ بِسَبَبِ اسْتِحْقاقِي، والوَجْهُ (p-١١٩)الثّانِي: أنَّ هَذا لِي أيْ لا يَزُولُ عَنِّي ويَبْقى عَلَيَّ وعَلى أوْلادِي وذُرِّيَّتِي.
والنَّوْعُ الثّانِي مِن كَلِماتِهِمُ الفاسِدَةِ: أنْ يَقُولَ: ﴿وما أظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً﴾ يَعْنِي أنَّهُ يَكُونُ شَدِيدَ الرَّغْبَةِ في الدُّنْيا عَظِيمَ النُّفْرَةِ عَنِ الآخِرَةِ، فَإذا آلَ الأمْرُ إلى أحْوالِ الدُّنْيا يَقُولُ: إنَّها لِي وإذا آلَ الأمْرُ إلى الآخِرَةِ يَقُولُ: ﴿وما أظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً﴾ .
والنَّوْعُ الثّالِثُ مِن كَلِماتِهِمُ الفاسِدَةِ: أنْ يَقُولَ: ﴿ولَئِنْ رُجِعْتُ إلى رَبِّي إنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى﴾ يَعْنِي أنَّ الغالِبَ عَلى الظَّنِّ أنَّ القَوْلَ بِالبَعْثِ والقِيامَةِ باطِلٌ، وبِتَقْدِيرِ أنْ يَكُونَ حَقًّا، فَإنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى، وهَذِهِ الكَلِمَةُ تَدُلُّ عَلى جَزْمِهِمْ بِوُصُولِهِمْ إلى الثَّوابِ مِن وُجُوهٍ:
الأوَّلُ: أنَّ كَلِمَةَ ”إنَّ“ تُفِيدُ التَّأْكِيدَ.
الثّانِي: أنَّ تَقْدِيمَ كَلِمَةِ ”لِي“ تَدُلُّ عَلى هَذا التَّأْكِيدِ.
الثّالِثُ: قَوْلُهُ: ﴿عِنْدَهُ﴾ يَدُلُّ عَلى أنَّ تِلْكَ الخَيْراتِ حاضِرَةٌ مُهَيَّئَةٌ عِنْدَهُ كَما تَقُولُ: لِي عِنْدَ فُلانٍ كَذا مِنَ الدَّنانِيرِ، فَإنَّ هَذا يُفِيدُ كَوْنَها حاضِرَةً عِنْدَهُ، فَلَوْ قُلْتَ: إنَّ لِي عِنْدَ فُلانٍ كَذا مِنَ الدَّنانِيرِ لا يُفِيدُ ذَلِكَ.
والرّابِعُ: اللّامُ في قَوْلِهِ: ﴿لَلْحُسْنى﴾ تُفِيدُ التَّأْكِيدَ.
الخامِسُ: ”لَلْحُسْنى“ يُفِيدُ الكَمالَ في الحُسْنى.
ولَمّا حَكى اللَّهُ تَعالى عَنْهم هَذِهِ الأقْوالَ الثَّلاثَةَ الفاسِدَةَ قالَ: ﴿فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا﴾ أيْ نُظْهِرُ لَهم أنَّ الأمْرَ عَلى ضِدِّ ما اعْتَقَدُوهُ وعَلى عَكْسِ ما تَصَوَّرُوهُ كَما قالَ تَعالى: ﴿وقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنثُورًا﴾ [الفرقان: ٢٣] ﴿ولَنُذِيقَنَّهم مِن عَذابٍ غَلِيظٍ﴾ في مُقابَلَةِ قَوْلِهِمْ: ﴿إنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى﴾ .
* * *
ولَمّا حَكى اللَّهُ تَعالى أقْوالَ الَّذِي أنْعَمَ عَلَيْهِ بَعْدَ وُقُوعِهِ في الآفاتِ حَكى أفْعالَهُ أيْضًا، فَقالَ: ﴿وإذا أنْعَمْنا عَلى الإنْسانِ أعْرَضَ﴾ عَنِ التَّعْظِيمِ لِأمْرِ اللَّهِ والشَّفَقَةِ عَلى خَلْقِ اللَّهِ ﴿ونَأى بِجانِبِهِ﴾ أيْ ذَهَبَ بِنَفْسِهِ وتَكَبَّرَ وتَعَظَّمَ، ثُمَّ إنْ مَسَّهُ الضُّرُّ والفَقْرُ أقْبَلَ عَلى دَوامِ الدُّعاءِ وأخَذَ في الِابْتِهالِ والتَّضَرُّعِ، وقَدِ اسْتُعِيرَ العَرْضُ لِكَثْرَةِ الدِّماءِ ودَوامِهِ وهو مِن صِفاتِ الأجْرامِ ويُسْتَعارُ بِهِ الطُّولُ أيْضًا كَما اسْتُعِيرَ الغِلَظُ لِشِدَّةِ العَذابِ.
واعْلَمْ أنَّهُ تَعالى لَمّا ذَكَرَ الوَعِيدَ العَظِيمَ عَلى الشَّرْطِ وبَيَّنَ أنَّ المُشْرِكِينَ يَرْجِعُونَ عَنِ القَوْلِ بِالشِّرْكِ في يَوْمِ القِيامَةِ، ويُظْهِرُونَ مِن أنْفُسِهِمُ الذِّلَّةَ والخُضُوعَ بِسَبَبِ اسْتِيلاءِ الخَوْفِ عَلَيْهِمْ، وبَيَّنَ أنَّ الإنْسانَ جُبِلَ عَلى التَّبَدُّلِ، فَإنْ وجَدَ لِنَفْسِهِ قُوَّةً بالَغَ في التَّكَبُّرِ والتَّعَظُّمِ، وإنْ أحَسَّ بِالفُتُورِ والضَّعْفِ بالَغَ في إظْهارِ الذِّلَّةِ والمَسْكَنَةِ ذَكَرَ عَقِيبَهُ كَلامًا آخَرَ يُوجِبُ عَلى هَؤُلاءِ الكُفّارِ أنْ لا يُبالِغُوا في إظْهارِ النُّفْرَةِ مِن قَبُولِ التَّوْحِيدِ، وأنْ لا يُفْرِطُوا في إظْهارِ العَداوَةِ مَعَ الرَّسُولِ ﷺ فَقالَ: ﴿قُلْ أرَأيْتُمْ إنْ كانَ مِن عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَن أضَلُّ مِمَّنْ هو في شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ وتَقْرِيرُ هَذا الكَلامِ أنَّكم كُلَّما سَمِعْتُمْ هَذا القُرْآنَ أعْرَضْتُمْ عَنْهُ وما تَأمَّلْتُمْ فِيهِ وبالَغْتُمْ في النُّفْرَةِ عَنْهُ حَتّى قُلْتُمْ: ﴿قُلُوبُنا في أكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إلَيْهِ وفي آذانِنا وقْرٌ﴾ .
ثُمَّ مِنَ المَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ أنَّهُ لَيْسَ العِلْمُ بِكَوْنِ القُرْآنِ باطِلًا عِلْمًا بَدِيهِيًّا، ولَيْسَ العِلْمُ بِفَسادِ القَوْلِ بِالتَّوْحِيدِ والنُّبُوَّةِ عِلْمًا بَدِيهِيًّا، فَقَبْلَ الدَّلِيلِ يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ صَحِيحًا وأنْ يَكُونَ فاسِدًا، بِتَقْدِيرِ أنْ يَكُونَ صَحِيحًا كانَ إصْرارُكم عَلى دَفْعِهِ مِن أعْظَمِ مُوجِباتِ العِقابِ، فَهَذا الطَّرِيقُ يُوجِبُ عَلَيْكم أنْ تَتْرُكُوا هَذِهِ الثَّغْرَةَ، وأنْ تَرْجِعُوا إلى النَّظْرَةِ والِاسْتِدْلالِ، فَإنْ دَلَّ الدَّلِيلُ عَلى صِحَّتِهِ قَبِلْتُمُوهُ، وإنْ دَلَّ عَلى فَسادِهِ تَرَكْتُمُوهُ، فَأمّا قَبْلَ الدَّلِيلِ فالإصْرارُ عَلى الدَّفْعِ والإعْراضِ بَعِيدٌ عَنِ العَقْلِ، وقَوْلُهُ: ﴿مِمَّنْ هو في شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ مِنكم بَيانًا بِحالِهِمْ وصِفاتِهِمْ، ولَمّا ذَكَرَ هَذِهِ الوُجُوهَ الكَثِيرَةَ في تَقْرِيرِ التَّوْحِيدِ والنُّبُوَّةِ، وأجابَ عَنْ شُبَهاتِ المُشْرِكِينَ وتَمْوِيهاتِ الضّالِّينَ قالَ (p-١٢٠): ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهم أنَّهُ الحَقُّ﴾ قالَ الواحِدِيُّ: واحِدُ الآفاقِ أُفُقٌ وهو النّاحِيَةُ مِن نَواحِي الأرْضِ، وكَذَلِكَ آفاقُ السَّماءِ ونَواحِيها وأطْرافُها، وفي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِمْ﴾ قَوْلانِ الأوَّلُ: أنَّ المُرادَ بِآياتِ الآفاقِ الآياتُ الفَلَكِيَّةُ والكَوْكَبِيَّةُ وآياتُ اللَّيْلِ والنَّهارِ وآياتُ الأضْواءِ والإضْلالِ والظُّلُماتِ وآياتُ عالَمِ العَناصِرِ الأرْبَعَةِ وآياتُ المَوالِيدِ الثَّلاثَةِ، وقَدْ أكْثَرَ اللَّهُ مِنها في القُرْآنِ، وقَوْلُهُ: ﴿وفِي أنْفُسِهِمْ﴾ المُرادُ مِنها الدَّلائِلُ المَأْخُوذَةُ مِن كَيْفِيَّةِ تَكَوُّنِ الأجِنَّةِ في ظُلُماتِ الأرْحامِ وحُدُوثِ الأعْضاءِ العَجِيبَةِ والتَّرْكِيباتِ الغَرِيبَةِ، كَما قالَ تَعالى: ﴿وفِي أنْفُسِكم أفَلا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: ٢١] يَعْنِي نُرِيهِمْ مِن هَذِهِ الدَّلائِلِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى إلى أنْ تَزُولَ الشُّبُهاتُ عَنْ قُلُوبِهِمْ، ويَحْصُلَ فِيها الجَزْمُ والقَطْعُ بِوُجُودِ الإلَهِ القادِرِ الحَكِيمِ العَلِيمِ المُنَزَّهِ عَنِ المِثْلِ والضِّدِّ، فَإنْ قِيلَ: هَذا الوَجْهُ ضَعِيفٌ؛ لِأنَّ قَوْلَهُ تَعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ﴾ يَقْتَضِي أنَّهُ تَعالى ما أطْلَعَهم عَلى تِلْكَ الآياتِ إلى الآنِ وسَيُطْلِعُهم عَلَيْها بَعْدَ ذَلِكَ.
والآياتُ المَوْجُودَةُ في العالَمِ الأعْلى والأسْفَلِ قَدْ كانَ اللَّهُ أطْلَعَهم عَلَيْها قَبْلَ ذَلِكَ فَثَبَتَ أنَّهُ تَعَذَّرَ حَمْلُ هَذا اللَّفْظِ عَلى هَذا الوَجْهِ، قُلْنا: إنَّ القَوْمَ وإنْ كانُوا قَدْ رَأوْا هَذِهِ الأشْياءَ إلّا أنَّ العَجائِبَ الَّتِي أوْدَعَها اللَّهُ تَعالى في هَذِهِ الأشْياءِ مِمّا لا نِهايَةَ لَها، فَهو تَعالى يُطْلِعُهم عَلى تِلْكَ العَجائِبِ زَمانًا فَزَمانًا، ومِثالُهُ كُلُّ أحَدٍ رَأى بِعَيْنِهِ بِنْيَةَ الإنْسانِ وشاهَدَها، إلّا أنَّ العَجائِبَ الَّتِي أبْدَعَها اللَّهُ في تَرْكِيبِ هَذا البَدَنِ كَثِيرَةٌ وأكْثَرُ النّاسِ لا يَعْرِفُونَها، والَّذِي وقَفَ عَلى شَيْءٍ مِنها فَكُلَّما ازْدادَ وُقُوفًا عَلى تِلْكَ العَجائِبِ والغَرائِبِ فَصَحَّ بِهَذا الطَّرِيقِ قَوْلُهُ: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِمْ﴾ .
والقَوْلُ الثّانِي: أنَّ المُرادَ بِآياتِ الآفاقِ فَتْحُ البِلادِ المُحِيطَةِ بِمَكَّةَ وبِآياتِ أنْفُسِهِمْ فَتْحُ مَكَّةَ والقائِلُونَ بِهَذا القَوْلِ رَجَّحُوهُ عَلى القَوْلِ الأوَّلِ لِأجْلِ أنْ قَوْلَهُ: ﴿سَنُرِيهِمْ﴾ يَلِيقُ بِهَذا الوَجْهِ ولا يَلِيقُ بِالأوَّلِ، إلّا أنّا أجَبْنا عَنْهُ بِأنَّ قَوْلَهُ ﴿سَنُرِيهِمْ﴾ لائِقٌ بِالوَجْهِ الأوَّلِ كَما قَرَّرْناهُ، فَإنْ قِيلَ حَمْلُ الآيَةِ عَلى هَذا الوَجْهِ بَعِيدٌ لِأنَّ أقْصى ما في البابِ أنَّ مُحَمَّدًا ﷺ اسْتَوْلى عَلى بَعْضِ البِلادِ المُحِيطَةِ بِمَكَّةَ، ثُمَّ اسْتَوْلى عَلى مَكَّةَ إلّا أنَّ الِاسْتِيلاءَ عَلى بَعْضِ البِلادِ لا يَدُلُّ عَلى كَوْنِ المُسْتَوْلِي مُحِقًّا، فَإنّا نَرى أنَّ الكُفّارَ قَدْ يَحْصُلُ لَهُمُ اسْتِيلاءٌ عَلى بِلادِ الإسْلامِ وعَلى مُلُوكِهِمْ، وذَلِكَ لا يَدُلُّ عَلى كَوْنِهِمْ مُحِقِّينَ، ولِهَذا السَّبَبِ قُلْنا: إنَّ حَمْلَ الآيَةِ عَلى الوَجْهِ الأوَّلِ أوْلى.
ثُمَّ نَقُولُ: إنْ أرَدْنا تَصْحِيحَ هَذا الوَجْهِ، قُلْنا: إنّا لا نَسْتَدِلُّ بِمُجَرَّدِ اسْتِيلاءِ مُحَمَّدٍ ﷺ عَلى تِلْكَ البِلادِ عَلى كَوْنِهِ مُحِقًّا في ادِّعاءِ النُّبُوَّةِ، بَلْ نَسْتَدِلُّ بِهِ مِن حَيْثُ إنَّهُ ﷺ أخْبَرَ عَنْ مَكَّةَ أنَّهُ يَسْتَوْلِي عَلَيْها ويَقْهَرُ أهْلَها ويَصِيرُ أصْحابُهُ قاهِرِينَ لِلْأعْداءِ، فَهَذا إخْبارٌ عَنِ الغَيْبِ، وقَدْ وقَعَ مُخْبَرُهُ مُطابِقًا لِخَبَرِهِ، فَيَكُونُ هَذا إخْبارًا صِدْقًا عَنِ الغَيْبِ، والإخْبارُ عَنِ الغَيْبِ مُعْجِزَةٌ، فَبِهَذا الطَّرِيقِ يُسْتَدَلُّ بِحُصُولِ هَذا الِاسْتِيلاءِ عَلى كَوْنِ هَذا الدِّينِ حَقًّا.
* * *
ثُمَّ قالَ: ﴿أوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ وقَوْلُهُ: ﴿بِرَبِّكَ﴾ في مَوْضِعِ الرَّفْعِ عَلى أنَّهُ فاعِلٌ: ﴿يَكْفِ﴾ و﴿أنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ بَدَلٌ مِنهُ، وتَقْدِيرُهُ: أوَلَمْ يَكْفِهِمْ أنَّ رَبَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، ومَعْنى كَوْنِهِ تَعالى شَهِيدًا عَلى الأشْياءِ أنَّهُ خَلَقَ الدَّلائِلَ عَلَيْها، وقَدِ اسْتَقْصَيْنا ذَلِكَ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: ﴿قُلْ أيُّ شَيْءٍ أكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ١٩] والمَعْنى ألَمْ تَكْفِهِمْ هَذِهِ الدَّلائِلُ الكَثِيرَةُ الَّتِي أُوْضَحَها اللَّهُ تَعالى وقَرَّرَها في هَذِهِ السُّورَةِ وفي كُلِّ سُوَرِ القُرْآنِ الدّالَّةِ عَلى التَّوْحِيدِ والتَّنْزِيهِ والعَدْلِ والنُّبُوَّةِ.
ثُمَّ خَتَمَ السُّورَةَ بِقَوْلِهِ: ﴿ألا إنَّهم في مِرْيَةٍ مِن لِقاءِ رَبِّهِمْ﴾ أيْ إنَّ القَوْمَ في شَكٍّ عَظِيمِ وشُبْهَةٍ شَدِيدَةٍ مِنَ البَعْثِ والقِيامَةِ، وقُرِئَ (في مُرْيَةٍ) بِالضَّمِّ.
(p-١٢١)ثُمَّ قالَ: ﴿ألا إنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ أيْ عالِمٌ بِجَمِيعِ المَعْلُوماتِ الَّتِي لا نِهايَةَ لَها فَيَعْلَمُ بَواطِنَ هَؤُلاءِ الكُفّارِ وظَواهِرَهم، ويُجازِي كُلَّ أحَدٍ عَلى فِعْلِهِ بِحَسَبِ ما يَلِيقُ بِهِ إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وإنْ شَرًّا فَشَرٌّ، فَإنْ قِيلَ قَوْلُهُ: ﴿ألا إنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ يَقْتَضِي أنْ تَكُونَ عُلُومُهُ مُتَناهِيَةً، قُلْنا قَوْلُهُ: ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ يَقْتَضِي أنْ يَكُونَ عِلْمُهُ مُحِيطًا بِكُلِّ شَيْءٍ مِنَ الأشْياءِ، فَهَذا يَقْتَضِي كَوْنَ كُلِّ واحِدٍ مِنها مُتَناهِيًا، لا كَوْنَ مَجْمُوعِها مُتَناهِيًا، واللَّهُ أعْلَمُ بِالصَّوابِ.
{"ayahs_start":47,"ayahs":["۞ إِلَیۡهِ یُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَ ٰتࣲ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَیَوۡمَ یُنَادِیهِمۡ أَیۡنَ شُرَكَاۤءِی قَالُوۤا۟ ءَاذَنَّـٰكَ مَا مِنَّا مِن شَهِیدࣲ","وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَدۡعُونَ مِن قَبۡلُۖ وَظَنُّوا۟ مَا لَهُم مِّن مَّحِیصࣲ","لَّا یَسۡـَٔمُ ٱلۡإِنسَـٰنُ مِن دُعَاۤءِ ٱلۡخَیۡرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَیَـُٔوسࣱ قَنُوطࣱ","وَلَىِٕنۡ أَذَقۡنَـٰهُ رَحۡمَةࣰ مِّنَّا مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّاۤءَ مَسَّتۡهُ لَیَقُولَنَّ هَـٰذَا لِی وَمَاۤ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَاۤىِٕمَةࣰ وَلَىِٕن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّیۤ إِنَّ لِی عِندَهُۥ لَلۡحُسۡنَىٰۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِمَا عَمِلُوا۟ وَلَنُذِیقَنَّهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِیظࣲ","وَإِذَاۤ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَـٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَاۤءٍ عَرِیضࣲ","قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِی شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ","سَنُرِیهِمۡ ءَایَـٰتِنَا فِی ٱلۡـَٔافَاقِ وَفِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ یَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ","أَلَاۤ إِنَّهُمۡ فِی مِرۡیَةࣲ مِّن لِّقَاۤءِ رَبِّهِمۡۗ أَلَاۤ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَیۡءࣲ مُّحِیطُۢ"],"ayah":"سَنُرِیهِمۡ ءَایَـٰتِنَا فِی ٱلۡـَٔافَاقِ وَفِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ یَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق