الباحث القرآني
القِصَّةُ السّابِعَةُ: قِصَّةُ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ
(p-١٤٠)﴿كَذَّبَ أصْحابُ الأيْكَةِ المُرْسَلِينَ﴾ ﴿إذْ قالَ لَهم شُعَيْبٌ ألا تَتَّقُونَ﴾ ﴿إنِّي لَكم رَسُولٌ أمِينٌ﴾ ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ وأطِيعُونِ﴾ ﴿وما أسْألُكم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنْ أجْرِيَ إلّا عَلى رَبِّ العالَمِينَ﴾ ﴿أوْفُوا الكَيْلَ ولا تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ﴾ ﴿وزِنُوا بِالقِسْطاسِ المُسْتَقِيمِ﴾ ﴿ولا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهم ولا تَعْثَوْا في الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ ﴿واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكم والجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ﴾ ﴿قالُوا إنَّما أنْتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ﴾ ﴿وما أنْتَ إلّا بَشَرٌ مِثْلُنا وإنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الكاذِبِينَ﴾ ﴿فَأسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفًا مِنَ السَّماءِ إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ ﴿قالَ رَبِّي أعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ﴾ ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأخَذَهم عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ ﴿إنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً وما كانَ أكْثَرُهم مُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وإنَّ رَبَّكَ لَهو العَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾? قَوْلُهُ تَعالى: ﴿كَذَّبَ أصْحابُ الأيْكَةِ المُرْسَلِينَ﴾ ﴿إذْ قالَ لَهم شُعَيْبٌ ألا تَتَّقُونَ﴾ ﴿إنِّي لَكم رَسُولٌ أمِينٌ﴾ ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ وأطِيعُونِ﴾ ﴿وما أسْألُكم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنْ أجْرِيَ إلّا عَلى رَبِّ العالَمِينَ﴾ ﴿أوْفُوا الكَيْلَ ولا تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ﴾ ﴿وزِنُوا بِالقِسْطاسِ المُسْتَقِيمِ﴾ ﴿ولا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهم ولا تَعْثَوْا في الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ ﴿واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكم والجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ﴾ ﴿قالُوا إنَّما أنْتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ﴾ ﴿وما أنْتَ إلّا بَشَرٌ مِثْلُنا وإنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الكاذِبِينَ﴾ ﴿فَأسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفًا مِنَ السَّماءِ إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ ﴿قالَ رَبِّي أعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ﴾ ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأخَذَهم عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ ﴿إنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً وما كانَ أكْثَرُهم مُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وإنَّ رَبَّكَ لَهو العَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ .
قُرِئَ ﴿أصْحابُ الأيْكَةِ﴾ بِالهَمْزَةِ وبِتَخْفِيفِها وبِالجَرِّ عَلى الإضافَةِ وهو الوجه، ومَن قَرَأ بِالنَّصْبِ وزَعَمَ أنَّ أيْكَةً بِوَزْنِ لَيْلَةٍ اسْمُ بَلَدٍ يُعْرَفُ فَتَوَهُّمٌ قادَ إلَيْهِ خَطُّ المُصْحَفِ حَيْثُ وُجِدَتْ مَكْتُوبَةً في هَذِهِ السُّورَةِ وفي سُورَةِ ص بِغَيْرِ ألِفٍ لَكِنْ قَدْ كُتِبَتْ في سائِرِ القُرْآنِ عَلى الأصْلِ والقِصَّةُ واحِدَةٌ عَلى أنَّ أيْكَةً اسْمٌ لا يُعْرَفُ، رُوِيَ أنَّ أصْحابَ الأيْكَةِ كانُوا أصْحابَ شَجَرٍ مُلْتَفٍّ وتِلْكَ الشَّجَرُ هي الَّتِي حِمْلُها المُقْلُ، فَإنْ قِيلَ: هَلّا قالَ أخُوهم شُعَيْبٌ كَما في سائِرِ المَواضِعِ، جَوابُهُ: أنَّ شُعَيْبًا لَمْ يَكُنْ مِن أصْحابِ الأيْكَةِ، وفي الحَدِيثِ: ”«إنَّ شُعَيْبًا أخا مَدْيَنَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ وإلى أصْحابِ الأيْكَةِ» “ .
ثُمَّ إنَّ شُعَيْبًا عَلَيْهِ السَّلامُ أمَرَهم بِأشْياءَ:
أحَدُها: قَوْلُهُ: ﴿أوْفُوا الكَيْلَ ولا تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ﴾ وذَلِكَ لِأنَّ الكَيْلَ عَلى ثَلاثَةِ أضْرُبٍ: وافٍ وطَفِيفٌ وزائِدٌ، فَأمَرَ بِالواجِبِ الَّذِي هو الإيفاءُ بِقَوْلِهِ: ﴿أوْفُوا الكَيْلَ﴾ ونَهى عَنِ المُحَرَّمِ الَّذِي هو التَّطْفِيفُ بِقَوْلِهِ: ﴿ولا تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ﴾ ولَمْ يَذْكُرِ الزّائِدَ لِأنَّهُ بِحَيْثُ إنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أحْسَنَ وإنْ لَمْ يَفْعَلْهُ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ إنَّهُ لَمّا أمَرَ بِالإيفاءِ بَيَّنَ أنَّهُ كَيْفَ يَفْعَلُ فَقالَ: ﴿وزِنُوا بِالقِسْطاسِ المُسْتَقِيمِ﴾ قُرِئَ ”بِالقِسْطاسِ“ مَضْمُومًا ومَكْسُورًا وهو المِيزانُ، وقِيلَ: القَرَسْطُونُ.
وثانِيها: قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهُمْ﴾ يُقالُ: بَخَسَهُ حَقَّهُ إذا نَقَصَهُ إيّاهُ، وهَذا عامٌّ في كُلِّ حَقٍّ يَثْبُتُ لِأحَدٍ أنْ لا يُهْضَمَ وفي كُلِّ مِلْكٍ أنْ لا يُغْصَبَ مالِكُهُ ولا يُتَصَرَّفُ فِيهِ إلّا بِإذْنِهِ تَصَرُّفًا شَرْعِيًّا.
وثالِثُها: قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تَعْثَوْا في الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ يُقالُ: عَثا في الأرْضِ وعَثِيَ وعاثَ وذَلِكَ نَحْوُ قَطْعِ الطَّرِيقِ والغارَةِ وإهْلاكِ الزَّرْعِ، وكانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مَعَ تَوْلِيَتِهِمْ أنْواعَ الفَسادِ فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ.
ورابِعُها: قَوْلُهُ تَعالى: ﴿واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكم والجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ﴾ وقُرِئَ ”الجُبُلَّةَ“ بِوَزْنِ الأُبُلَّةِ وقُرِئَ ”الجِبْلَةَ“ بِوَزْنِ الخِلْقَةِ ومَعْناهُنَّ واحِدٌ أيْ ذَوِي الجِبِلَّةِ، والمُرادُ أنَّهُ المُتَفَضِّلُ بِخَلْقِهِمْ وخَلْقِ مَن تَقَدَّمَهم مِمَّنْ لَوْلا خَلْقُهم لَما كانُوا مَخْلُوقِينَ، (p-١٤١)فَلَمْ يَكُنْ لِلْقَوْمِ جَوابٌ إلّا ما لَوْ تَرَكُوهُ لَكانَ أوْلى بِهِمْ وهو مِن وجْهَيْنِ:
الأوَّلُ: قَوْلُهم: ﴿إنَّما أنْتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ﴾ و﴿ما أنْتَ إلّا بَشَرٌ مِثْلُنا﴾ فَإنْ قِيلَ: هَلِ اخْتَلَفَ المَعْنى بِإدْخالِ الواوِ هَهُنا وتَرْكِها في قِصَّةِ ثَمُودَ ؟ جَوابُهُ: إذا دَخَلَتِ الواوُ فَقَدْ قُصِدَ مَعْنَيانِ كِلاهُما مُنافٍ لِلرِّسالَةِ عِنْدَهُمُ السِّحْرُ والبَشَرِيَّةُ وإذا تُرِكَتِ الواوُ فَلَمْ يَقْصِدُوا إلّا مَعْنًى واحِدًا وهو كَوْنُهُ مُسَحَّرًا ثُمَّ قَرَّرَهُ بِكَوْنِهِ بَشَرًا مِثْلَهم.
الثّانِي: قَوْلُهم: ﴿وإنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الكاذِبِينَ﴾ ومَعْناهُ ظاهِرٌ، ثُمَّ إنَّ شُعَيْبًا عَلَيْهِ السَّلامُ كانَ يَتَوَعَّدُهم بِالعَذابِ إنِ اسْتَمَرُّوا عَلى التَّكْذِيبِ فَقالُوا: ﴿فَأسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفًا مِنَ السَّماءِ﴾ قُرِئَ ”كِسْفًا“ بِالسُّكُونِ والحَرَكَةِ وكِلاهُما جَمْعُ كِسْفَةٍ وهي القِطْعَةُ والسَّماءُ السَّحابُ أوِ الظُّلَّةُ، وهم إنَّما طَلَبُوا ذَلِكَ لِاسْتِبْعادِهِمْ وُقُوعَهُ فَظَنُّوا أنَّهُ إذا لَمْ يَقَعْ ظَهَرَ كَذِبُهُ فَعِنْدَهُ قالَ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: ﴿رَبِّي أعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ﴾ فَلَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ بَلْ فَوَّضَ الأمْرَ فِيهِ إلى اللَّهِ تَعالى فَلَمّا اسْتَمَرُّوا عَلى التَّكْذِيبِ أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ العَذابَ عَلى ما اقْتَرَحُوا مِن عَذابِ يَوْمِ الظُّلَّةِ إنْ أرادُوا بِالسَّماءِ السَّحابَ، وإنْ أرادُوا الظُّلَّةَ فَقَدْ خالَفَ بِهِمْ عَنْ مُقْتَرَحِهِمْ، يُرْوى أنَّهُ حَبَسَ عَنْهُمُ الرِّيحَ سَبْعًا وسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الرَّمْلَ فَأخَذَ بِأنْفاسِهِمْ، لا يَنْفَعُهم ظِلٌّ ولا ماءٌ فاضْطُرُّوا إلى أنْ خَرَجُوا إلى البَرِّيَّةِ فَأظَلَّتْهم سَحابَةٌ وجَدُوا لَها بَرَدًا ونَسِيمًا فاجْتَمَعُوا تَحْتَها فَأمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ نارًا فاحْتَرَقُوا، ورُوِيَ أنَّ شُعَيْبًا بُعِثَ إلى أُمَّتَيْنِ أصْحابِ مَدْيَنَ وأصْحابِ الأيْكَةِ فَأُهْلِكَتْ مَدْيَنُ بِصَيْحَةِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ وأصْحابُ الأيْكَةِ بِعَذابِ يَوْمِ الظُّلَّةِ، وهَهُنا آخِرُ الكَلامِ في هَذِهِ القَصَصِ السَّبْعِ الَّتِي ذَكَرَها اللَّهُ تَعالى في هَذِهِ السُّورَةِ تَسْلِيَةً لِمُحَمَّدٍ ﷺ فِيما نالَهُ مِنَ الغَمِّ الشَّدِيدِ، بَقِيَ هَهُنا سُؤالانِ:
السُّؤالُ الأوَّلُ: لِمَ لا يَجُوزُ أنْ يُقالَ: إنَّ العَذابَ النّازِلَ بِعادٍ وثَمُودَ وقَوْمِ لُوطٍ وغَيْرِهِمْ ما كانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ وعِنادِهِمْ، بَلْ كانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ قِراناتِ الكَواكِبِ واتِّصالاتِها عَلى ما اتَّفَقَ عَلَيْهِ أهْلُ النُّجُومِ ؟ وإذا قامَ هَذا الِاحْتِمالُ لَمْ يَحْصُلِ الِاعْتِبارُ بِهَذِهِ القَصَصِ، لِأنَّ الِاعْتِبارَ إنَّما يَحْصُلُ أنْ لَوْ عَلِمْنا أنَّ نُزُولَ هَذا العَذابِ كانَ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ وعِنادِهِمْ.
الثّانِي: أنَّ اللَّهَ تَعالى قَدْ يُنْزِلُ العَذابَ مِحْنَةً لِلْمُكَلَّفِينَ وابْتِلاءً لَهم عَلى ما قالَ: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكم حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكم والصّابِرِينَ﴾ [محمد: ٣١] ولِأنَّهُ تَعالى قَدِ ابْتَلى المُؤْمِنِينَ بِالبَلاءِ العَظِيمِ في مَواضِعَ كَثِيرَةٍ وإذا كانَ كَذَلِكَ لَمْ يَدُلَّ نُزُولُ البَلاءِ بِهِمْ عَلى كَوْنِهِمْ مُبْطِلِينَ، والجَوابُ: أنَّ اللَّهَ تَعالى أنْزَلَ هَذِهِ القَصَصَ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ تَسْلِيَةً وإزالَةً لِلْحُزْنِ عَنْ قَلْبِهِ، فَلَمّا أخْبَرَ اللَّهُ تَعالى مُحَمَّدًا أنَّهُ هو الَّذِي أنْزَلَ العَذابَ عَلَيْهِمْ، وأنَّهُ إنَّما أنْزَلَهُ عَلَيْهِمْ جَزاءً عَلى كُفْرِهِمْ، عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ أنَّ الأمْرَ كَذَلِكَ، فَحِينَئِذٍ يَحْصُلُ بِهِ التَّسَلِّي والفَرَحُ لَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ، واحْتَجَّ بَعْضُ النّاسِ عَلى القَدْحِ في عِلْمِ الأحْكامِ بِأنْ قالَ: المُؤَثِّرُ في هَذِهِ الأشْياءِ، إمّا الكَواكِبُ أوِ البُرُوجُ أوْ كَوْنُ الكَوْكَبِ في البُرْجِ المُعَيَّنِ، والأوَّلُ باطِلٌ، وإلّا لَحَصَلَتْ هَذِهِ الآثارُ أيْنَ حَصَلَ الكَوْكَبُ، والثّانِي أيْضًا باطِلٌ، وإلّا لَزِمَ دَوامُ الأثَرِ بِدَوامِ البُرْجِ، والثّالِثُ أيْضًا باطِلٌ؛ لِأنَّ الفَلَكَ عَلى قَوْلِهِمْ بَسِيطٌ لا مُرَكَّبٌ فَيَكُونُ طَبْعُ كُلِّ بُرْجٍ مُساوِيًا لِطَبْعِ البُرْجِ الآخَرِ في تَمامِ الماهِيَّةِ، فَيَكُونُ حالُ الكَوْكَبِ وهو في بُرْجِهِ كَحالِهِ وهو في بُرْجٍ آخَرَ، فَيَلْزَمُ أنْ يَدُومَ ذَلِكَ الأثَرُ بِدَوامِ الكَوْكَبِ، ولِلْقَوْمِ أنْ يَقُولُوا: لِمَ لا يَجُوزُ أنْ يَكُونَ صُدُورُ الأثَرِ عَنِ الكَوْكَبِ المُعَيَّنِ مَوْقُوفًا عَلى كَوْنِهِ مُسامِتًا مُسامَتَةً مَخْصُوصَةً لِكَوْكَبٍ آخَرَ، فَإذا فُقِدَتْ تِلْكَ المُسامَتَةُ فُقِدَ شَرْطُ التَّأْثِيرِ فَلا يَحْصُلُ التَّأْثِيرُ. ولَهم أنْ يَقُولُوا: هَذِهِ الدَّلالَةُ، إنَّما تَدُلُّ عَلى أنَّها لَيْسَتْ مُؤَثِّرَةً بِحَسَبِ ذَواتِها وطَبائِعِها، ولَكِنَّها لا تَدُلُّ عَلى أنَّها لَيْسَتْ مُؤَثِّرَةً بِحَسَبِ جَرْيِ العادَةِ، فَإذا أجْرى اللَّهُ تَعالى (p-١٤٢)عادَتَهُ بِحُصُولِ تَأْثِيراتٍ مَخْصُوصَةٍ عَقِيبَ اتِّصالاتِ الكَواكِبِ وقِراناتِها وأدْوارِها لَمْ يَلْزَمْ مِن حُصُولِ هَذِهِ الآثارِ القَطْعُ بِأنَّ اللَّهَ تَعالى إنَّما خَلَقَها لِأجْلِ زَجْرِ الكُفّارِ بَلْ لَعَلَّهُ تَعالى خَلَقَها تَكْرِيرًا لِتِلْكَ العاداتِ واللَّهُ أعْلَمُ.
{"ayahs_start":176,"ayahs":["كَذَّبَ أَصۡحَـٰبُ لۡـَٔیۡكَةِ ٱلۡمُرۡسَلِینَ","إِذۡ قَالَ لَهُمۡ شُعَیۡبٌ أَلَا تَتَّقُونَ","إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ","فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ","وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","۞ أَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُخۡسِرِینَ","وَزِنُوا۟ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِیمِ","وَلَا تَبۡخَسُوا۟ ٱلنَّاسَ أَشۡیَاۤءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ","وَٱتَّقُوا۟ ٱلَّذِی خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِینَ","قَالُوۤا۟ إِنَّمَاۤ أَنتَ مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِینَ","وَمَاۤ أَنتَ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ","فَأَسۡقِطۡ عَلَیۡنَا كِسَفࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِینَ","قَالَ رَبِّیۤ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ","فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمۡ عَذَابُ یَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمٍ","إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِینَ","وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ","وَإِنَّهُۥ لَتَنزِیلُ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ"],"ayah":"وَلَا تَبۡخَسُوا۟ ٱلنَّاسَ أَشۡیَاۤءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق