الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإنَّكَ لَتَدْعُوهم إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ﴿وإنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ﴾ ﴿ولَوْ رَحِمْناهم وكَشَفْنا ما بِهِمْ مِن ضُرٍّ لَلَجُّوا في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ اعْلَمْ أنَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى لَمّا زَيَّفَ طَرِيقَةَ القَوْمِ أتْبَعَهُ بِبَيانِ صِحَّةِ ما جاءَ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ فَقالَ: ﴿وإنَّكَ لَتَدْعُوهم إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ لِأنَّ ما دَلَّ الدَّلِيلُ عَلى صِحَّتِهِ فَهو في بابِ الِاسْتِقامَةِ أبْلَغُ مِنَ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ﴿وإنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ﴾ أيْ: لَعادِلُونَ عَنْ هَذا الطَّرِيقِ؛ لِأنَّ طَرِيقَ الِاسْتِقامَةِ واحِدَةٌ وما يُخالِفُهُ فَكَثِيرٌ. أمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَوْ رَحِمْناهم وكَشَفْنا ما بِهِمْ مِن ضُرٍّ﴾ فَفِيهِ وُجُوهٌ. أحَدُها: المُرادُ ضَرَرُ الجُوعِ وسائِرُ مَضارِّ الدُّنْيا. وثانِيها: المُرادُ ضَرَرُ القَتْلِ والسَّبْيِ. وثالِثُها: أنَّهُ ضَرَرُ الآخِرَةِ وعَذابُها، فَبَيَّنَ أنَّهم قَدْ بَلَغُوا في التَّمَرُّدِ والعِنادِ المَبْلَغَ الَّذِي لا مَرْجِعَ فِيهِ إلى دارِ الدُّنْيا، وأنَّهم ﴿ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ﴾ [الأنْعامِ: ٢٨] لِشِدَّةِ لَجاجِهِمْ فِيما هم عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ. (p-٩٩) أمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لَلَجُّوا في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ فالمَعْنى لَتَمادَوْا في ضَلالِهِمْ وهم مُتَحَيِّرُونَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب